عاجل- سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.. وعيار 21 يسجل 5230 جنيها    أسعار اللحوم اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 في أسواق الأقصر    عاجل- وزير الدفاع الإسرائيلي: سنضاعف هجماتنا إذا لم تفرج حماس عن المحتجزين    حركة فتح: خطة الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تُعد خطوة إيجابية    كوكوريا: ما يفعله صلاح كان أحد أسباب هدف انتصارنا القاتل على ليفربول    سبورت: أراوخو رفض عروض ليفربول وتشيلسي ويوفنتوس في الصيف    570 حملة و2924 مخالفة.. حصاد تموين الدقهلية خلال شهر سبتمبر    رئيس جامعة أسيوط يستقبل الفائز بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    أهم الأطعمة التي تعزز المناعة في فصل الخريف.. درع طبيعي لمواجهة تقلبات الطقس    رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يلتقى بالوفد السودانى لبحث فرص الاستثمار    أسعار مواد البناء اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    «الصحة» تعلن المستشفيات المعتمدة لإجراء الكشف الطبي لمرشحي مجلس النواب    الخميس المقبل إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى 6 أكتوبر    الحوثيون في اليمن يعلنون استهداف مناطق "حساسة" في إسرائيل بصاروخ أسرع من الصوت    الدفاع المدني بغزة: الاستهدافات الإسرائيلية مستمرة رغم إعلان خطة ترامب    لجنة الانتخابات السورية: التصويت يجري بسلاسة.. والباب مفتوح لأي إشراف دولي    مفوض حقوق الإنسان يعرب عن أمله في وقف المجازر في غزة وإعادة الإعمار    فوضى فى سماء أوروبا.. أعطال تقنية وإضرابات تشل حركة الطيران فى مطارات كبرى.. من باريس إلى ميونيخ ولندن.. إلغاء مئات الرحلات وآلاف الركاب عالقون فى القارات.. أعطال فى الأنظمة وإضرابات من بين الأسباب    «تعليم القاهرة» تهنئ المعلمين في اليوم العالمى للمعلم    احتفالًا بانتصارات أكتوبر.. محافظ الدقهلية ومدير الأمن يضعان إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري    الأهلي: لا تظلموا من يعمل في ملف المدرب الأجنبي    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي للتقدم    هل يعود ميدو؟.. شوبير يرشح 3 مدربين لخلافة فيريرا في الزمالك    لاقتحام المنافسة.. موعد مباراة مانشستر سيتي أمام برينتفورد والقناة الناقلة    السد العالي، صمام أمان المصريين من الجفاف والفيضانات    وزير التعليم ومحافظ الإسكندرية يفتتحان عددًا من المشروعات التعليمية الجديدة    بعد ارتفاع منسوب النيل.. تعلية الجسر الترابى بين قريتى جزى وأبو داود.. فيديو    تركت رسالة وانتحرت.. التصريح بدفن عروس أنهت حياتها بالفيوم    إصابة 9 فتيات في حادث تصادم بطريق بني سويف – الفيوم    تاجيل طعن إبراهيم سعيد لجلسة 19 أكتوبر    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات محلية    عروض من إيطاليا والأردن ضمن فعاليات اليوم الرابع ل «القاهرة الدولي للمونودراما»    سامح سليم في مهرجان الإسكندرية: جيل اليوم مستعجل.. وفكرة التصوير السينمائي مهددة بالضياع    الإفتاء تواصل عقد مجالسها بالمساجد لمواجهة ظاهرة التحرش وتصحيح المفاهيم الدينية    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكرم رائد الرسوم المتحركة عباس بن العباس    رئيس الوزراء يُتابع موقف مشروعات تطوير البُنى التحتية وأنظمة التأمين بالمطارات المصرية    وزير الاتصالات يعلن إطلاق نسخة مطورة من منصة إبداع مصر لتمكين الشركات الناشئة    الصحة تعلن قائمة المستشفيات المعتمدة لإجراء الكشف الطبي لمرشحي مجلس النواب    وزير الصحة: إطلاق لجنة وطنية لدعم سلامة المرضى ومنع الأخطاء الطبية    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    صحة الأقصر... بدء حملة التطعيم المدرسي للعام الدراسي 2024 / 2025    «الحصاد الأسبوعي».. نشاط مكثف لوزارة الأوقاف دعويا واجتماعيا    أيقونات نصر أكتوبر    رحيل فيريرا عن الزمالك.. مفاجآت في توقيت الإعلان والبديل بعد التعادل مع غزل المحلة    أسعار الفراخ في أسيوط اليوم الأحد 5102025    136 يومًا تفصلنا عن رمضان 2026.. أول أيام الشهر الكريم فلكيًا الخميس 19 فبراير    المطرب اللبناني فضل شاكر يسلم نفسه إلى الجيش    اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية النزهة الإرهابية» أمام جنايات أمن الدولة    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    صبري عبد المنعم يخطف القلوب ويشعل تريند جوجل بعد تكريمه على كرسي متحرك    عمرو سعد يبدأ مغامرة سينمائية جديدة من ألمانيا بعد نجاح "سيد الناس"    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو «اعتداء ضابط على بائع متجول» بالإسكندرية    ألونسو يكشف حالة مبابي وماستانتونو    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    أبواب جديدة ستفتح لك.. حظ برج الدلو اليوم 5 أكتوبر    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الذكرى 32 لتحرير سيناء
أرض الفيروز قصة شعب وجيش اختلطت دماؤهم وحاربوا المستحيل لتحرير الأرض
نشر في الوفد يوم 25 - 04 - 2014

غدا هو الذكرى ال32 لتحرير سيناء.. أرض الفيروز التى دفعت مصر بشعبها وجيشها كل غال ونفيس لاستردادها بالقوة والقانون والمفاوضات.
