بعد فتح باب التحويل بين المدارس 2025/2026.. رابط مباشر وخطوات التقديم والشروط الكاملة    اليوم.. بدء تنسيق الثانوية العامة والفنية 2025.. رابط وشروط التقديم والحد الأدنى ب16 محافظة    سعر السبائك الذهبية اليوم الاثنين 7 يوليو 2025.. «بكام سبيكة ال10 جرام؟»    شقق الإسكان الاجتماعي 2025.. الموعد والشروط الكاملة ل حجز سكن لكل المصريين 7    تعليق حركة الطيران في مطار بن جوريون بعد إطلاق صاروخ من اليمن    بعد أحمد ربيع.. الزمالك يحصل على توقيع صفقة سوبر بتوصية من فيريرا (خاص)    أحمد بلال ينتقد مجلس إدارة الزمالك.. وطارق يحيى يقاطع ويرد: «أحط صوابعي في عينيه»    برقم الجلوس.. موعد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 في الشرقية فور اعتمادها (رابط الاستعلام)    فريدة سيف النصر تهاجم مها الصغير: هل لديكي أقوال أخرى؟    الكأس الذهبية، المكسيك يحسم النهائي السادس أمام الولايات المتحدة    بسبب كسر ماسورة مياه.. هبوط أرضي كبير بمحيط مجمع محاكم الإسماعيلية    تردد قناة MBC Action hd الناقلة لمباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025    الزمالك يتحرك لضم مدافع منتخب مصر.. خالد الغندور يكشف    «الصحفيين»: لجنة المشتغلين الجديدة يومي 16 و17 يوليو الجاري    كيريل دميترييف: مجموعة البريكس تمثل حوالي 40% من الناتج المحلي العالمي    موجة حارة تتجاوز ال 42.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين    مصرع فتاة وإصابة 7 آخرين في حادث تصادم مروع بأسيوط    خبير اقتصادي: سيناريو يوم القيامة ووصول الدولار إلى 70 جنيهًا لن يحدث (فيديو)    دنيا ماهر تتحدث عن قُبلة عادل إمام لها في «عوالم خفية» (فيديو)    عليك تقدير ما تملك.. حظ برج الدلو اليوم 7 يوليو    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    إدوارد ينهار من البكاء: «حقن التخسيس دمرتني« (فيديو)    يفاقم حالات مرضية بعضها مزمنة.. خبراء تغذية يحذرون من «غمس البسكويت في الشاي»    مدرب الزمالك السابق: شيكابالا لديه عقلية انتصاريه وأي مدرب يتمنى تدريبه    أحمد حمودة: حسام عبد المجيد لم يقدم شئ للزمالك وتجديد عبدالله الصفقة الأفضل    وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره البريطاني المستجدات في المنطقة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مواقع تابعة لحزب الله في لبنان    وزير خارجية فرنسا لنظيره الإيراني: نطالب بالإفراج الفوري عن مواطنينا المحتجزين    حريق ضخم في مصنع بطاريات قرب مدريد يستمر ليومه الثالث    عاجل| «أديس» تواصل البحث عن المفقودين الثلاثة في حادث غرق البارجة «أدمارين 12»    حملات للكشف عن تعاطي المخدرات لقائدي المركبات بكفرالشيخ    الإمارات تنفي منح الإقامة الذهبية للمستثمرين في العملات الرقمية    تعرف على خطوات التصالح في مخالفات البناء وفقا للقانون    تعرف على طريقة إبلاغ الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية عن الجرائم المرورية والجنائية    شاهيناز تطرح أحدث