"أنا أحرص من يكون على حقوق الإنسان لأن الله سيحاسبنا".. "إحنا بنعيش ظرف استثنائي ووارد إن يكون فيه تجاوز".. "هناك أكثر من 40 مليون فقير يحتاجون لحقوق الإنسان.. محدش بيتكلم عنهم ليه". بهذه الكلمات تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حقوق الإنسان في مصر، ودور المنظمات الحقوقية في الاهتمام بالجانب السياسي وإغفال الجانب الاجتماعي والاقتصادي للفقراء والمهمشين في مصر. وفي هذا الصدد رصدت "بوابة الوفد" آراء بعض الحقوقيين عن خطاب الرئيس حول حقوق الإنسان واعترافه بوجود تجاوزات يسعى لإصلاحها، وحديثه عن الفقراء والمهمشين. وقالت داليا زيادة، مؤسس ومدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم باحتفالات أكاديمية الشرطة، كان خطاب عظيم وخاصة أثناء حديثه عن حقوق الإنسان. وأضافت زيادة في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن حديث الرئيس عن اختزال حقوق الإنسان في مطالب بعض الناس، إشارة إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وخاصة المنظمات التي تختزل الديمقراطية في مصر بوجود الإخوان في السجون. وأشار مؤسس ومدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية إلى أن مجال حقوق الإنسان واسع، لافتة إلى أن هناك جمعيات تهتم بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفقراء والمهمشين فقط، وإنما حديث الرئيس عن وجود 40 مليونًا تحت خط الفقر لا يتمتعون باهتمام منظمات حقوق الإنسان، يحاول من خلاله حث المنظمات على الاهتمام بالفقراء وإعطائهم الأولوية. واتفقت زيادة، مع حديث الرئيس عن المهمشين والفقراء، مطالبة منظمات حقوق الإنسان إعطائهم الأهمية والأولوية قبل الحديث عن الحريات والتظاهر. ومن جانبه، قال الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ونقيب الأطباء بشمال سيناء، إن خطاب الرئيس السيسي يؤكد اهتمامه بالفقراء والمظلومين، قائلًا "اعتراف الرئيس بوجود أخطاء يؤكد أنه يحاول تصحيحها.. كما أكد أنه سيتم الإفراج عن المظلومين في السجون". وأضاف سلام أن إحساس الرئيس بالمظلومين والفقراء "إحساس رائع لا يفوقه وصف"، مطالبًا أجهزة الدولة لتلبية نداء الرئيس والعمل معه على تحقيق العدالة والأمان للمواطنين. وأوضح سلام أن نسبة الفقر زادت بشكل كبير إبان ثورة 25 يناير، مما دفع الرئيس للحديث عن حقوق الفقراء في خطابه اليوم، والتشديد على مساعدتهم من قبل منظمات حقوق الإنسان التي تغفل دورهم وتهتم فقط بالجانب السياسي. واتفق الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والحقوقية، مع خطاب الرئيس فيما يتعلق بوجود 40 مليون مصري تحت خط الفقر، ولا يتمتعون بأي حق من حقوق الإنسان. وأضاف مهران أن سبب انتشار الفقر في مصر، يرجع إلى عقود الفساد الذي انغمس فيه المصريون، لافتًا إلى أن هناك منظمات حقوق الإنسان تختذل الحقوق في الجانب السياسي فقط، وإغفال الجوانب الأخرى الأكثر أهمية. وطالب مدير مركز القاهرة من منظمات حقوق الإنسان، بالتكاتف لتحقيق خطة الرئيس تجاه تحقيق العدالة للمواطنين الفقراء والمهمشين، ثم الحديث عن الحريات والتظاهر. وقال طارق زغلول، المدير التنفيذى للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن الرئيس مهتم بالملف الاجتماعى والاقتصادى للمواطنين، مشدد على ضرورة طرح هذه الملفات على الساحة الحقوقية فى الفترة القادمة. وأوضح زغلول أن ملف الحقوق المدنية والحريات يأخذ اهتمامًا كبيرًا من المنظمات، على الرغم من ضرورة الاهتمام بالجانب الاجتماعى كالعيش والحياة الكريمة، قبل الاهتمام بالتظاهر وحرية التعبير.