ففى يوم 25 إبريل من عام 1982 عادت سيناء كاملة إلى أحضان الدولة المصرية – عدا منطقة طابا – التى استردتها الدولة بالتحكيم الدولى فى عام 1989 وأثبتت للعالم ان مصر لا تتراجع ولا تتهاون فى حبة رمل واحدة مهما طال الزمن ومهما بلغت قوة العدو.
فى ذكرى تحرير سيناء يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر واعتزاز تضحيات جيشهم العظيم الذى رفض الهزيمة وقاتل جنوده بقلوبهم وعقولهم وضحوا بحياتهم فى سبيل الوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر المصريون أيضا أن الوطن هو اغلى ما يملكون وأن المؤامرات لم ولن تنتهى لأنهم يواجهون عدوا لا يعرف سوى لغة القوة.
إن عودة أرض الفيروز تمثل وتحكى قصة شعب وجيش اختلطت دماؤهم وحاربوا المستحيل بعد هزيمة دمرت الأمل وبثت اليأس فى النفوس وصدرت فكرة الجيش الذى لا يقهر، ولكن المصريين وبعد أيام من الهزيمة استردوا عافيتهم فكانت مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة ثم مفاوضات الكيلو 101 ثم مفاوضات السلام، وأخيرا المعركة الدبلوماسية التى استعادت بها مصر آخر شبر من أرضها فى طابا، ليعلن المصريون أن مصر الحضارة والتاريخ لن تضيع ولن تموت مهما كان حجم المؤامرة، وأنها قادرة على النهوض من جديد.
وبمراجعة سريعة للأحداث نجد أن ملحمة تحرير سيناء استمرت على مدار 22‏ عاما‏ بدءاً من العدوان الإسرائيلى فى 5‏ يونية 1967‏ فيما يعرف بالنكسة وهى الحرب التى لم تحارب فيها مصر وخسرت فيها شبه جزيرة سيناء، وحتى جلاء آخر جندى يهودى من سيناء، ثم من أرض طابا فى 19‏ مارس‏1989.
مرحلة الصمود
وعقب احتلال سيناء، قرر الجيش والشعب أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فكانت مرحلة الصمود لاحتواء آثار النكسة واستمرت 14 شهراً، وتضمنت هذه المرحلة مهمتين تمثلتا فى اعادة بناء القوات المسلحة، إضافة إلى المحافظة علي هدوء الجبهة والرد بالنيران علي تراشقات مدفعية ودبابات العدو،واستطلاع واكتشاف نشاطه.
وتعد هذه المرحلة من أعظم مراحل تحرير سيناء لأنها مثلت نقطة البداية ومع ذلك لم تخل من العمليات العسكرية للتأكيد على مبدأ رفض الهزيمة، وكانت هناك معارك فى البر والبحر والجو، حيث كانت معركة رأس العش فى أول يوليو 67 والتى منعت إسرائيل من احتلال مدينة بورفؤاد، ثم الاشتباك الجوى فوق القناة يومى 14 و15 يوليو ومعارك المدفعية خاصة في قطاع شرق الإسماعيلية في 20 سبتمبر ووصلت خسائر إسرائيل 9 دبابات و25 قتيلا و300 جريح وثلاث عربات لاسلكي ومدفعية صواريخ، ثم إغراق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 67 أمام بورسعيد.