أغانيها "سوا" على يوتيوب    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الاثنين 7-7-2025 في محافظة قنا    "ملف اليوم" يناقش مفاوضات التهدئة في غزة.. تحرّك أمريكي وتساؤلات حول فرص النجاح    أمير هشام: الاهلي لم يفكر مطلقا في ضم حجازي    طريقة عمل الآيس كوفي منعش ولذيذ في الطقس الحار    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 7 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    المكتب الحكومي في غزة ينفي ضلوع «حماس» في الهجوم على موقع إغاثة    اليوم .. «حماة الوطن» يعقد الاجتماع التنسيقي الثاني للأحزاب ضمن القائمة الوطنية    الداخلية تواصل تطوير خدماتها: منافذ جديدة وتقنيات ذكية لتيسير الإجراءات على المواطنين | فيديو    حريق يلتهم شقة سكنية في عزبة النخل    25 صورة من عزاء المطرب الشعبي أحمد عامر    يوتوبيا: قصة المدينة الفاضلة التي وُلدت كبديل للطغيان والفساد    عن "دار العلوم" العزيزة أتحدث    تراجع مفاجئ لنقابة المحامين عن الإضراب الشامل.. ضغوط سياسية أم مناورة تكتيكية؟    سرقوا توكتوك وصاحبه تحت الإكراه .. محاكمة لصوص مدينة نصر أمام الجنايات    على طريقة غادة والي.. فنانة دانماركية تتهم مها الصغير بسرقة لوحاتها    مي عمر جريئة و سارة سلامة داخل سيارتها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    تعرف على مواصفات اختبارات القدرات 2025 بكلية الفنون الجميلة    اختراق وآلام شديدة.. أطباء يستخرجون «ثعبانا» من بطن مريض (صورة)    أمين الفتوى: يجوز التبرع بنفقات العمرة لشخص.. وهذا من أبواب البر والإعانة على الخير    أمين الفتوى يوضح حكم إخفاء معلومات عن شريك العمل: خيانة للأمانة ومخالفة شرعية (فيديو)    «لها حدود وضوابط».. أمين الفتوى: لا يجوز الوصية بكل المال إذا كان للموصي ورثة    تجهيز مركز طب أسرة الزهراء بطور سيناء استعدادًا لبدء التشغيل (صور)    أمين الفتوى: 6 حالات توجب الغُسل على المرأة.. 3 منها مشتركة مع الرجل و3 تختص بها النساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباحث فى شئون جماعات العنف السياسى:
أيمن السيسى : العشوائيات.. مزرعة الإرهاب داعش وأخواتها أبناء الفقر والجهل.. 30 يونية أربكت حسابات واشنطن
نشر في الوفد يوم 15 - 01 - 2015

منذ تخصصه فى مجال شئون الإرهاب تعرض الباحث أيمن السيسى للعديد من المخاطر فى مناطق الإرهاب الملتهبة وحرص على أن يكون بالقرب من الحدث فى محاولة جادة منه لتوثيق جذور الإرهاب خاصة فى القارة السمراء والمنطقة العربية وقد تعرض للعديد من التهديدات،
إذ تعرض للاختطاف مرتين: الأولى فى الصومال على يد القراصنة والثانية فى ليبيا حيث دخل السجن على أثر متابعته للأحداث خلال الشهور الماضية.
فى هذا الحوار يكشف «السيسى» أسباب انتشار الإرهاب فى المنطقة وأبرز مدارسه وفرقه، ويوضح المناطق والبؤر المرشحة لانتقال رياح التطرف إليها بحسب رأيه، كما يرصد أهم ملامح السيناريوهات المقبلة على المنطقة العربية ويلقى الضوء على طريقة تفكير جماعات العنف وأبرز مناهجها.
