«بيت الجمالية».. رواية جديدة صدرت للروائى محمود النواصرة، ولاقت إقبالاً كبيراً فى معرض القاهرة للكتاب، نظراً لأنها رواية اجتماعية ضاربة فى جذور المجتمع المصرى، تناقش الصراعات بين الهوى والنفس حول كثير من المبادئ والقيم.. هذه الرواية تضاف إلى رصيد النواصرة الأدبى، بعد سقوط رجل مهم و«زوجة من ذهب» و«أوراق من شوك» والراقصون على النار و«حاجز الخوف». رواية «بيت الجمالية» تضرب فى قاع المجتمع سواء فى الريف المصرى، ابتداء من قرية شبشير الشهداء بمحافظة المنوفية، وانتهاء ببيت الجمالية فى الحى العتيق بالقاهرة.. هى رحلة تجمع بين الريف والمدينة وما بين الطبقة الفقيرة والأخرى الأشد فقراً.. «النواصرة» فى روايته يحاول أن يغوص فى النفس البشرية، من خلال أسرة فقيرة نشأت وترعرعت فى «شبشير»، وعلاقات غرامية تربط ما بين الريف والمدينة. وتركز الرواية على أسرة مصرية كثيرة العدد، حيث يبلغ عدد أفرادها تسعة أبناء عاشوا جميعاً فى الريف والحضر، ويدور من خلالها صراع شديد حول مفاهيم القيم والأخلاق والمبادئ، من خلال شعور الراوى وهو أصغر الأبناء من خلال الحب لامرأتين فى وقت واحد، ويدور ويتأرجح بين العاطفة الجياشة والعقل المتزن، ويغلب فى النهاية العقل والندم على تصرفات العاطفة الطائشة. وأعتقد أن «النواصرة» صاحب رواية «بيت الجمالية»، تعمد اختيار الاسم بهذا الشكل، ليقرب ذهن القارئ إلى كاتبنا وأديبنا الكبير نجيب محفوظ، وقد يكون متأثراً به، فالقارئ للرواية يلمح من بين السطور نجيب محفوظ، ويشعرك المؤلف أن روح «محفوظ» ليست بغائبة، وقد يكون ذلك تأثيراً غير مباشر فى المؤلف. ولكن ذلك يؤكد أنه قارئ جيد لروايات نجيب محفوظ ولديه تأثير مباشر بها. على أية حال رواية «بيت الجمالية»، هى واقعية ترصد جانباً من حال الريف المصرى الذى يعانى الأمرين فى سبيل لقمة العيش، وحالة المعاناة الشديدة والتقشف الذى تحياه الأسر المصرية، وكذلك الحال فيما يتعلق بالأحياء الشعبية بالقاهرة. المعاناة واحدة سواء فى الريف والمدينة، لكن مع اختلاف البيئة فقط، وهو ما يجسد طبيعة «النواصرة» الذى ولد فى محافظة كفر الشيخ وقدم الى القاهرة مثل جيلنا تماماً.. ومن أبدع ما كتبه «النواصرة» «الراقصون على النار» الذى تم تحويله الى عمل إذاعى فى شهر رمضان الماضى.