كما أن هذه المرحلة لم تخل من العمل السياسى، حيث كانت القمة العربية بالخرطوم التى تقرر فيها تقديم دعم مالى لمصر قدره 95 مليون جنيه استرليني تعويضا عن خسائر اغلاق قناة السويس وبترول سيناء وايضا قرار مجلس الأمن في نوفمبر 1967 رقم 242 والذي جمع بين المطالب العربية بانسحاب إسرائيل وعدم جواز احتلال الأراضي بالقوة، وبين مطالب إسرائيل فى الاعتراف بوجودها داخل حدود أمنه.
الدفاع النشط
ومنذ سبتمبر 1968 وحتي فبراير 1969 دخلت القوات المسلحة مرحلة جديدة من القتال عرفت ب «الدفاع النشط» وكان هدفها استكمال القدرات الدفاعية وتأمين السواحل والقيام بأعمال قتالية مختلفة لإنزال خسائر بالعدو، وكان من أبرز العمليات في هذه المرحلة ما حدث في 8 سبتمبر عندما فتحت المدفعية المصرية من بورسعيد شمالا وحتي السويس جنوبا نيرانها علي الأهداف الإسرائيلية في الخط الأمامي وكبدت العدو خسائر في الأرواح والمعدات.
وقد دفعت مرحلة الدفاع النشط إسرائيل لإنشاء نقاط محصنة سريعة الإنشاء وإقامة ساتر ترابى بارتفاع عال على الضفة الشرقية لوقاية قواتها وإخفاء تحركاتها، وهو ماعرف ب «خط بارليف».
حرب الاستنزاف
وفى 8 مارس 1969 دخلت القوات المسلحة المرحلة الثالثة من المقاومة وهى حرب الاستنزاف والتى استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية والأفراد فى سيناء، وافتتحت هذه الحرب بقصف مدفعي مركز علي تحصينات ومواقع العدو في خط بارليف، تلتها إغارات برية عبر القناة باستخدام الوحدات الخاصة والمشاة والمهندسين، بدأت بمجموعات صغيرة، حتي وصلت إلي عبور كتيبة صاعقة في ليلة 9 و10 يوليو 1969 عندما عبرت كتيبة صاعقة لسان بورتوفيق وقتلت أفراد قوة العدو ودمرت معداته.. وعادت دون خسائر وأطلق علي تلك العملية 'معركة لسان بورتوفيق'.. وكانت أيضا عملية الاغارة في ميناء إيلات واغراق واصابة 3 سفن انزال بحرية إسرائيلية.
وقد شهدت مراحل حرب الاستنزاف عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان.
وفي 19 يونيو 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة سميت «مبادرة روجرز» تقضي بوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة 90 يوما، ثم سقطت مبادرة روجرز نهائيا في 4 فبراير 1971 عندما اعلن الرئيس السادات ان مصر ترفض وقف اطلاق النار أكثر من هذا التاريخ لان إسرائيل لم تنفذ بند الدخول في مفاوضات جديدة، وهو ما يعني تكريس حالة اللاسلم واللاحرب.
ويرى المحللون أنه لولا حرب الاستنزاف لاستمر الحال على ما هو عليه، حيث استطاع الجيش المصرى من خلال عمليات الاستنزاف التعرف على كل قدرات وامكانات العدو فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، كما أن كمائن حرب الاستنزاف كشفت أن العدو لا يضع فى اعتباره امكان مهاجمته نهارا بسبب تعاظم الاحساس بالغرور المطلق والثقة المفرطة بعد المكاسب السريعة فى أعقاب نكسة يونيو 67.
كما أن حرب الاستنزاف أثبتت مدى تفاعل قادة الجيش المصرى مع القوات على الجبهة، عندما استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وهو على الخطوط الأمامية للجبهة فى 9 مارس 1969 فى موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية، فضلاً عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى.
حرب أكتوبر المجيدة
أيقن الرئيس السادات بعد المماطلة غير المبررة من جانب أمريكا، بضرورة تحريك المياه الراكدة والدخول فى الحرب مع إسرائيل، واعتمدت فكرة الحرب على اقتحام قناة السويس بالجيشين الثانى والثالث علي طول القناة وإنشاء رؤوس كباري جيوش تشمل 5 فرق وقوة قطاع بورسعيد بعمق ما بين 15 و20 كيلو مترا مؤمنة بقوات الدفاع الجوى، ثم تطوير الهجوم إلي خط المضايق الجبلية واحتلاله، وبذلك تصبح القوات الإسرائيلية في أرض مكشوفة وسط سيناء.