فى البداية سألته:
من أين تسرب إلينا فكر الإرهاب؟
- من فقه الاتباع والطاعة وجحور العشوائيات وقرى الفقر، وفساد الأنظمة، وانعدام النظرة الشاملة للمنطقة العربية «الواحدة» تغليباً للذاتية والانفرادية فى معالجة كل دولة لهمومها، ورغم وحدة الجغرافيا فشل الإعلام والثقافة المصرية فى تبنى القضايا والهموم العربية فى الفترة الأخيرة، ونسينا واجب الريادة وفروض التأثير، وتخلت مصر عن دورها التاريخى، وقد باتت المنطقة بأسرها عرضة مهددة بدعاوى التكفير والإقصاء واستفاذ الفكر الإرهابى من التطور التكنولوجى فأنشأت المنتديات الإسلامية الجهادية التى أجادت جذب المفتونين من السذج بفكرة الجهاد، واستعادة القدس، وإحياء دولة الخلافة، ثم السيطرة عليهم وتجنيدهم لأفكار القاعدة من خلال ما يبث من بيانات مضللة وصور أكثرها مفبرك لجهاديين يروجون لعمليات جهادية استشهادية يتم تحميلها على الشبكة العنكبوتية مع دعوة للمتصفحين لضرورة حفظها سريعاً، قبل أن تحذفها أو تغلقها المخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية فيهرع الشباب إلى تحميلها على أجهزتهم، وهنا يمكن التقاطهم ومواصلة تزويدهم بالأفكار الهدامة للشعوب والمحرضة على الحكام والتى تدعو إلى تكفير المجتمع والحكومة معاً، مع ترديد نظرية العدو القريب التى اخترعها الأمريكان على لسان أسامة بن لادن، ومن هنا يتم السيطرة والتوجيه، وقد جندت أكثر الجماعات التكفيرية الإرهابية عن طريق الإنترنت، ومعظم هذه المواقع هى من صنع مركز «سايت» وصاحبته ومديرته ريتا كاتز، ومن أراد التأكد من ذلك عليه أن يتتبع أرقام تعريفات عناوين الإنترنت فى أمريكا وإسرائيل وسيتأكد أن «السيرڤر» الخاص بهذه المواقع يشير إلى أجهزة خوادم فى إسرائيل وأمريكا، وهدفها تشويه الإسلام والجهاد الذى فرضه الدين ضد المحتلين والمعتدين على الدول الإسلامية، وتفريغ الجهاد من مضمونه، فتنصرف الناس عنه، خصوصاً فى الموضوع الأهم وهو الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.
ما الشواهد الأخرى التى تؤكد مسئولية أمريكا عن تنظيم ودعم هذه الجماعات الإرهابية؟
- من بينها اعترافات «جون بايدن» نائب تدريب القوات الأمريكية للعناصر التكفيرية الليبية وتنظيم أنصار الشريعة فى الجنوب الليبى، وقد دفعت أمريكا كتيبة شهداء بوسليم للتصدى للمهاجمين على سفارتها فى ليبيا لكنهم تراجعوا خوفاً من الجماعات الأخرى، وقد كشف إدوارد سنودن الضابط السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكية حقيقة أبوبكر البغدادى، مشيراً إلى أنه عميل مخابراتى للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا لذا أسس تنظيم داعش واستقطب إليه المتطرفين من أنحاء العالم فى مكان واحد فى عملية رمز لها بعنوان «عش الدبابير» وهى خطة بريطانية قديمة لجهاز مخابرات إنجلترا m160 لحماية إسرائيل وذك بإنشاء مكون «جهادى إسلامى» تدفع شعاراته المتطرفة العالم أجمع لحماية إسرائيل، نفس الكلام ينطبق على الجزائرى بلمختار فهو مثل البغدادى، فقد أعلن تلقيه تدريبه العسكرى فى أفغانستان على يد عناصر أمريكية قبل أن يعود للجزائر عام 93، ومازال مخطط التقسيم الأمريكى مستمراً، غير أن ثورة 30 يونية عرقلته وأربكت حساباته، وأنهكت منفذيه، لكنهم ما يفتأون يعيدون إنتاج خطط بديلة ستستمر حتى منتصف العقد القادم.
لكن كيف يمكننا القضاء على ذلك المشروع الهادف لتفتيت العالم العربى؟
- لابد أن يعى العرب ويوحدوا جهودهم لدرء خطر التقسيم والتدمير بمواجهة الإرهاب، وحماية الفقراء بعدالة اجتماعية حقيقية، تجعلهم حراساً على تماسك بلادهم، وحماة لها، وتغيير الخطاب الإعلامى والتعليمى الساذج الذى سطَّح العقول.
