يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم بزيارة رسمية ومهمة للمملكة العربية السعودية، تُعد الأولى بعد تولى العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم خلفًا لشقيقه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويعقد السيسى لقاء قمة مع خادم الحرمين الشريفين يتناول عددا من القضايا المحلية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الحرب ضد الارهاب، سواء التى تشنها مصر ضد البؤر الارهابية وبخاصة فى سيناء، او التى تهدد العديد من الدول العربية، فضلاً عن الحرب التى يشنها التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الذى اصبح يمثل خطرا كبيرا على العديد من الدول العربية وبخاصة العراق وسوريا. ويأتى فى صدارة هذا الملف الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى لتشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة الإرهاب. وأكدت مصادر ل«الوفد» أن الرئيس السيسى لن يلتقى فى الرياض مع الرئيس التركى رجب طيب أردوجان الذى يتصادف زيارته فى نفس اليوم للالتقاء مع العاهل السعودى. كما يناقش الزعيمان الأوضاع المتدهورة فى ليبيا والعراق وسوريا، وسبل وقف نزيف دماء الشعوب العربية فى الدول الثلاث، فى ظل اتفاق الجانبين المصرى والسعودى على دعم المؤسسات الشرعية ووقف عمليات تمويل وتسليح الجماعات الارهابية والمسلحة وبخاصة فى ليبيا والعراق، فضلاً عن مناقشة الأوضاع المتدهورة فى اليمن وضرورة تداركها، تلافيًا لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر. وتبحث القمة المصرية السعودية أيضا سبل مواجهة الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الأمة العربية، وسعى بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذى خلفه الاقتتال الداخلى وحالة الضعف فى بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة. ومن المتوقع ان تناقش القمة دعوة السيسى لضرورة تشكيل قوة عسكرية عربية لِمواجهة الإرهاب، وهى الدعوة التى مثلت نقطة تحوّل رئيسية فى مسار الصراع القائم فى معظم أرجاء المنطقة العربية،، كما تُعد أول تأكيد علنى من قبل رئيس عربى على أهمية وسرعة تشكيل مثل هذه القوة، خاصة فى ظل ورود تقارير حول إمكانية قيام مصر والسعودية والإمارات والكويت بتوقيع اتفاق عسكرى وتشكيل قوة مشتركة لمكافحة التنظيمات الارهابية المتطرفة فى المنطقة العربية. وتستحوذ القضية الفلسطينية على جانب من مباحثات «السيسى» والملك سلمان، فى ظل اتفاق الرياضوالقاهرة على ضرورة استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وصولاً إلى ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالمحتلة على حدود 1967، وذلك لعدم اعطاء ذريعة للتنظيمات الارهابية والمتطرفة لاستغلال هذه القضية فى اشعال المنطقة. كما يتلقى السيسى – خلال الزيارة أيضا مع الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولى العهد، والأمير محمد بن نايف ولى ولى العهد ووزير الداخلية، وتتناول اللقاءات سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية. وعلى الصعيد الاقتصادى، يناقش السيسى مع القادة السعوديين استعدادات مصر للمؤتمر الاقتصادى المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ فى مارس الجارى، فى ظل الحرص السعودى على إنجاح هذا المؤتمر والذى يتبناه العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك فى الوقت الذى يدعو فيه السيسى الاشقاء السعوديين شعبًا وحكومة إلى المشاركة بقوة فى هذا المؤتمر من اجل اقتناص الفرص والمشروعات الواعدة التى سيتم طرحها على المستثمرين. وتتصدر القمة العربية المرتقبة بالقاهرة فى مارس الجارى الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول أعمال زيارة الرئيس للسعودية، خاصة أن الوضع الحالى يتطلب أهمية تفويت كافة محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية، والتكاتف فيما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التى تتعرض لها المنطقة العربية. ومن المتوقع أيضًا ان تتطرق مباحثات القادة السعوديين مع السيسى إلى العلاقات المصرية- القطرية والتى تشهد ايضا توترًا وخلافًا كبيرين بين القاهرةوالدوحة بسبب دعم الجانب القطرى للإرهاب ومواصلة قناة الجزيرة هجومها على مصر رغم توقيع اتفاق الرياض التكميلى فى منتصف نوفمبر 2014، الذى أُعيد بموجبه سفراء عدد من الدول الخليجية إلى الدوحة، والسعى إلى لم الشمل العربى وإعادة العلاقات بين مصر وقطر إلى طبيعتها.