أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن قلقها من تفاقم الأزمة اليمنية والمحنة التي تضرب المدنيين غير المنخرطين في القتال، وخاصة في مدينتي صنعاءوعدن، والانهيار شبه الشامل لمختلف قطاعات الخدمات ومقومات المعيشة. وتفيد المصادر الميدانية للمنظمة في مدينة عدن جنوباً إلى اضطرار غالبية السكان المدنيين إلى الهرب، ولا سيما عن طريق البحر بعد أن تحولت عدن إلى مدينة أشباح في ضوء استمرار قصف ميليشيات الحوثي – صالح للأحياء السكنية ومختلف الأعيان المدنية وبشكل عمدي واضح بهدف إثارة الذعر بين المدنيين بصفة عامة، وذلك بعد انضمام بعض المدنيين إلى اللجان الشعبية التي تخوض القتال ضد ميليشيات الحوثي – صالح، وقد تحول القتال تدريجياً إلى قتال شوارع شامل ومدمر. وفي صنعاء، نزح الآلاف من محيط المنشآت الرئيسية والأمنية والعسكرية لتفادي الغارات الجوية لقوات التحالف العربي المسماة ب"عاصفة الحزم"، بينما كثفت ميليشيات الحوثي – صالح نشر المدافع المضادة للطائرات في داخل الأحياء السكنية هرباً من استمرار الغارات الجوية على مراكزهم الأمنية والعسكرية من ناحية، وعملاً على استخدام المدنيين كدروع بشرية لكبح تأثير غارات التحالف، سيما بعد أن شهدت هذه الغارات قدراً من التراجع في ضوء إحجامها عن قصف المراكز الملاصقة للتجمعات المدنية في ضوء الإدانات للسقوط المتكرر للضحايا من المدنيين. وعقب التدمير الشامل لمعسكر القوات الخاصة الواقع على تلة الصباحة المطل على صنعاء، ترتفع ألسنة النيران حتى التاسعة مساء اليوم من موقع الصواريخ في فج عطان داخل صنعاء. وتشهد صنعاء في الآونة الراهنة تراجعاً حاداً في مقومات المعيشة، حيث تراجعت إمدادات الوقود، وتدفقات مياه الشرب، وتشهد مختلف الأحياء شح شديد في السلع الغذائية. وتحاول ميليشيات الحوثي– صالح إجبار السكان إلى إعادة أبنائهم للمدارس بداية من مطلع الأسبوع المقبل لمحاولة إثبات سيطرتهم على الواقع الاجتماعي ومحاولة بناء صورة زائفة لقبول شعبي. كذلك شهدت صنعاء والحديدة وبعض مناطق تعز وغيرهم حملات اعتقال واسعة لأعضاء حزب الإصلاح (تنظيم الإخوان في اليمن) على صلة بتأييد الحزب للتحالف العربي وشرعية الرئيس "عبد ربه منصور هادي"، طالت هذه الحملة 200 من أعضاء الحزب في حدها الأدنى، وتثور العديد من بواعث القلق على مصير وسلامة هؤلاء المحتجزين وتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة. وتشكل سيطرة ميليشيات الحوثي – صالح على شبوة ظهر اليوم تكريساً لمقومات استمرار النزاع العسكري في البلاد، حيث أعلنت الفرق العسكرية في المنطقة ولائها للمخلوع "علي عبد الله صالح" وحلفائه الحوثيين بعد فترة من الحياد. ويتيح السيطرة على شبوة ضمان تحالف الحوثي – صالح في تدفق إمدادات الوقود مع موارد النفط والغاز المستغلة في شبوة. وبينما تؤكد مصادر المنظمة والمراقبون المستقلون أن المدنيون باتوا الضحية الأولى للنزاع في البلاد، وأن الحل السياسي تتقلص فرصه مع استمرار العمليات العسكرية، فإنهم يؤكدون أن تغييراً في الموقف العسكري لا يمكن أن يحدث دون تدخلات عسكرية برية من قوات التحالف، فإنهم يجمعون كذلك على أن هذا التدخل سيكون شديد الضرر على اليمن والمدنيين وسيفتح حلقة مفرغة من الصراع والقتال لسنوات مقبلة.