متى بدأ مخطط قطر لتخريب المنطقة؟
- لم يكن لقطر فى ظل حكم الشيخ خليفة آل ثان أى نشاط خارج حدودها، لكن مع زيادة ثرواتها أريد لها أو أرادت أن تلعب دوراً فى عالمها العربى والإسلامى ودشنت أولى خططها نحو ذلك الهدف بافتتاح قناة الجزيرة، وتبنيها سياسات تأليبية لبؤر الإرهاب فى الوطن العربى، والعمل على تفعيل تنظيماته التكفيرية لصالح مشروعى التخريب والتقسيم، وبدأت خطة الامتداد فى قارة أفريقيا لنفس الغرض لتطبيق مخطط الشرق الأوسط الجديد، وهو الدور الممتد من العراق وحتى «تمبكتو» فى شمال مالى، ويذكر هنا أن الهلال الأحمر القطرى عقب إعلان إمارتين إسلاميتين فى شمال مالى عقد اتفاقاً مع فرع الصليب الأحمر الدولى فى مالى للسماح بتقديم مساعدات وإعانات فى الشمال موطن الأزمة، وتحديداً فى مثلث الانفصال، جاوا - تمبكتو - كيدال - وهو معقل جماعتى التوحيد والجهاد، وأنصار الدين حتى يمكن توفير الغطاء الأممى الرسمى لتحركات قطر المخزية فى دعم هذه الجماعات، وهو ما فضحه عمدة مدينة جاوا «سادوا ديالو» بشكل واضح متهماً قطر بتمويل الإرهاب، وأكد أن طائرات قطرية ساهمت فى نقل ذخائر إلى الجماعة فضلاً عن الدعم المالى الذى كانت تقدمه.
لكن قطر بدأت فى عقد مصالحة مع مصر برعاية سعودية؟
- أفلح إن صدق وهذا ما نتمناه أن تعود أدراجها عن الإرهاب الذى ليس فيه رضا الله أو مصلحة الأمة.
هل تعتبر أن نجاح «السيسى» وصلابة النظام والدولة المصرية وراء هذه المصالحة؟
- بالطبع، وأذكر موقفاً لحاكم نواكشوط الجنرال محمد ولد عبدالعزيز مع حمد بن خليفة الذى طلب منه تخفيف الوطأة الأمنية على الإسلاميين، مما أدى إلى انفعال ولد عبدالعزيز، ومغادرة قاعة الاستقبال بالمطار، وترك الشيخ القطرى وحده، الذى استدار عائداً إلى طائرته الخاصة، ومُنع وقتها مصورو التليفزيون الموريتانى والمصورون الصحفيون من تسجيل هذه المغادرة، بعدها بدأت قناة الجزيرة، فى نشر وإذاعة حلقات وأفلام وثائقية عن الرق والعبودية فى موريتانيا، ولم تنته الأزمة إلا بعد تدخل رئيس حزب تواصل الإخوانى لدى يوسف القرضاوى والاتفاق على تخفيف القبضة الأمنية المفروضة على جماعات الإرهاب، عبر الحدود مع مالى، وتدفع فرنسا اليوم ثمن تسريبها لعلاقة المخابرات الأمريكية بتنظيمى «المقاتلة الليبية» و«أنصار الشريعة» من خلال معلوماتها التى تسربت لها عبر أمير الصحراء أبومصعب عبدالودود الذى كان يعلم بتحركات مقاتلى باقى الجماعات الإرهابية وعلاقتهم بالأمريكان، وبالرئيس الأمريكى ذاته، وذلك عبر محاضرة ألقاها نائب الرئيس الأمريكى بجامعة هارفارد اتهم واشنطن وحلفاءها فى الخليج بدعم الجماعات الإرهابية بآلاف الأطنان من الأسلحة وملايين الدولارات، وكان ذلك بمثابة قرصة أذن للإمارات على دعمها لمصر، وكان هذا الدعم للإرهاب وقتها برعاية أمريكية، ومما يزيد من كشف المخطط الأمريكى الداعم للإرهاب أن القانون الأمريكى فى وصفه للإرهاب يحدده بأنه من يقم بأعمال تخريبية عديدة، وكان يمكن لأمريكا أن تصف الإرهاب بهذه الصفة بعد أول عملية إرهابية يقوم بها الإرهابى أو المنظمة الإرهابية، لكن القانون الأمريكى لا يصفهم بذلك إلا بعد أن يحترق هؤلاء الإرهابيون تماماً ويكون وجودهم أو عدم محاربتهم خطراً على المصالح الأمريكية بعد أن يكونوا قد تحركوا من قبل لصالحها، ويكون التأخير فى إعلان كونهم إرهابيين من قبل أمريكا دفعاً لهم فى الإيغال بالعمالة لها، وتحقيق أكبر قدر من الخسائر لأعداء أمريكا.
