تبدأ ب 40 ألف جنيه، أرخص 7 سيارات مستعملة في مصر (صور)    أوستن يدعو جالانت إلى وضع آلية لتفادي التضارب بين العمليات الإنسانية والعسكرية في غزة    من يعوض غياب معلول أمام الترجي؟.. حسن مصطفى يجيب    استحملوا النهارده، ماذا قالت الأرصاد عن طقس اليوم ولماذا حذرت من بقية الأسبوع    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    تريزيجيه: الأهلي بيتي وتحت أمره في أي وقت    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    صدمة تاريخية.. أول تحرك إسرائيلي ردا على دولة أوروبية أعلنت استعدادها لاعتقال نتنياهو    خبير ب«المصري للفكر والدراسات»: اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين يعد انتصارا سياسيا    الأرصاد: طقس اليوم شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 39    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    مواعيد مباريات اليوم الخميس 23- 5- 2024 في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    محللة سياسية: نتنياهو يريد الوصول لنقطة تستلزم انخراط أمريكا وبريطانيا في الميدان    مفاجأة، نيكي هايلي تكشف عن المرشح الذي ستصوت له في انتخابات الرئاسة الأمريكية    نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2024 برقم الجلوس والاسم جميع المحافظات    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    رغم فارق السنّ.. «آلاء» والحاجة «تهاني» جمعتهما الصداقة و«الموت غرقًا» (فيديو)    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباحث فى شئون جماعات العنف السياسى:
أيمن السيسى : العشوائيات.. مزرعة الإرهاب داعش وأخواتها أبناء الفقر والجهل.. 30 يونية أربكت حسابات واشنطن
نشر في الوفد يوم 15 - 01 - 2015

منذ تخصصه فى مجال شئون الإرهاب تعرض الباحث أيمن السيسى للعديد من المخاطر فى مناطق الإرهاب الملتهبة وحرص على أن يكون بالقرب من الحدث فى محاولة جادة منه لتوثيق جذور الإرهاب خاصة فى القارة السمراء والمنطقة العربية وقد تعرض للعديد من التهديدات،
إذ تعرض للاختطاف مرتين: الأولى فى الصومال على يد القراصنة والثانية فى ليبيا حيث دخل السجن على أثر متابعته للأحداث خلال الشهور الماضية.
فى هذا الحوار يكشف «السيسى» أسباب انتشار الإرهاب فى المنطقة وأبرز مدارسه وفرقه، ويوضح المناطق والبؤر المرشحة لانتقال رياح التطرف إليها بحسب رأيه، كما يرصد أهم ملامح السيناريوهات المقبلة على المنطقة العربية ويلقى الضوء على طريقة تفكير جماعات العنف وأبرز مناهجها.
فى البداية سألته:
من أين تسرب إلينا فكر الإرهاب؟
- من فقه الاتباع والطاعة وجحور العشوائيات وقرى الفقر، وفساد الأنظمة، وانعدام النظرة الشاملة للمنطقة العربية «الواحدة» تغليباً للذاتية والانفرادية فى معالجة كل دولة لهمومها، ورغم وحدة الجغرافيا فشل الإعلام والثقافة المصرية فى تبنى القضايا والهموم العربية فى الفترة الأخيرة، ونسينا واجب الريادة وفروض التأثير، وتخلت مصر عن دورها التاريخى، وقد باتت المنطقة بأسرها عرضة مهددة بدعاوى التكفير والإقصاء واستفاذ الفكر الإرهابى من التطور التكنولوجى فأنشأت المنتديات الإسلامية الجهادية التى أجادت جذب المفتونين من السذج بفكرة الجهاد، واستعادة القدس، وإحياء دولة الخلافة، ثم السيطرة عليهم وتجنيدهم لأفكار القاعدة من خلال ما يبث من بيانات مضللة وصور أكثرها مفبرك لجهاديين يروجون لعمليات جهادية استشهادية يتم تحميلها على الشبكة العنكبوتية مع دعوة للمتصفحين لضرورة حفظها سريعاً، قبل أن تحذفها أو تغلقها المخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية فيهرع الشباب إلى تحميلها على أجهزتهم، وهنا يمكن التقاطهم ومواصلة تزويدهم بالأفكار الهدامة للشعوب والمحرضة على الحكام والتى تدعو إلى تكفير المجتمع والحكومة معاً، مع ترديد نظرية العدو القريب التى اخترعها الأمريكان على لسان أسامة بن لادن، ومن هنا يتم السيطرة والتوجيه، وقد جندت أكثر الجماعات التكفيرية الإرهابية عن طريق الإنترنت، ومعظم هذه المواقع هى من صنع مركز «سايت» وصاحبته ومديرته ريتا كاتز، ومن أراد التأكد من ذلك عليه أن يتتبع أرقام تعريفات عناوين الإنترنت فى أمريكا وإسرائيل وسيتأكد أن «السيرڤر» الخاص بهذه المواقع يشير إلى أجهزة خوادم فى إسرائيل وأمريكا، وهدفها تشويه الإسلام والجهاد الذى فرضه الدين ضد المحتلين والمعتدين على الدول الإسلامية، وتفريغ الجهاد من مضمونه، فتنصرف الناس عنه، خصوصاً فى الموضوع الأهم وهو الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.
