تَلون موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مؤخراً باللون الأسود حداداً على الأطفال شهداء الثورة السورية، ذلك عن طريق العديد من الصفحات الإلكترونية التي دُشنت بأسماء الأطفال الأبرياء شهداء الحرية في سوريا، حيث خرجوا ليطلقوا طائراتهم الورقية الملونة عنان السماء حتى تحلق عبر نسيم الحرية، لكنهم استشهدوا من أجل طموحهم في غد أفضل ومستقبل مشرق. كانت أشهرهم على الإطلاق صفحة "كلنا الشهيد الطفل حمزة على الخطيب"، التي وصل عدد أعضائها حتى كتابة هذه السطور 128 ألفا و260 عضوا ، خرج الخطيب الذي لا يتعدى عمره 13 عاماً من قرية الجيزة في جنوب درعا مع آخرين لفك الحصار عن أهل درعا، فتم اعتقاله عند حاجز للجيش قرب مساكن صيدا، وبعد مدة تم تسليم جثمانه الطاهر لذويه، ولكن بدت على جسده آثار التعذيب الذي تعرض له طول فترة احتجازه ، و لم يكتف جلادو النظام السوري المستبد بذلك بل عمدوا إلى التمثيل بجثته، حيث قاموا بقطع عضوه التناسلي، ومن ثم أطلقوا الرصاص علي جسده الصغير ليلقى مصرعه. بينما بلغ عدد أعضاء صفحة "كلنا الطفلة الشهيدة هاجر تيسير" أكثر من 14 ألف عضو التي استشهدت يوم 29 مايو الماضي على أيادي الغدر بعد اقتحام الجيش والأمن لمدينة الرستن السورية وهي في طريقها إلي المدرسة مع رفاقها، حيث قامت قوات الأمن السورية باطلاق النار على الحافلة التي تقلهم للانتقام من أهالي الرستن الذين لم ينقطعوا عن الثورة من أول أيامها، ومن جانبهم وصف مؤسسو الصفحة هاجر التي لم تتعد 10 سنوات بوردة اقتلعتها يد الشيطان وغصن ياسمين كسرته يد الظلام، كما لقبوها "بزهرة شهداء سوريا والعرب". كما دُشنت مؤخراً صفحة تحمل اسم "كلنا الشهيد الطفل مالك سليمان" للطفل مالك البالغ من العمر 14 عاماً، والذي استشهد في منطقة قطنا بريف دمشق، ووصل جثمان الشهيد إلى منزل ذويه في حي العباسية حيث حُمل على الأكتاف فيما نثرت النسوة الورد و الأرز عليه، حيث وجدوه أهله ملقى على مدخل البيت مفارقاً الحياة بعد أن تم خنقه، فيما أكدت والدته في وقت سابق أن ابنها سبق أن رفع العلم السوري فوق سطح المنزل يوم كانت المنطقة تشهد تظاهرة حاشدة من أبناء البلدة. وقد وجه مؤسسو هذه الصفحات الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك رسالة للدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية قائلين :"لن يسكت التاريخ عنكم كما تسكتون عن مجازر أطفال سوريا، فلو كان موقف الحكام العرب مع الثورة السورية كما هو موقفهم مع الثورة المصرية لانتصرت ثورتنا ب17 يوما فقط، ولو كان موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية من الثورة السورية هو نفسه من الثورة المصرية كان تنحى الأسد بعد أسبوعين من بدء الثورة. الجدير بالذكر أن صفحات حمزة وهاجر ومالك لم تكن هي الصفحات الوحيدة التي خيم عليها الحزن من أعضائها، ولكن أيضاً صفحة "كلنا الطفلة الشهيدة ليال عدنان عسكر" والتي بلغ عدد أعضائها أكثر من 4 آلاف عضو، وصفحة " كلنا الشهيد الطفل زهير عوض العمار" والتي يزيد عدد أعضائها 1,500 عضو، حيث صرخت جميع الصفحات بكلمة واحدة فحسب في وجه الرئيس السوري بشار الأسد وهي "كلمة الرحيل"، حتى تنتهي هذه المجازر التي تحدث في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس الماضي، مضيفين تساؤلاً مرسوماً على وجوه أطفال سوريا الأبرياء وهو متى سيرحل الأسد ؟! (شارك برأيك).