في صحراء مصر الغربية تسكن قبائل، تميزهم ألوان زاهية وزخارف وتاريخ يحتضن مساكنهم، وبين الحضارة والبساطة، وعبق التاريخ الذي يعود لآلاف السنين، يعيش حوالي 25 ألف من الأمازيغ في واحة سيوة، أو "شالي"، كما يحلوا للأمازيغ تسميتها، في الوقت الذى تعاني المنطقة من الإهمال وعدم اهتمام الحكومة كعادة المناطق الحدودية مثلها مثل النوبة وحلايب وشلاتين فى الجنوب وسيناء فى الشرق تناسهم الجميع إلا من الكلام المعسول أمام شاشات التلفاز. لدى الأمازيغ لغة خاصة وثقافة مختلفة تجعلهم مختلفون عن باقي الأقطار المصرية، فهم السكان الأصليون لمنطقة شمال أفريقيا قبل دخول الإسلام والعرب إليها، أمازيغ فتعنى "الرجل الحر النبيل". ويمتد وجودهم عرضًا من واحة سيوة بمصر شرقًا حتى جزر كنارى غربًا في أسبانيا، مرورًا بليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وطولًا تمتد من جنوب حدود البحر المتوسط شمالًا وحتى صحراء أفريقيا الكبرى جنوبًا، حيث مالى والنيجر وبوركينا فاسو. وتنقسم الأمازيغ إلى 13 مجموعة قبائلية، ويبلغ تعدادهم حوالي 40 مليون نسمة، منهم حوالى 35 مليون فى موطنهم الأصلى شمال أفريقيا، و5 ملايين موزعين على دول أوربية مثل: فرنسا - أسبانيا - بلجيكا - هولندا، بالإضافة لعدة آلاف متناثرين فى مصر وإسرائيل والأمريكتين. ويعود أصل الأمازيغ إلى "أمازيغ بن كنعان بن حام بن نوح"، أول من سكن شمال أفريقيا بعد الطوفان، وفقا لما أفاد به إليه عالم الاجتماع الأمازيغى "ابن خلدون". الأمازيغ ومصر أفادت أماني الوشاحي، الباحثة في الشأن الأمازيغي مؤسسة صفحة "أمازيغ مصر"، أن عدد الأمازيغ في مصر 25 ألف نسمة، ويقتنون في مصر في سيوة - الإسكندرية - قنا - طنطا - القاهرة الكبرى، يعود الاستيطان الأمازيغي فى مصر إلى أكثر من 3 آلاف سنة تقريبا، وذلك من خلال موجتين من الهجرة السلمية. وأشارت في تصريح ل"بوابة الوفد"، إلى أن موجة الهجرة الأولى للأمازيغ كانت من حوالى 10 آلاف سنة كان يوجد فى صحراء أفريقيا الكبرى حياة نباتية متنوعة، إلا أنه مع تغير المناخ تعرضت للجفاف والتصحر، بدأ الأمازيغ سكان هذه المنطقة فى النزوح شرقا نحو نهر النيل، ومع زيادة الجفاف زادت أعداد النازحين، مما شكل خطرًا على حدود مصر الغربية، فطاردهم "الملك سيتى الأول" ومن بعده "الملك رمسيس الثانى" ومن بعده "الملك مرنبتاح"، إلا أنهم فشلوا جميعا فى التصدى للهجرة الأمازيغية لمصر. وتابعت الوشاحي، أن "الملك رمسيس الثالث"، قرر الاستفادة من هؤلاء الأمازيغ النازحين، فما كان منه إلا أن استخدم بعضهم كمرتزقة فى الجيش المصرى، وسمح للباقين بالاستيطان فى الأراضى الغربية لمصر بشرط أن يقوموا بزراعتها، وخلال 250 سنة زادت أعداد الأمازيغ النازحين من صحراء أفريقيا الكبرى ومن تمازغا الشرقية "ليبيا وتونس"، والذين استوطنوا الأراضى الغربية لمصر، وفى عهد الأسرة ال21، ظهر "شيشنق" الضابط الأمازيغى فى الجيش المصرى، وكان الجيش المصرى آنذاك يتكون من أغلبية أمازيغية. وأكملت الوشاحى "موجة الهجرة الثانية جاءت مع جيش المعز لدين الله الفاطمي، رابع خلفاء الدولة العبيدية في المغرب، والذي قرر غزو مصر، حيث أرسل المعز لدين الله جيشًا قوامه 100 ألف جندي لغزو مصر، يقودهم مملوك له يدعى "جوهر الصقلي"، وكان غالبية الجنود من قبيلة من الأمازيغ، وكانوا يعتنقون المذهب الشيعي الإسماعيلي، وقد جاءت كتامة مع جيش المعز لغزو مصر، التى دخلوها سلميا وبدون مقاومة". التقويم الأمازيغى يختلف التقويم الأمازيغي عن التقويم الميلادي والهجري، هو تقويم شمسى، وتنقسم السنة الأمازيغية إلى 12 شهرا "يناي - خبراير - ماغريس - أيقرير - ماقو - يونيو - يوليوز - غشت - شوتنمبر - توبر - نونبر – دوجنبر". رأس السنة الأمازيغية يحتفل الأمازيغ يوم 13 يناير من كل عام بعيد رأس السنة الأمازيغية، الذى يعد أشهر وأهم أعيادهم، ويحتفلون به على مدار 3 أيام، أما الاحتفال الأكبر فيكون مساء يوم 12 يناير، والذى يعد ليلة رأس السنة، حيث تجمع العائلة على العشاء، الذى يكون الطبق الرئيسى فيه "الكسكسي بالدجاج والخضروات"، وأيضا الشاى الأخضر، الذى يقدم بعد العشاء بطقوس احتفالية، ويعد هذا اليوم "يوم المُصالحة"، حيث يتصالح فيه المتخاصمون قبل أن يبدأ العام الجديد. منظمة الكونجرس العالمى الأمازيغى هى منظمة دولية حقوقية غير حكومية، تأسست فى باريس عام 1995، وتهدف إلى الدفاع عن حقوق الشعب الأمازيغى فى كل مكان فى العالم، وتتمتع بصفة مراقب دولى لدى الأممالمتحدة، والمنظمة لها ممثلين فى كل الدول التى بها أمازيغ، كل منهم يمثل بلده رسميا أمام حكومة بلده.. هذا وتعد "أمانى الوشاحى" ممثل أمازيغ مصر من قبل المنظمة أمام الحكومة المصرية.