ما الشواهد الأخرى التى تؤكد مسئولية أمريكا عن تنظيم ودعم هذه الجماعات الإرهابية؟
- من بينها اعترافات «جون بايدن» نائب تدريب القوات الأمريكية للعناصر التكفيرية الليبية وتنظيم أنصار الشريعة فى الجنوب الليبى، وقد دفعت أمريكا كتيبة شهداء بوسليم للتصدى للمهاجمين على سفارتها فى ليبيا لكنهم تراجعوا خوفاً من الجماعات الأخرى، وقد كشف إدوارد سنودن الضابط السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكية حقيقة أبوبكر البغدادى، مشيراً إلى أنه عميل مخابراتى للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا لذا أسس تنظيم داعش واستقطب إليه المتطرفين من أنحاء العالم فى مكان واحد فى عملية رمز لها بعنوان «عش الدبابير» وهى خطة بريطانية قديمة لجهاز مخابرات إنجلترا m160 لحماية إسرائيل وذك بإنشاء مكون «جهادى إسلامى» تدفع شعاراته المتطرفة العالم أجمع لحماية إسرائيل، نفس الكلام ينطبق على الجزائرى بلمختار فهو مثل البغدادى، فقد أعلن تلقيه تدريبه العسكرى فى أفغانستان على يد عناصر أمريكية قبل أن يعود للجزائر عام 93، ومازال مخطط التقسيم الأمريكى مستمراً، غير أن ثورة 30 يونية عرقلته وأربكت حساباته، وأنهكت منفذيه، لكنهم ما يفتأون يعيدون إنتاج خطط بديلة ستستمر حتى منتصف العقد القادم.
لكن كيف يمكننا القضاء على ذلك المشروع الهادف لتفتيت العالم العربى؟
- لابد أن يعى العرب ويوحدوا جهودهم لدرء خطر التقسيم والتدمير بمواجهة الإرهاب، وحماية الفقراء بعدالة اجتماعية حقيقية، تجعلهم حراساً على تماسك بلادهم، وحماة لها، وتغيير الخطاب الإعلامى والتعليمى الساذج الذى سطَّح العقول.