وكانت هناك عقبات كثيرة أمام العبور على رأسها قناة السويس والتي تعد من اصعب الموانع المائية، ثم الساتر الترابى الذى يميل بزاوية 80 درجة ويستحيل اجتيازه بالمركبات، حيث إن فتح ثغرة واحدة به باستخدام التفجير والقصف المدفعي تحتاج ما بين 15 و21 ساعة وإلى 500 رجل يعملون 10 ساعات بالطرق اليدوية، وإلى 5 بلدوزرات تعمل بلا توقف لمدة 10 ساعات، ثم خط بارليف الذى جعلته إسرائيل منشآت هندسية ضخمة مزودة بكل وسائل القتال وخصصت له إسرائيل ما يقرب من 65 % من قواتها للدفاع عن سيناء.
وفى يوم السادس من اكتوبر عام 1973، وحين أشارت عقارب الساعة نحو الثانية و5 دقائق ظهراً وجه أكثر من 2000 مدفع ثقيل النيران نحو مواقع العدو فى نفس اللحظة التى عبرت فيها سماء القناة 208 طائرات تشكل القوة المكلفة بالضربة الجوية الأولى التى أصابت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بالشلل التام، فى حين كان أكثر من 8 آلاف مقاتل قد بدأوا النزول إلى مياه القناة واعتلاء القوارب المطاطية والتحرك تحت لهيب النيران نحو الشاطئ الشرقى للقناة.. ثم بدأت عمليات نصب الكبارى بواسطة سلاح المهندسين الذى استشهد فيه اللواء أحمد حمدى فى الساعات الأولى للحرب.
وقد جسدت حرب اكتوبر المجيدة ملحمة كبرى للجيش شارك فيها ب 100 ألف مقاتل وشارك فيها كل الشعب، وتحمل المصريون بمختلف اعمارهم مسلمين ومسيحيين من أجلها الكثير ودافعوا عن أرضهم بالدماء على مدار 6 سنوات أبى الشعب والجيش فيها إلا أن ينتصر على العدو فى معركة العزة والكرامة.
عودة الأرض
كان من أهم نتائج حرب اكتوبر المباشرة استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأرض في شبه جزيرة سيناء، وبعد اليوم ال16من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير سيناء عن طريق المفاوضات السياسية.
وقد صدر القرار رقم 338 الذي يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءاً من 22 أكتوبر 1973، وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن،وهو القرار الذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار وهو ما أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.
ثم جاءت مباحثات الكيلو 101 ( أكتوبر ونوفمبر 1973) وفيها تم الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 على اتفاق تضمن التزاماً بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى.
اتفاقيات فض الاشتباك الأولى والثانية
فى شهر يناير 1974 تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلو متراً شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفى سبتمبر 1975 تم توقيع الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من أرض سيناء.
مبادرة السادات بزيارة القدس
فى نوفمبر 1977 أعلن الرئيس أنور السادات في بيان أمام مجلس الشعب انه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، والتي قام بالفعل في نوفمبر 1977 بزيارتها وإلقاء كلمة فى الكنيست الإسرائيلى طارحاً مبادرته بأنه ليس وارداً توقيع أى اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
مؤتمر كامب ديفيد
فى 5 سبتمبر 1978 وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي فى منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر من ذات العام، والتوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978، والتى ضمت وثيقتين لتسوية شاملة للنزاع العربي الإسرائيلى، الأولى حول إطار السلام في الشرق الأوسط، والثانية كانت حول إطار الاتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل.
معاهدة السلام 26 مارس 1979
وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
الانسحاب من سيناء
أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلى من سيناء، ففى 26 مايو 1979 رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحبت إسرائيل من خط العريش / رأس محمد وبدء تنفيذ اتفاقية السلام.
وفى 26 يوليو 1979 انسحبت إسرائيل مسافة 6 آلاف كيلومتر مربع بدأت من منطقة أبوزنيمة حتى أبو خربة وفى 19 نوفمبر 1979 تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.
وفى 19 نوفمبر 1979 انسحبت إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادى الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.
وفي يوم 25‏ إبريل‏1982‏ رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، وبذلك انسحبت كافة القوات الإسرائيلية فيما عدا منطقة طابا.