كيف ترى تمدد داعش بالمنطقة وما هى أبرز الاحتمالات فى المستقبل؟
- لم يكن القرار الأمريكى بتكوين تحالف دولى لضرب داعش إلا مرحلة جديدة من استنزاف العرب، وترويج السلاح الأمريكى، وتصفية المخزون منه، واستمرار إرباك المنطقة والسيطرة عليها، أما نتائج هذا التحالف فستكون وبالاً على العالم العربى، وعلى السعودية ومصر تحديداً وهما القوتان الباقيتان مالياً وعسكرياً، فالقصف الجوى الأمريكى لن يحقق خسائر مادية أو بشرية يرجوها العالم العربى ضد داعش، وبذلك فالهدف ليس استعراضياً فحسب لخداع العالم بأنهم يحاربون الإرهاب، ولكنه خطة بديلة تمثل المرحلة الثانية لمواجهة إخفاقهم فى تقسيم المنطقة بعد نجاح ثورة 30 يونية ووقف مخططهم، وبالتالى فإن إحراز الهدف أصبح بحاجة إلى خطة بديلة، وأعتقد أن الصراع على مصر سيدخل مرحلة خطيرة خلال الفترة القادمة، فالممولون الأساسيون للجهاديين فى سوريا «الولايات المتحدة وقطر وتركيا» سيدفعون تلك العناصر المسلحة للانتقال إلى القاهرة والسعودية كذلك، وكانت المرحلة الأولى من هذا إطلاق داعش بهذه القوة والتنظيم بالتعاون الإيرانى، وإذا عدنا قليلاً للوراء، سنجد أن تلك المؤامرة كانت عقب نجاح ثورة 30 يونية فى مصر وإبعاد الإخوان، وضرب المخطط الأمريكى الصهيونى الذى هدف فى جزء منه لحل القضية الفلسطينية حسب رؤية إسرائيل بنقل الفلسطينيين إلى رفح المصرية ضمن مخطط إعلان يهودية إسرائيل، بعد نقل فلسطينى الضفة، ودائرة أوسع أخرى تتمثل فى تقسيم المنطقة إلى كيانات صغيرة أساسها دينى لإيجاد المبرر ليهودية الدولة الإسرائيلية، ثم سيطرة إسرائيل وأمريكا سيطرة كاملة على الكيانات العربية الصغيرة.
وكيف تعثر ذلك المخطط المشبوه؟
- جاءت ثورة 30 يونية وأحدثت فى مصر تغييراً دراماتيكياً هائلاً فى العالم سيمنع التغيير الجيوسياسى فى خطة أمريكا، وهو الأمر الذى دفع الدول الخليجية النفطية للإمساك ببعض خيوط اللعبة السياسية التى كانت قد سلمتها طوعاً للسيد الأمريكى خلال العقود الماضية، والتراجع عن نظرية الحماية الأمريكية لصالح الحماية الذاتية المعتمدة على الجيش المصرى كعمود فقرى رادع لكل المخططات التقسيمية التى تستخدم فيها كتائب التنظيمات الإسلاموية من داعش والنصرة والقاعدة وحتى الإيرانية، وتمثل ذلك حسب الرؤية والتسريبات الأمريكية التى زعمت بقيام الطيران المصرى بمشاركة إماراتية بضرب أهداف تكفيرية وإرهابية فى ليبيا بدعم أمريكى، وكعادة أمريكا فى التلاعب، فقد بادرت بالتراجع بعد عدة أيام عن تصريحاتها بتورط مصر والإمارات فى هذه الغارات، جاء ذلك نتيجة اللجوء الليبى للحضن المصرى ثقة فى حسن نوايا للجارة الشقيقة.
