اسمي فاطمة محمد صلاح، رغم أن عمري 23 سنة إلا أن المسئولية جعلتني أشعر بالعجز وكبر السن، لم يكن فقدي لبصري هو العائق الحقيقي في حياتي فقد ولدت في أسرة يعاني أغلب أفرادها نفس معاناتي، أمي وثلاثة من اخوتي وأبي رحمه الله، لذا فالظلام كان في تجربتي في الحياة، في الزواج الذي انتهي بالفشل مخلفا لي زهرة تتفتح يوما بعد يوم في انتظار مصير مجهول.. «حنين» انتي التي أضمها في حضني وأتمني أن أري ملامحها، طفلتي عمرها الآن عامان، لم تر والدها الذي اختفي من حياتنا بعد أيام من ولادتها، هرب وتركنا بعد أن تراكمت عليه الديون، ضاقت بي الدنيا بعد أن تركني بابنتي وأمي واخوتي، «علي قد حالهم»، قطع المعاش عني بسبب زواجي ولم أحصل علي الخلع من زوجي إلا بعد عام ونصف العام من رفعي للدعوي، المشكلة الأكبر أنني لا أجد فرصة عمل خاصة بعدما أجبرني زوجي علي ترك المدرسة، وكنت في الصف الثاني الثانوي بمدرسة النور والأمل بشبين القناطر وأحاول الآن أن أكمل تعليمي ولا أجد من يساعدني كما أن ضيق الحال يمنعني من التقدم أي خطوة في سبيل حل مشاكلي، أنا الآن أم لطفلة هي كل حياتي صحيح انها والحمد لله لم ترث مني إعاقة البصر، لكنني أخشي أن يحيط الظلام بمستقبلها فالشئون الاجتماعية لا تريد منحي معاش معاقين وقالوا لي إن نصيبي في معاش والدي الذي يكفي أمي وإخوتي المعاقين بالكاد فكيف أشاركهم فيه كما أنني «دايخة» في المحاكم لأحصل علي نفقة طفلتي لعدم العثور علي عنوان ابيها، متطلباتها كثيرة فهي طفلة ولها احتياجات من طعام وكسوة وكلها كام سنة وتدخل المدرسة، فماذا أفعل؟ أريد أن أجد أي فرصة عمل تناسب حالتي للإنفاق علي نفس وعلي ابنتي وتدبير سكن خاص بنا بعد أن عجزت عن دفع إيجار شقة الزوجية.. وتقدمت للحصول علي شقة بالإسكان الاجتماعي الذي أعلنوا عنه وحصلت علي خمسة آلاف جنيه من طوب الأرض، وكنت أعتقد أن الموضوع انتهي لكني علمت أنه لو تم اختياري في القرعة سيكون عليّ تسديد مبالغ أخري.. من أين سآتي بها، ليس عندي أي أمل في الحياة لكنني فقط أريد أن أعمل لأربي ابنتي وأغنيها عن شر السؤال والحاجة.