في الوقت الذي يسعى فيه تنظيم "داعش" إلى تصدير الإرهاب الوحشي الذي يتسم به إلى الجماعات التي تسعى للانتماء اليه، تواجه الولاياتالمتحدة تحديا متزايدا للكشف عن مصادر تمويل ذلك التنظيم، وكان آخر عمل وحشي ارتكبه هذه العناصر الإرهابية هو ذبح 21 مصريا في ليبيا. وتقول شبكة فوكس نيوز – في تقرير لها على موقعها الاليكتروني –إن "الاقتصاد السري لداعش لايزال مزدهرا، رغم الغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة لاستهداف حقول ومصافي النفط التي تعتبر المصدر الرئيسي لدخل تنظيم داعش، اٍلا أن مسئولين يقولون إن الشبكة الإرهابية تحصل على تمويلات من مصادر أخرى". وكان جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، قد صرح مؤخرا بأن الإيرادات النفطية لم تعد المصدر الرئيسي لدخل داعش من العملة الصعبة، حيث أشار إلى وجود تبرعات كثيرة تتدفق على التنظيم الإرهابي. وأوضح كيربي أن "داعش" لديه سوق سوداء كبير للسلع المهربة، وأن هناك جدل حول حجم الأموال التي يحصل عليها داعش من التبرعات لكن الخبراء يتفقون على أن داعش يحصل على قدر كبير من دخله من خلال التهريب في السوق السوداء وغيره من العمليات المشبوهة. "يقوم داعش ببيع أي شيء يقع في يده"، حسب ما قال دافيد جارتنشتاين-روس، وهو احد الباحثين البارزين بمؤسسة الدفاع من أجل الديمقراطية لشبكة فوكس الأمريكية. ووفقا لبعض التقارير، فان تنظيم داعش يلجأ إلى ابتزاز موظفي الحكومة في المناطق التي يستولى عليها. ويقول التقرير إنه يبدو أن داعش يقوم ببناء إمبراطورية الإرهاب على أساس التهريب والابتزاز حيث تردد ان داعش أعلن عن موازنة تنظيمه لعام 2015 بقيمة 2 مليار دولار تشمل فائضا يصل إلى 250 مليون دولار واٍن كانت هذه الأرقام غير مؤكدة. وكانت مجلة "انترناشيونال بيزنيس تايمز" قد وصفت داعش عقب سقوط مدينة الموصل في يد عناصره في يونيو الماضي بأنه "أغنى تنظيم إرهابي على مستوى العالم" وذلك بعد أن قام التنظيم بعملية سلب من خزائن البنك المركزي نحو 420 مليون دولار. وتقول شبكة "فوكس نيوز" إن التقديرات تختلف لكن تردد أن دخل تنظيم داعش يصل إلى ما بين مليون وثلاثة ملايين دولار يوميا على الرغم من أن الغارات الجوية التي استهدفت مصافي النفط كان لها تأثير على ما يكسبه التنظيم الارهابي. وأشار أكي بريتز، أحد مسئولي السي اي ايه السابقين في مجال مكافحة الإرهاب، إلى أن حكومة بغداد تدفع نحو 130 مليون دولار شهريا لموظفيها في الموصل بينما قدر أن الخزانة العراقية دفعت حوالي مليار دولار للموظفين منذ سقوط الموصل في يونيو الماضي مشيرا إلى أن داعش حصل على نصف هذا المبلغ من رواتب العراقيين كنوع من الجزية. ويقول جارنشتاين-روس إنه على الرغم من أن الغارات الجوية على المصافي النفطية في سوريا حرمت داعش من مصدر كبير للدخل إلا أنه يحاول تعويض ذلك عن طريق أعمال السلب وأموال الفدية.