كانت رسالة السيد المسيح (ميلاده وكرازته وتعاليمه ومعجزاته وموته وقيامته) بمثابة القضاء على السلبية والرياء والتبلد واللامبالاة التي كانت تتمالك وتسود وتسيطر على شخصية رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين (رجال الدين اليهودى) وقد وبخهم السيد المسيح في مواضع كثيرة نذكر من بينها: 1- شفاء إنسان يده يابسة: وقد وردت هذه المعجزة فى (إنجيل متى 12: 10-12) حيث اعترضوا على معجزة شفائه لكونها حدثت وتمت يوم سبت؟! نعم كل تفكيرهم فقط انحصر في توقيت المعجزة؟ ولم يفكروا في مدي سعادة هذا الإنسان المريض؟ 2- شفاء المفلوج: وقد وردت هذه المعجزة في (إنجيل يوحنا 5)، وهذا المريض ظل مقعداً لمدة 38 عاماً، لدرجة أن الجميع يئسوا من شفائه وملوا وقد تركوه وحيداً، فلم يجد من يساعده حيث كان يجلس في بركة بيت حسدا، فكان ملاكاً من حين لآخر ينزل يحرك مياه البركة، فكان من ينزل أولاً بعد تحريك المياه يبرأ من أي مرض اعتراه.. فبعد أن تخلى الجميع عن هذا الإنسان المسكين لم يجد من يساعده علي النزول للمياه؟ شفاه يسوع وقال له: (قم واحمل سريرك وامشى)، لكن عندما شاهده اليهود في الطريق قالوا له: اليوم سبت لا يحل لك أن تحمل سريرك؟! إنما حقاً إن دلت على شيء، إنما تدل على منتهى التفاهة والسطحية. 3- شفاء المولود أعمى: هذا الإنسان قد ولد بدون عينين.. راجع (إنجيل يوحنا 9)، لقد شككوا أيضاً فى هذه المعجزة، ولم يصدقوا أنه كان أعمى، فاستدعوا أبويه اللذين أكدا علي عمل المعجزة، ثم أرسلوا ليستدعوا المريض مرة أخرى لسؤاله.. فأجابهم قائلاً: (إنني أعلم شيئاً واحداً، أني كنت أعمى والآن أبصر) (يوحنا 9 : 25). ولما وبخهم المريض وحاول إقناعهم (شتموه، وأخرجوه من المجمع خارجاً) (يوحنا 9 : 28 - 34). 4- إقامة الموتى: (ابن أرملة نايين - ابنة يايرس - لعازر).. فقد اغتاظ أيضاً رجال الدين اليهودى من إقامته للموتى، وقد قالوا: (ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة) (يوحنا 11 : 47). نعم كانت معجزات السيد المسيح له كل المجد تحدياً لسطحية (رجال الدين اليهودى)، لذا وبخهم السيد المسيح ووصفهم بالقادة العميان الذين أخذوا مفاتيح السماء؟ لا دخلوا هم، ولا جعلوا الداخلين يدخلون؟! (أن صاروا عثرة وعقبة في طريق عامة الشعب من البسطاء والضعفاء، أى لا رحموا ولا تركوا رحمة ربنا) وأيضاً وصفهم بالقبور.. مبيضة من الخارج، لكن من الداخل نتنة.. وقد صب عليهم الويلات راجع: (إنجيل متى 23 : 14 - 36). أيضاً كشف زيفهم أمام عامة الشعب البسطاء لكي لا ينخدعوا فيهم ثانياً. وكذلك أيضاً ضرب لهم أمثلة كثيرة قائلاً: (أى إنسان منكم يكون له خروف واحد فإن سقط هذا في حفرة يوم سبت، إنما يمسكه ويقيمه، فالإنسان كم هو أفضل من الخروف.. إذاً يحل فعل الخير في السبت (متى 12 : 11-12). أيضاً قال لهم: (لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم، فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم يا مراؤون) (متى 15 : 3 ، 6 ، 7) إذاً كما قال السيد المسيح: (السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت) (مرقس 2 : 27).. كذلك أيضاً لما اجتمع اليهود ليدينوا المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل (خطيئة الزنى) فلما طلبوا رأيه بخصوص رجمها كما جاء بالناموس، لكنه قال لهم: من منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر.. وقد كتب وقتها بعض الرموز والكلمات التى ذكرت كل شخص بخطاياه، فانسحب الجميع واحداً تلو الآخر، ولم يدنها أحد وأحداث كثيرة مرت مثل واقعة الميلاد عندما طلب المجوس (ملوك فارس) علماء الفلك من هيرودس الملك معرفة مكان ميلاد المسيح الملك، والذي بدوره قام باستدعاء رؤساء الكهنة وسألهم قائلاً: أين يولد المسيح؟! فقالوا له: مكتوب في بيت لحم اليهودية.. فرغم معرفتهم بالنبوات الخاصة بتجسد المسيح ومكان ميلاده... إلخ، إلا أنهم لم يكلفوا خاطرهم بالذهاب إليه أو على الأقل معرفة الأحداث، بل إنهم اعتبروا السيد المسيح منافساً لهم بخصوص جذب الرعاة.. كذلك قيامة المسيح كانت أكبر حدث هز كيان اليهود، فحاولوا أن يقاوموا القيامة بشتى الطرق والوسائل، فذهبوا لبيلاطس وقالوا له: (تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حى إنى بعد ثلاثة أيام أقوم؟ فمر بضبط القبر إلي اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقونه؟ ويقولون للشعب إنه قام من الأموات فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى) (متى 27 : 62-64)، لذا قاموا بكل الإجراءات التي تضمن علي حد فهمهم منع القيامة إذ وضعوا علي باب القبر حجراً ضخماً كبيراً وختموا الحجر وضبطوا القبر بالحراس (متى 27 : 66) وعندما علموا بالقيامة قدموا رشوة للجنود ليقولوا إن تلاميذه سرقوه وهم نيام فكانت كل إجراءاتهم وحيلهم أدلة قاطعة على قيامة المسيح.. لأنه قام علي الرغم من كل ذلك. وإذ بالإجراءات صارت دليلاً وشاهد إثبات للقيامة، نعم كانت رسالة المسيح من ميلاده وكرازته وتعاليمه ومعجزاته وموته وقيامته كشفاً لزيف مزاعم اليهود.