متى بدأ مخطط قطر لتخريب المنطقة؟
- لم يكن لقطر فى ظل حكم الشيخ خليفة آل ثان أى نشاط خارج حدودها، لكن مع زيادة ثرواتها أريد لها أو أرادت أن تلعب دوراً فى عالمها العربى والإسلامى ودشنت أولى خططها نحو ذلك الهدف بافتتاح قناة الجزيرة، وتبنيها سياسات تأليبية لبؤر الإرهاب فى الوطن العربى، والعمل على تفعيل تنظيماته التكفيرية لصالح مشروعى التخريب والتقسيم، وبدأت خطة الامتداد فى قارة أفريقيا لنفس الغرض لتطبيق مخطط الشرق الأوسط الجديد، وهو الدور الممتد من العراق وحتى «تمبكتو» فى شمال مالى، ويذكر هنا أن الهلال الأحمر القطرى عقب إعلان إمارتين إسلاميتين فى شمال مالى عقد اتفاقاً مع فرع الصليب الأحمر الدولى فى مالى للسماح بتقديم مساعدات وإعانات فى الشمال موطن الأزمة، وتحديداً فى مثلث الانفصال، جاوا - تمبكتو - كيدال - وهو معقل جماعتى التوحيد والجهاد، وأنصار الدين حتى يمكن توفير الغطاء الأممى الرسمى لتحركات قطر المخزية فى دعم هذه الجماعات، وهو ما فضحه عمدة مدينة جاوا «سادوا ديالو» بشكل واضح متهماً قطر بتمويل الإرهاب، وأكد أن طائرات قطرية ساهمت فى نقل ذخائر إلى الجماعة فضلاً عن الدعم المالى الذى كانت تقدمه.
لكن قطر بدأت فى عقد مصالحة مع مصر برعاية سعودية؟
- أفلح إن صدق وهذا ما نتمناه أن تعود أدراجها عن الإرهاب الذى ليس فيه رضا الله أو مصلحة الأمة.
هل تعتبر أن نجاح «السيسى» وصلابة النظام والدولة المصرية وراء هذه المصالحة؟
- بالطبع، وأذكر موقفاً لحاكم نواكشوط الجنرال محمد ولد عبدالعزيز مع حمد بن خليفة الذى طلب منه تخفيف الوطأة الأمنية على الإسلاميين، مما أدى إلى انفعال ولد عبدالعزيز، ومغادرة قاعة الاستقبال بالمطار، وترك الشيخ القطرى وحده، الذى استدار عائداً إلى طائرته الخاصة، ومُنع وقتها مصورو التليفزيون الموريتانى والمصورون الصحفيون من تسجيل هذه المغادرة، بعدها بدأت قناة الجزيرة، فى نشر وإذاعة حلقات وأفلام وثائقية عن الرق والعبودية فى موريتانيا، ولم تنته الأزمة إلا بعد تدخل رئيس حزب تواصل الإخوانى لدى يوسف القرضاوى والاتفاق على تخفيف القبضة الأمنية المفروضة على جماعات الإرهاب، عبر الحدود مع مالى، وتدفع فرنسا اليوم ثمن تسريبها لعلاقة المخابرات الأمريكية بتنظيمى «المقاتلة الليبية» و«أنصار الشريعة» من خلال معلوماتها التى تسربت لها عبر أمير الصحراء أبومصعب عبدالودود الذى كان يعلم بتحركات مقاتلى باقى الجماعات الإرهابية وعلاقتهم بالأمريكان، وبالرئيس الأمريكى ذاته، وذلك عبر محاضرة ألقاها نائب الرئيس الأمريكى بجامعة هارفارد اتهم واشنطن وحلفاءها فى الخليج بدعم الجماعات الإرهابية بآلاف الأطنان من الأسلحة وملايين الدولارات، وكان ذلك بمثابة قرصة أذن للإمارات على دعمها لمصر، وكان هذا الدعم للإرهاب وقتها برعاية أمريكية، ومما يزيد من كشف المخطط الأمريكى الداعم للإرهاب أن القانون الأمريكى فى وصفه للإرهاب يحدده بأنه من يقم بأعمال تخريبية عديدة، وكان يمكن لأمريكا أن تصف الإرهاب بهذه الصفة بعد أول عملية إرهابية يقوم بها الإرهابى أو المنظمة الإرهابية، لكن القانون الأمريكى لا يصفهم بذلك إلا بعد أن يحترق هؤلاء الإرهابيون تماماً ويكون وجودهم أو عدم محاربتهم خطراً على المصالح الأمريكية بعد أن يكونوا قد تحركوا من قبل لصالحها، ويكون التأخير فى إعلان كونهم إرهابيين من قبل أمريكا دفعاً لهم فى الإيغال بالعمالة لها، وتحقيق أكبر قدر من الخسائر لأعداء أمريكا.
