إلهام شاهين فنانة لا يشغلها الاهتمام بمظهرها بقدر أدائها للدور الجيد، تعتبر أن السينما هى تاريخ لسيرة الفنان، ولذلك فى كل دور تقدمه تختلف وتتميز لتقديم أداء استثنائى يضيف لتاريخها. مؤخراً، أثارت الجدل بظهورها صلعاء خلال أدائها لدورها فى فيلم «ريجاتا» الذى يطرح خلال أيام فى دور العرض، كما أنها مشغولة أيضاً بتصوير آخر مشاهد فيلم «يوم للستات» وتضع اللمسات النهائية لدورها فى فيلم «هز وسط البلد» الذى تنافس به فى نفس الموسم، حاورناها عن أعمالها وجرأتها فى التغيير من شكلها.. عدد من الفنانين حلقوا شعرهم لتجسيد شخصية مريض السرطان عالمياً ومصرياً وكان آخرهم عبير صبرى فى «عصفور النيل» ألم تتخوفين من المقارنة؟ - شخصيتى فى الفيلم لا تعتمد على ظهورى صلعاء، فطوال الأحداث وأنا أرتدى شالاً ولا أظهر صلعاء إلا فى مشهد واحد فقط، وعندما طلب المخرج محمد سامى أن أظهر بهذا الشكل نفذته لأنها لحظة انكسار داخل الأحداث تعيشها البطلة وهى تعرف أنها مصابة بالسرطان، ولذلك ارتديت باروكة أظهرتنى دون شعر تماماً. هل ترين عدم الاهتمام بالجمال من سمات التمثيل الجيد؟ - ليست الفكرة فى الاستغناء عن الجمال أو الظهور قبيحة الشكل ولكن التمييز دائماً يأتى فى الأداء الجيد، أنا على استعداد أن أفعل أى شىء مقابل وصول الجمهور لإحساس الشخصية الجيد، عندما قدمت دورى فى «خلطة فوزية» أو «الهلفوت» أو «موعد مع الرئيس» لم أهتم كثيراً أن أظهر جميلة أو لا، فالجمهور يعرف شكلى جيداً لكننى أستعد للشخصية بكل ما يمكن أن أقدمه لها، وبالمناسبة أغلب جوائز الأوسكار تعتمد على الأداء الصادق لا على الشكل الجيد، والممثل الجيد هو الذى يستطيع أن يقدم أى دور مهما سبق تقديمه بشكل مختلف يضيف إليه لا أن يكون تكراراً دون فائدة. كيف استعديتِ لشخصية مصابة السرطان؟ - أعرف كماً كبيراً من مرضى السرطان ولم أكتف بذلك بل قابلت مرضى يعانون نفسياً من المرض، لأننى ضمن الأحداث أقدم نموذجاً لامرأة أصيبت بالمرض وأخفته عن الجميع وأصبحت فرداً ضمن عدة شخصيات يعيشون فى الحى الشعبى بشبرا. «ريجاتا» اعتذر عنه عدد كبير من الفنانين ماذا جذبك إليه؟ - تجربة جديدة بكل ما فيها أعجبتنى كسيناريو وإخراج والممثلين المشاركين معى فى الفيلم، وعادة الفنان ليس بالضرورة أن يعتذر عن سيناريو لأنه لم يعجبه، لكن من الممكن أن يكون الاعتذار لضيق الوقت فى التصوير أو لعدم ملائمته للدور، لكن فى النهاية وجدت أن العمل مميز والمخرج محمد سامى له رؤية جريئة فى أعماله أحب أن أدخلها، ويشاركنى البطولة محمود حميدة وعمرو سعد ورانيا يوسف وفتحى عبدالوهاب وأحمد مالك وساندى وكل فنان فيهم له دور مختلف ومميز فهى حالة لا يمكن أن أعتذر عنها، وتتبقى مشاهد بسيطة فى الفيلم ليعرض فى الفترة المقبلة. ومتى يعرض فيلم «هز وسط البلد»؟ - الفيلم فى مرحلة المونتاج والمخرج محمد أبوسيف، وقررنا عرضه فى موسم نصف العام ومن المقرر طرح دعاية الفيلم خلال أيام، وأعتقد أن الفيلم منافس قوى ومناسب لعرضه هذه الأيام لأنه يناهض الإرهاب بشكل كوميدى من خلال مناقشة الإرهاب الفكرى ويشارك فيه 35 ممثلاً بطريقة ال «وان شوت» حيث يظهرون بملابس وشكل واحد فى تجربة مجنونة كتبها وأخرجها أبوسيف ومنهم انتصار وحورية فرغلى وزينة ورانيا يوسف وأنوشكا وفتحى عبدالوهاب وأحمد الفيشاوى، وأحداث الفيلم كلها تدور فى يوم واحد تحدث فيه العديد من المفاجآت غير المتوقعة، والفيلم من إنتاجى ورصدت له ميزانية كبيرة لأنه يعتمد على الأحداث الكثيرة فى الوقت القليل. هل عرض «هز وسط البلد» سبب تأجيل «يوم للستات»؟ - على العكس انتهينا من تصوير معظم مشاهد «يوم للستات» ويتبقى أسبوع فقط فى المشاهد الخارجية ولكن سوء الأحوال الجوية السبب فى عدم الانتهاء حتى الآن، وبذلك يكون العمل جاهزاً للعرض ولكن مع الموسم المقبل، وأعتقد أن الفيلم سيحقق نجاحاً كبيراً لأنه يناقش موضوعات اجتماعية خاصة بالمرأة من خلال 5 سيدات فى أجيال مختلفة تربطهم علاقات عاطفية واجتماعية وسياسية مع أسرهم، وأعتقد أنه عمل يعيد تقديم القضايا النسائية بوجهة نظرهن. عادة ما تختارين موضوعات خاصة بالمرأة لإنتاجها لماذا؟ - لأن المرأة هى كل المجتمع وليست نصفه، المرأة المصرية هى سر النجاح إذا نجحت وراعت بيتها وأسرتها ومجتمعها فلح المجتمع وأصبح له طريق للنجاح وللتطور وهذا ما تقدمه فى الفيلم وهو يعتبر نموذج لهذه الرسالة فمديرة التصوير نانسى عبدالفتاح، والمخرجة كاملة أبوذكرى وأنا المنتجة، الفيلم إنتاج وتنفيذ نسائى كامل أنافس به فى سينما حقيقية وينافس فيه أجيال مختلفة من النجوم من بينهم هالة صدقى ونيللى كريم وناهد السباعى ومجموعة أخرى من الشباب، بالإضافة لعدد كبير من الفنانين من بينهم محمود حميدة وأحمد الفيشاوى وإياد نصار وأحمد الإبيارى. ثلاثة أفلام فى موسم واحد ألا تتخوفين من منافسة نفسك؟ - على العكس أعتبره نجاحاً خاصاً لى أن أكون قادرة على التواجد، والتميز خاصة أن كل دور أقدمه بشكل مختلف، وموضوع مختلف تماماً، والسينما بالنسبة لى عشق يخلد تاريخى، ومنذ وقوفى أمام كاميرا السينما فى أول فيلم وأنا أصنع لنفسى تاريخاً، وفى الوقت نفسه طالما أعطتنى نجومية وصنعت اسمى أتمنى لو يكون لدى مال أكثر حتى أشارك فى الإنتاج فى كل عمل يعجبنى، لأن هناك سيناريوهات جيدة وقوية وتحتاج فقط إلى دعم مادى. هل ترين أن اتجاه الفنانين للإنتاج فى الفترة الأخيرة.. الوسيلة لإنقاذ السينما؟ - الاتجاه للإنتاج واجب وطنى، على الفنانين المصريين أن يقفوا بجوار السينما الآن، هناك طفرة حقيقية تحدث فى السينما عودة لكبار الفنانين أمثال نور الشريف وميرفت أمين ومحمود عبدالعزيز والجميع يعمل بأجور رمزية ومن لديهم القدرة على الإنتاج لابد أن يفعلوا لأنه جاء الوقت لكى تخرج السينما أفضل ما فيها، وتحدث التطور الفنى فى مصر، كما يحدث تطور سياسى. سبب ابتعادك عن الدراما؟ - لم أبتعد عنها ولكن لضيق الوقت فأنا مشغولة بالسينما الآن وفى حاجة أن أقدم أعمالاً كثيرة والعمل الدرامى يقتضى وقتاً طويلاً للانتهاء من تصويره، ولذلك لن أستطيع التوفيق بين الاثنين.