سيناء بوابة مصر الشرقية أرض المقاومة الشعبية الباسلة, ونحن نحتفل بذكري نصر أكتوبر1973 نستعيد الحديث عن بعض البطولات الوطنية التي تحققت فوق ارض سيناء بايدي ابنائها. يقول الشاعر والباحث حاتم عبدالهادي السيد.. حارب ابناء سيناء, كما حارب النخيل والجمل, وحاربت الناقة والجبال والصحاري والسهول والوديان, وليس هذا من قبيل المبالغة بل كان لكل دوره في المقاومة الباسلة, ولم يركن البدو والحضر للاستعمار وأعوانه بل سعوا جاهدين, فرادي وجماعات لخرق صفوف الاعداء, كما قاموا بعمليات فدائية وطنية تشبه الاساطير.. لتسجل قصة شعب سيناء المناضل. وفي هذه المناسبة الوطنية لابد أن نسجل ان ابناء سيناء قاموا بجهود عظيمة لمقاومة المحتلين, فالبدوي صاحب الجمل والناقة ق قام بدور مشرف لتوصيل الجنود المتقهقرين الي غرب القناة, والمرأة التي شاركت بإطعام واسعاف الجنود من ابناء القوات المسلحة الباسلة, كما شارك الاطفال, وشارك النخيل بثماره وظلاله في إخفاء الجنود. ان عظمة المقاومة تجلت في هذه المرحلة, فكان البدو أدلاء لسير المعركة والجنود, كما كانوا مجاهدين ابطالا في المشاركة لقطع الامدادات عن العدو وتفجير معداته العسكرية. ويؤكد الشاعر والباحث حاتم عبدالهادي ان التنظيمات الأهلية لأبناء سيناء قامت بدافع وطني حميم, ثم بدأت تتشكل في صورة تنظيم اطلق عليه اسم منظمة سيناء العربية واشرفت علي امره المخابرات الحربية المصرية, كما قامت تنظيمات اخري مثل لجنة ابناء سيناء الاحرار والتي عملت بعد ذلك بتوجيهات من المخابرات الحربية المصرية, كما قامت بعض التنظيمات الشبابية كمنظمة صوت العروبة وكان هناك رجال شرفاء يعملون بشكل فردي, مما يدل علي مدي عمق الوطنية وتغلغلها في شريان ابناء سيناء الابطال, دون مزايدة من احد, وتبقي ملفات منظمة سيناء وملفات المخابرات الحربية شاهدة علي عظمة هؤلاء الابطال, ويلتقط طرف الحديث المقاتل فؤاد حسين من كتيبة المخابرات الحربية المصرية في حرب اكتوبر1973 ليسجل شهادته للتاريخ في قوله: يمكننا ان نطلق علي بطولات اهالي سيناء وخدماتهم انها معجزات بالرغم من ظروفهم المعشية وطريقة معاملتهم قبل عام1967 بسنوات طويلة, وإذا عرفنا العزلة الاجبارية التي كانت مفروضة عليهم, تأكدت لنا حقيقة ان ما قاموا به هو بطولات نادرة ومعجزات خارقة. ويمكن تقسيم هذه البطولات والخدمات الي ثلاث مراحل. المرحلة الاولي هي مرحلة ماقبل عام1967, حتي5 يونيو1967 فقد قاموا بجمع المعلومات عن العدو وتصوير المواقع الاسرائيلية ورصد التحركات العسكرية داخل اسرائيل وارسالها الي المخابرات الحربية المصرية. والمرحلة الثانية هي ما بعد احتلال سيناء عام1967, وهي مرحلة رفض الهزيمة والصمود والتصدي للعدو. ويري المقاتل فؤاد حسين ان هذه المرحلة تعتبر من اخطر مراحل العمل الوطني في سيناء, فقد نجح جميع ابنائها في تنفيذ المهام التي كلفوا بها والتي حددوها لأنفسهم انطلاقا من حسهم الوطني, ثم المرحلة الثالثة, وهي مرحلة العمل الايجابي لتحرير الارض والتي يمكن تسميتها بمرحلة منظمة سيناء العربية التي تكونت من أبناء سيناء وبعض المحافظات الاخري وحققت علي أرض سيناء بطولات غير مسبوقة, وجدير بالذكر انه لا توجد عائلة أو قبيلة في سيناء إلا وشارك بعض أبنائها في مأمورية او مهمة وكانت لهم أدوار بطولية نذكر منها علي سبيل المثال مساعدة أفراد القوات المسلحة العائدين والشاردين بمبادرات تلقائية من أهالي سيناء, كما شارك كل شباب وشيوخ سيناء من الأدلاء العالمين بدروب صحراء سيناء في إرشاد أبناء القوات المسلحة وتوصيلهم إلي قناة السويس بعد إخفائهم عن أعين القوات الاسرائيلية, وكانوا يقومون بنقل المصابين من افراد القوات المسلحة الي اماكن آمنة وعلاجهم وتقديم الخدمات الطبية لهم.