كيف ترى تمدد داعش بالمنطقة وما هى أبرز الاحتمالات فى المستقبل؟
- لم يكن القرار الأمريكى بتكوين تحالف دولى لضرب داعش إلا مرحلة جديدة من استنزاف العرب، وترويج السلاح الأمريكى، وتصفية المخزون منه، واستمرار إرباك المنطقة والسيطرة عليها، أما نتائج هذا التحالف فستكون وبالاً على العالم العربى، وعلى السعودية ومصر تحديداً وهما القوتان الباقيتان مالياً وعسكرياً، فالقصف الجوى الأمريكى لن يحقق خسائر مادية أو بشرية يرجوها العالم العربى ضد داعش، وبذلك فالهدف ليس استعراضياً فحسب لخداع العالم بأنهم يحاربون الإرهاب، ولكنه خطة بديلة تمثل المرحلة الثانية لمواجهة إخفاقهم فى تقسيم المنطقة بعد نجاح ثورة 30 يونية ووقف مخططهم، وبالتالى فإن إحراز الهدف أصبح بحاجة إلى خطة بديلة، وأعتقد أن الصراع على مصر سيدخل مرحلة خطيرة خلال الفترة القادمة، فالممولون الأساسيون للجهاديين فى سوريا «الولايات المتحدة وقطر وتركيا» سيدفعون تلك العناصر المسلحة للانتقال إلى القاهرة والسعودية كذلك، وكانت المرحلة الأولى من هذا إطلاق داعش بهذه القوة والتنظيم بالتعاون الإيرانى، وإذا عدنا قليلاً للوراء، سنجد أن تلك المؤامرة كانت عقب نجاح ثورة 30 يونية فى مصر وإبعاد الإخوان، وضرب المخطط الأمريكى الصهيونى الذى هدف فى جزء منه لحل القضية الفلسطينية حسب رؤية إسرائيل بنقل الفلسطينيين إلى رفح المصرية ضمن مخطط إعلان يهودية إسرائيل، بعد نقل فلسطينى الضفة، ودائرة أوسع أخرى تتمثل فى تقسيم المنطقة إلى كيانات صغيرة أساسها دينى لإيجاد المبرر ليهودية الدولة الإسرائيلية، ثم سيطرة إسرائيل وأمريكا سيطرة كاملة على الكيانات العربية الصغيرة.
وكيف تعثر ذلك المخطط المشبوه؟
- جاءت ثورة 30 يونية وأحدثت فى مصر تغييراً دراماتيكياً هائلاً فى العالم سيمنع التغيير الجيوسياسى فى خطة أمريكا، وهو الأمر الذى دفع الدول الخليجية النفطية للإمساك ببعض خيوط اللعبة السياسية التى كانت قد سلمتها طوعاً للسيد الأمريكى خلال العقود الماضية، والتراجع عن نظرية الحماية الأمريكية لصالح الحماية الذاتية المعتمدة على الجيش المصرى كعمود فقرى رادع لكل المخططات التقسيمية التى تستخدم فيها كتائب التنظيمات الإسلاموية من داعش والنصرة والقاعدة وحتى الإيرانية، وتمثل ذلك حسب الرؤية والتسريبات الأمريكية التى زعمت بقيام الطيران المصرى بمشاركة إماراتية بضرب أهداف تكفيرية وإرهابية فى ليبيا بدعم أمريكى، وكعادة أمريكا فى التلاعب، فقد بادرت بالتراجع بعد عدة أيام عن تصريحاتها بتورط مصر والإمارات فى هذه الغارات، جاء ذلك نتيجة اللجوء الليبى للحضن المصرى ثقة فى حسن نوايا للجارة الشقيقة.
بماذا إذن نحارب الإرهاب؟
- التعليم لابد من إصلاحه لمحاربة الإرهاب، فقد بات سطحياً وأفرز أجيالاً هشة قادها الفقر والفساد إلى التكفير، والإصلاح الاقتصادى كذلك هو من أهم الأولويات فى مواجهة هذا التطرف، ولن يتأتى هذا الإصلاح ولن تستطيعه دولة مثل مصر مثلاً إذا لم تجد تعاوناً من دول الخليج الغنية، وهذا لن يكون تسولاً من الفقير، ولا منة من الغنى، ولكنه خطوة من هذا الغنى لحماية نفسه، والإرهاب فى مصر خرج من المناطق المهمشة والفقيرة ومن فقراء المسلمين فى مالى وموريتانيا والسودان واليمن والصومال ليأتى بعد ذلك دور الإعلام الذى تحركه خيوط الجهل والحقد.