عودة طابا
سوف تظل قضية طابا هى الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط‏,‏ حيث تمت تسوية نزاع حدودى بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحكمة الدولية‏، وتحولت معركة تحرير طابا إلى ملحمة مكملة لنصر أكتوبر‏ العظيم الذى حرر الأرض واعاد الكرامة.
لقد نشأ النزاع على طابا التى أطلق عليها «قضية العصر» فى أواخر عام 1981 خلال المرحلة الأخيرة من انسحاب إسرائيل من سيناء، ولكن الدولة المصرية ابت أن يغتصب ولو شبر واحد من اراضيها، وكانت قضية طابا نموذجاً لاستخدام الدولة المصرية لقواها الشاملة فى القضية التى دامت 7 سنوات حتى عودة طابا.
وأدركت مصر منذ اللحظات الأولى للخلاف أن إصرار إسرائيل علي الاحتفاظ بذلك الشريط الحدودى الصغير الذي يمتد‏1200‏ متر‏‏,‏ لم يكن بهدف الاستيلاء علي أرض فقط‏، وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو انه لا تنازل ولا تفريط عن ارض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام التي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، واذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.
واستعدت مصر للجوء إلى التحكيم، فى حين أصرت إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين ويحقق مكتسبات فى ارض طابا .
وفي 13 يناير 1986، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى «مشارطة تحكيم» وقعت في 11 سبتمبر 1986، والتي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.
وفي 30 سبتمبر 1988، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، وحكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية.
وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف بالاجماع حكمها لصالح مصر وأعلنت أن طابا مصرية، وبعد صدور الحكم اختلقت إسرائيل أزمة جديدة في التنفيذ وأعلنت أن مصر حصلت علي حكم لمصلحتها ولكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل وبناء علي شروطها ولكن الدولة المصرية بشعبها وجيشها رفضت كل العروض والمناورات الإسرائيلية وكان آخرها طلب إعطاء إسرائيل مركزا متميزا في طابا.
وفى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها، ووجهت القوات المسلحة التحية إلي الشعب، وإلي اهالي محافظة جنوب سيناء ليصبح يوم رفع العلم المصرى على طابا وتخليصها من يد الاحتلال الإسرائيلى الذى استمر 22 عاماً هو العيد القومي للمحافظة.
أرض المعارك
لقد كانت أرض الفيروز الساحة الرئيسية للصراع العربى - الإسرائيلى على مدار 4 حروب متتالية بداية من حرب 1948 ثم العدوان الثلاثى فى 1956 ونكسة 1967 وحرب اكتوبر المجيدة عام 1973، مع مراعاة اختلاف الدور الذى لعبته سيناء من حرب إلى أخرى.
ففى الحرب العربية الإسرائيلية الأولى فى 15 مايو 1948 لم تكن أرض سيناء سوى معبر لقوات الجيش المصرى نحو أرض فلسطين بعد يوم واحد من إعلان دولة إسرائيل وفتح أراضيها أمام هجرة يهود العالم من كل الدول.
وفى 29 اكتوبر 1956 كانت سيناء مسرحا للعدوان الثلاثى (البريطانى والفرنسى والإسرائيلى) المشترك الذى وقع عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وكانت هذه الحرب فرصة أمام إسرائيل لاحتلال قطاع غزة الذى كان خاضعا للسيادة المصرية.
ثم كانت نكسة 67، واحتلال سيناء لمدة 6 سنوات إلى أن عبر الجيش المصرى فى حرب الكرامة.
ان تحرير سيناء ملحمة كاملة ستظل دائما رمزاً لعظمة مصر وشعبها وقوة إرادة جيشها الذي لم يقبل بديلا عن تحرير الأرض واستعادة عزة الوطن وكبريائه.. إنها ملحمة صمود واستعداد وحرب وانتصار ومعارك سياسية ودبلوماسية وتحكيم دولى أكدت أن مصر لا تستسلم أبداً.
فى الذكرى 32 لتحرير سيناء يجب أن تعيد الدولة المصرية تعاملها مع أرض الفيروز التى أثبتت الأيام والسنون أنها ستظل مطمعاً للعدو، وأثبتت أيضاً ان التنمية هى الحل الوحيد، حيث دافع عنها 3 رؤساء حتى عادت كاملة فى حين استخدمها الرئيس المخلوع محمد مرسى وسيلة للسيطرة على الحكم، عندما أخرج الإرهابيين من السجون، واستقدمت الجماعة الإرهابية التكفيريين من كل مكان لمحاربة الجيش وتهديد الشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.