حتى وقت قريب كانت القناة الثانية بالتليفزيون المصرى عنصر جذب لملايين المشاهدين بحكم ما كانت تقدمه من مواد أجنبية جذابة سواء أفلاماً أو مسلسلات أو منوعات أجنبية، بالإضافة للمواد الثقافية. منذ سنوات قليلة تراجع تماماً دور القناة الثانية وبالتحديد منذ اندلاع ثورة يناير، كما الحال بالتليفزيون المصرى بشكل عام. تحدثنا فى هذا الأمر مع الإعلامية ناهد سالم، رئيس القناة الثانية، التى أكدت تراجع دور التليفزيون المصرى بشدة، بعد ثورة يناير 2011، وأن القيادات المتابعة ساهمت فى هذا التراجع، إذ خضعوا تماماً لمطالب العاملين والمظاهرات على حساب الشاشة. والقناة الثانية حالياً لا تتمتع برفاهية سواء الأفلام أو المسلسلات الأجنبية، لم يعد لدينا أموال لهذا الغرض ولا نمتلك أيضاً شراء أفلام عربية جديدة أو حتى تجديد حق عرض الأفلام القديمة، وينطبق الأمر نفسه على المسرحيات. ومع ذلك نحاول التطوير بمجموعة جديدة من البرامج منها «الاقتصاد والناس» و«مصر الأهم» و«أوبرا شو» و«كنوز المسرح» التى تعرض فى سهرة كل خميس مسرحية قديمة وقريباً برنامج «كنوز الدراما» الذى سيعرض مسلسلات وسهرات درامية قديمة. وتعرض فترة غنائية يومياً فى الثانية صباحاً والتطوير المستمر لبرنامج زينة. وقدر الإمكان تعرض أفلام أجنبية على مستوى جيد، ونأمل فى الفترة المقبلة دعم الشاشة بمجموعة من الأفلام الأجنبية. وأكدت ناهد سالم أن تطوير التليفزيون ودعمه فى يد الدولة ويجب أن تساندنا أكثر من ذلك، وقالت: شعرت بالحزن لأن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما أجرى حواراً للشعب المصرى تولى عمله شركة خاصة بعيداً عن قطاع الأخبار، ولدينا والحمد لله عاملون على أعلى مستوى يستطيعون إخراج أى عمل بأفضل صورة. وأرى ومن وجهة نظرى أن لا غنى عن ماسبيرو، ومهما تعددت القنوات الخاصة يبقى للتليفزيون رونقه وسحره الخاص، ولنا دور خدمى لا غنى عنه. ويكفى ما نشاهده من فوضى إعلامية على القنوات الخاصة، وشعرت بالحزن والأسى عندما شاهدت سهرة مع راقصة ترشح نفسها لمجلس الشعب، ولقاء آخر أكثر استفزازاً مع قيادى سابق بالحزب الوطنى. أرجو أن يكون الإعلاميون بشكل عام أكثر وعياً فى هذه المرحلة الدقيقة التى نعيشها. أطالب من خلال موقعى بحوار مفتوح بيننا وبين الدولة لعمل تطوير ودعم حقيقى للإعلام الحكومى «إذاعة وتليفزيون»، ولن أكون مبالغة إذا طلبت أن تفرض الدولة على أصحاب الشركات دعم التليفزيون بالإعلانات حتى يستطيع القيام بدوره على أكمل وجه.