في عيد تحرير سيناء يتذكر الأهالي سنوات التهميش الثلاثين الماضية وكيف كان لها دور فيما تشهده من فوضي بعد أن سجل التاريخ قصة شعب سيناء المناضل جيلا بعد جيل. ولقد قامت التنظيمات الأهلية بدافع وطني ثم بدأت تتشكل في صورة تنظيم أطلق عليه اسم منظمة سيناء العربية وأشرفت عليه المخابرات الحربية المصرية وضمت في عناصرها شبابا من منطقة القناة وسيناء من السويس والإسماعيلية وبورسعيد وفي شبه جزيرة سيناء شمالها وجنوبها. كما قامت تنظيمات أخري مثل لجنة أبناء سيناء الأحرار التي عملت بعد ذلك بتوجيهات من المخابرا وقد قام أبناء سيناء بجهود عظيمة لمقاومة المحتل, وشاركت المرأة بإطعام وإسعاف الجنود وتوصيل المعدات العسكرية الخفيفة للفدائيين, وشارك الأطفال وشارك النخيل بثماره وظلاله في إخفاء الجنود. وشارك المجاهدون في قطع الإمدادات عن العدو وتفجير معداته العسكرية, كما تم إعطاء بعضهم أجهزة لاسلكي وتزويدهم بشفرة خاصة لم يستطع العدو فهمها. ومن صور البطولات التي تحققت علي أرض سيناء بمدينة نويبع الشيخ محمد فريج الذي كان يعمل في نقطة حرس الحدود ومقرها منطقة الدوم بوسط نويبع وكان مسئولا عن عهدة النقطة)11 بندقية آلية وأجهزة لاسلكية وذخائر خاصة بالنقطة( طلبت منه قوات الاحتلال تسليم السلاح عهدة نقطة حرس الحدود إلا أنه رفض التسليم فتعرض لجميع أنواع التعذيب محاولين ترحيله أو تهجيره من المنطقة خوفا من تاريخه العسكري لكنه رفض لذلك سجل اسمه ضمن بدو الصمود الذين واجهوا الاحتلال ورفضوا الهجرة من بلادهم. ويذكر التاريخ ايضا ان الشيخ فريج تعاون هو وأولاده مع المخابرات المصرية بإمدادهم بالمعلومات عن جيوش الاحتلال ومن أكثر أولاده تضامنا معه الشيخ سليمان محمد فريج الذي كان يقف في ظهر والده من أجل تطهير سيناء من جيوش الاحتلال. وبعد أن استردت مصر أرض سيناء تم تكريم الشيخ فريج وشهرته محمد فريج الساخن كواحد من بدو سيناء الصامدين. ويقول طاهر صقر) باحث( إن الشيخ فريج ظل أمينا علي عهدته علي مدي عشرين عاما دون استسلام أو تراجع رغم ما تعرض له من ألوان التعذيب والاضطهاد. كما خدع سالم الهرش العدو الصهيوني فكان اعتقاله, وقال الهرش أمام العدو قولته الشهيرة إن سيناء مصرية100% ومن اراد التحدث عنها فليذهب الي جمال عبد الناصر فهو حاكم مصر, اما شيخ المجاهدين بسيناء الشيخ خلف الخلفات والذي تصدي للاحتلال الاسرائيلي بعد نكسة يونيو1967, واتخذ من زاويته بقرية الجورة مركزا لتجميع عناصر الجيش المصري واعادة تأمين نقلهم الي خارج سيناء في سرية تامة ومع اكمال اسرائيل منظومة احتلال سيناء اصدر الشيخ خلف تعليمات صارمة لكل اتباعه بمحاربة إسرائيل حربا طويلة فحارب ونظم العديد من العمليات ضد العدو الإسرائيلي طوال فترة الاحتلال إلي أن أصبح شيخا للمجاهدين في سيناء. هؤلاء ثلاثة نماذج فقط من اجمالي الألف من أبناء سيناء أصحاب البطولات التي تمثل صورة مشرقة لأبناء الجيل ليعلموا عظمة الآباء والأجداد الذين ضحوا بأرواحهم من أجل سيناء والوطن فاستحقوا أن يعيشوا في قلوب الناس. رغام صعوبة الظروف بكثير ما يعيشه الأبناء والأحفاد حاليا, ومع هذا فقد تناسي العديد من ابناء سيناء هؤلاء الابطال واصبحت البلطجة باسم العرف حاليا هي السائدة فتجد ابسط المشكلات بين فردين تنتهي بخطف سيارات عائلات باكملها باسم العرف القبلي والذي غالبا ماينتهي الي صراع دموي بين العائلات وكان ابناء سيناء ارادوا ان ياخذوا من ماضي الاباء والاجداد ظاهرة التوثيق العرفية من خطف وبلطجة في وضح النهار, وكأن تاريخ الاجداد لم يكن فيه إلا الخطف وتناسوا العادات والتقاليد والاعراف التي كانت تنظم المجتمع السيناوي, كما تناسوا أيضا تاريخ آبائهم واجدادهم وبطولاتهم وامجادهم فلا يوجد منزل في بادية سيناء إلا حاصل علي أنواط جهادية من رؤساء مصر. رابط دائم :