بماذا تفسر تقدم داعش فى ليبيا؟
- جاءت انتصارات داعش بليبيا لتنتعش ذات التنظيم فى سوريا والعراق، وداعب خيال تنظيم القاعدة وتفريعاته الحلم بإعلان أو امتداد الخلافة فى مناطق تواجدهم فى ليبيا بعد سعى قيادات تنتمى لداعش لتوحيد الفصائل الإسلاموية فيها تحت راية القاعدة، لمواجهة تحركات مصر السياسية تحديداً، ومواجهة الحلف الأمنى الذى أقامته مع تونس والجزائر بخصوص الأزمة الليبية، وبالتالى فإن إعلان الخلافة فى ليبيا أو مبايعة البغدادى فى العراق سيعنى تمددها إلى تونس والجزائر خصوصاً المناطق الجنوبية، وهذا الأمر جد خطير فستحرق نيرانه على الأقل عشر دولة بالمنطقة.
كيف ذلك؟
- هؤلاء الإرهابيون وحلفاؤهم من القوى الخارجية حرصوا على تخزين كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والذخائر، ويمتلكون امتداداً فى دول الساحل والصحراء بداية من الساقية الحمراء ووادى الذهب فى المغرب وحتى دارفور وما شرقها فى السودان مروراً بجنوب الجزائر وتندوف ومخيمات الصحراويين وموريتانيا خصوصاً فى نواكشوط والحوضين الشرقى والغربى، ثم شمال مالى الذى سبق وأعلنوا فيه إمارتين إسلاميتين بعد انفصاله عن مالى فى أبريل 2011، وكان قوامهما الليبيون والجزائريون والموريتانيون مع جنوب الجزائر وجنوب تونس وغربها وجنوب ليبيا مع شمال النيجر وشمال نيجيريا، حيث بوكوحرام وتشادو وبوركينا فاسو وطبعاً فى مصر، وهنا نلاحظ أن كل هذه الدول باستثناء مصر من أفقر دول العالم وذات بنية سياسية وأمنية وعسكرية هشة، الأمر الذى يمنح هؤلاء بيئة مساعدة وحاضنة وهم يقدمون أنفسهم للفقراء الجاهلين فى هذه الدول كنماذج مسلمة تهدف لإقامة شرع الله وإسلامه الذى شوهته وثنية الأفارقة الزاحفة من الجنوب إلى الشمال مستغلين تراثاً تاريخياً يمثل النماذج التى يحاولون احتذاءها مثل الشيخ عثمان بن فودى سلطان سكو تو وأحمد لوبو سلطان ماسينا ومحمد أمين الكانمى سلطان كانم وغيرهم الذين بدأوا كشيوخ ثم رفعوا السلاح فانتهوا إلى تأسيس دول بعضها عاش أكثر من قرن، وأعلن خلافة بلقب أمير المؤمنين والليبيون يرون أن انقلاب القذافى عام 69 الذى اصطلح على تسميته بثورة الفاتح من سبتمبر هو من صناعة وإخراج مصر وعبدالناصر، وبالتالى فهم يظنون أن مصر سبب رئيسى لكل ما فعله بهم القذافى من ظلم وإذلال، وبالتالى فهم لا يريدون تدخل مصر مرة أخرى، وكان هذا سبباً فى إحجام البعض عن التعاطف والتعاون مع اللواء خليفة حفتر ودعمه فى مواجهة هذه الجماعات لظنهم أن مصر تقف وراءه وتدعمه وهناك من يروج لذلك من الليبيين كى لا تنجح حملة الكرامة التى يقودها حفتر لخطورتها على المخطط الذى يتبنونه وينفقون لأجله الأموال والأرواح لعله يثمر فى يوم من الأيام حسب معتقدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.