اليوم ومصر تحتفل بذكرى تحرير سيناء، تفرض قصص البطولات العظيمة لشعب سيناء نفسها علي المشهد لتروى لنا تاريخ شعب عظيم رفض دوماً الخضوع للعدو المستعمر، وفضل الموت عن الاستسلام، وليس فقط بطولات أبناء سيناء التي تفرض نفسها على هذه الاحتفالية، بل بطولات كل مصرى من شعب وجيش وشرطة، ممن بذلوا أرواحهم وكل غال ونفيس من أجل تحرير سيناء، سواء إبان الاحتلال من عمليات المقاومة الباسلة، أو بعد تحرير سيناء، أثناء الحرب التى لاتزال دائرة ضد الإرهاب، وكما قال الشاعر المصرى عبدالهادى السيد إن أبناء سيناء حاربوا كما حارب النخيل والجمل، وحاربت الناقة والصحارى والسهول والوديان، وبالفعل كان لكل دوره في المقاومة الباسلة، الكل سعى جاهداً سواء أفراداً أو جماعات لاختراق صفوف الأعداء أو القيام بأعمال فدائية سجلها التاريخ وكأنها أساطير لروعتها وشجاعتها، فكل حبة رمل من سيناء تحكى قصة شعب مناضل، فالبدوى صاحب الجمل والناقة، قام بدوره في توصيل الجنود المتقهقرين إلي غرب القناة، والمرأة شاركت بإطعام وإسعاف الجنود من أبناء الجيش الباسل، والأطفال شاركوا في أعمال نقل الأخبار وتضليل العدو، والنخيل ساهم بثماره وظلاله في إخفاء الجنود.. كلها بطولات نادرة وخارقة كالمعجرات، وإن كنا سنسرد فى السطور القادمة بعضاً من قصص البطولات، فلا يعنى هذا أبداً أنها الأفضل والأشهر، وأن غيرها أقل منها روعة وشجاعة.. لا فكل بطولة كانت هي الأفضل والأشجع، ولكننا نسوق بعض النماذج على سبيل المثال لا الحصر، لأن قصص البطولات فى سيناء لا يكفيها كتب، وسيظل دوماً المصريون شعباً وتاريخاً يذكرها للأبد.