حول مسرحية «باب الفتوح» للكاتب الشهير محمود دياب «1932- 1983» يقدم المسرح الحديث علي مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية عرضاً من إخراج فهمي الخولي. وفي نفس التوقيت يعرض بيت ثقافة مصطفي كامل بالإسكندرية نفس المسرحية من إخراج محمد عبدالصبور، والعرضان أعتبرهما احتفاء للكاتب القدير محمود دياب الذي رحل منذ 32 عاماً كمداً وهو في قمة عطائه. وفي قمة عداء السلطات المصرية له.. كان دياب قوميا موسوعي الثقافة يعلم مدي الفجيعة التي أحدثتها الصهيونية العالمية وإسرائيل في ثقافتنا وتراثنا وهويتنا قبل محاولات احتلال «أرضنا الطاهرة».. دياب هو أحد رواد مسرح الستينيات. قدم أول أعماله بعنوان «المعجزة» عام 1960 - وحصلت علي جائزة مؤسسة المسرح والموسيقي وفيها أعلن عن نفسه ثائراً متمرداً مهموماً بأزمات الوطن وفجوات المثقفين والحصار الذي يعانيه أبناء الوطن العربي الذي يسعي الاستعمار دائماً لتشتيته وتمزيق روابطه. في عام 61 قدم قصة «خطاب من قلبي» وحصل علي جائزة نادي القصة في نفس العام. ومنذ ذلك الوقت عرف النقاد عشق دياب للأدب الروسي وتأثره بتراثهم وظهر هذا واضحاً في مسرحية «البيت القديم» عام 1963. وفازت بجائزة المجمع اللغوي المصري وقدمت في القاهرة وأقاليم مصر ثم انتقلت إلي السودان والعراق وسوريا. وبعد ذلك قدم دياب مسرحية «الزوبعة» التي فازت بجائزة منظمة اليونسكو عام 1966 لأحسن كاتب مسرحي عربي. وهي المسرحية التي ترجمت إلي اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والأسبانية. ثم قدم دياب مسرحية ذات الفصل الواحد كانت ذات إيحاء قومي ترمي إلي المأزق الصهيوني الذي يحاصرنا. قدمها المسرح القومي المصري عام 1967 بعنوان: «الغريب». ثم قدم مسرحيتي «الضيوف» و«الوقت» في مصر وسوريا ولبنان، ومسرحية ليالي الحصاد عام 1968، ومسرحية «الهلافيت» 1970- ومسرحية «باب الفتوح» و«رسول من قرية نميرة» و«أهل الكهف 74» ومسرحية «الرجل الطيب في ثلاث حكايات. و«الغرباء لا يشربون القهوة». التي قدمت في لندن باللغة الانجليزية عام 1975- وقدم مسرحية «دنيا البيانولا» الغنائية علي مسرح البالون، ثم «أرض لا تنبت الزهور» و«موال من مصر»، وحازت روايته «طفل في الحي العربي» عام 1972 علي جائزة أفضل فيلم سينمائي في دول العالم النامي. أما عن مسرحية «باب الفتوح» فهي إشارة غير مباشرة للتوغل الصهيوني في أراضينا. والصراع العربي الإسرائيلي قدم المسرحية النجم الكبير يوسف شعبان ومحمد رياض وسامي مغاوري وأشرف طلبة والمسرحية تم منعها رقابيا عام 1966 لأسباب سياسية تتعلق بطريقة تناول المسرحية للصراع بيننا وبين العدو الإسرائيلي، والمسرحية تتسم بصراحة مطلقة في عدم إعفاء العرب عن مسئولية ضياع فلسطين، ويري محمود دياب بشجاعة أن هناك من باع ومن هادن. في وقت كان أكثر المدافعين ببسالة عن القضية مصر وسوريا، تعرضت المسرحية للمصادرة في أكثر من مرة.. واليوم يري المسرحيون أنها فرصة لعرض المسرحية بدون أي مصادرة أو منع رقابي من أي شكل، ولعل ذلك أقل تقدير ورد اعتبار لكاتب عملاق، لقد رهن محمود دياب عمره من أجل قضية الوطن، ومن حقنا اليوم أن نعيد إنتاجه الذي وصل إلي 62 عملاً ما بين المسرح والإذاعة والتليفزيون والسينما إلي جانب أعماله المطبوعة التي وصلت إلي 24 كتاباً فقط. ومن حق القراء العرب التعرف علي كتبه كاملة،، وعلي تراثه القومي الرفيع.