بماذا إذن نحارب الإرهاب؟
- التعليم لابد من إصلاحه لمحاربة الإرهاب، فقد بات سطحياً وأفرز أجيالاً هشة قادها الفقر والفساد إلى التكفير، والإصلاح الاقتصادى كذلك هو من أهم الأولويات فى مواجهة هذا التطرف، ولن يتأتى هذا الإصلاح ولن تستطيعه دولة مثل مصر مثلاً إذا لم تجد تعاوناً من دول الخليج الغنية، وهذا لن يكون تسولاً من الفقير، ولا منة من الغنى، ولكنه خطوة من هذا الغنى لحماية نفسه، والإرهاب فى مصر خرج من المناطق المهمشة والفقيرة ومن فقراء المسلمين فى مالى وموريتانيا والسودان واليمن والصومال ليأتى بعد ذلك دور الإعلام الذى تحركه خيوط الجهل والحقد.
بماذا تفسر تقدم داعش فى ليبيا؟
- جاءت انتصارات داعش بليبيا لتنتعش ذات التنظيم فى سوريا والعراق، وداعب خيال تنظيم القاعدة وتفريعاته الحلم بإعلان أو امتداد الخلافة فى مناطق تواجدهم فى ليبيا بعد سعى قيادات تنتمى لداعش لتوحيد الفصائل الإسلاموية فيها تحت راية القاعدة، لمواجهة تحركات مصر السياسية تحديداً، ومواجهة الحلف الأمنى الذى أقامته مع تونس والجزائر بخصوص الأزمة الليبية، وبالتالى فإن إعلان الخلافة فى ليبيا أو مبايعة البغدادى فى العراق سيعنى تمددها إلى تونس والجزائر خصوصاً المناطق الجنوبية، وهذا الأمر جد خطير فستحرق نيرانه على الأقل عشر دولة بالمنطقة.
كيف ذلك؟
- هؤلاء الإرهابيون وحلفاؤهم من القوى الخارجية حرصوا على تخزين كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والذخائر، ويمتلكون امتداداً فى دول الساحل والصحراء بداية من الساقية الحمراء ووادى الذهب فى المغرب وحتى دارفور وما شرقها فى السودان مروراً بجنوب الجزائر وتندوف ومخيمات الصحراويين وموريتانيا خصوصاً فى نواكشوط والحوضين الشرقى والغربى، ثم شمال مالى الذى سبق وأعلنوا فيه إمارتين إسلاميتين بعد انفصاله عن مالى فى أبريل 2011، وكان قوامهما الليبيون والجزائريون والموريتانيون مع جنوب الجزائر وجنوب تونس وغربها وجنوب ليبيا مع شمال النيجر وشمال نيجيريا، حيث بوكوحرام وتشادو وبوركينا فاسو وطبعاً فى مصر، وهنا نلاحظ أن كل هذه الدول باستثناء مصر من أفقر دول العالم وذات بنية سياسية وأمنية وعسكرية هشة، الأمر الذى يمنح هؤلاء بيئة مساعدة وحاضنة وهم يقدمون أنفسهم للفقراء الجاهلين فى هذه الدول كنماذج مسلمة تهدف لإقامة شرع الله وإسلامه الذى شوهته وثنية الأفارقة الزاحفة من الجنوب إلى الشمال مستغلين تراثاً تاريخياً يمثل النماذج التى يحاولون احتذاءها مثل الشيخ عثمان بن فودى سلطان سكو تو وأحمد لوبو سلطان ماسينا ومحمد أمين الكانمى سلطان كانم وغيرهم الذين بدأوا كشيوخ ثم رفعوا السلاح فانتهوا إلى تأسيس دول بعضها عاش أكثر من قرن، وأعلن خلافة بلقب أمير المؤمنين والليبيون يرون أن انقلاب القذافى عام 69 الذى اصطلح على تسميته بثورة الفاتح من سبتمبر هو من صناعة وإخراج مصر وعبدالناصر، وبالتالى فهم يظنون أن مصر سبب رئيسى لكل ما فعله بهم القذافى من ظلم وإذلال، وبالتالى فهم لا يريدون تدخل مصر مرة أخرى، وكان هذا سبباً فى إحجام البعض عن التعاطف والتعاون مع اللواء خليفة حفتر ودعمه فى مواجهة هذه الجماعات لظنهم أن مصر تقف وراءه وتدعمه وهناك من يروج لذلك من الليبيين كى لا تنجح حملة الكرامة التى يقودها حفتر لخطورتها على المخطط الذى يتبنونه وينفقون لأجله الأموال والأرواح لعله يثمر فى يوم من الأيام حسب معتقدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.