عادت أزمة أنابيب البوتاجاز لتطل برأسها من جديد، وشهد السوق نقصاً حاداً في الكميات المطروحة من الاسطوانات واستغل الباعة الجائلون الازمة، ورفعوا سعر الاسطوانة إلي 80 جنيهاً. وساهم من عمق الازمة دخول فصل الشتاء والانخفاض الحاد في درجات الحرارة مما أدي إلي زيادة معدل استهلاك المواطنين على البوتاجاز. إضافة إلى تهريب البعض لتلك الاسطوانات لبيعها فى السوق السوداء، وتستمر الازمة فى التفاقم سنويا نتيجة عدم وضع منظومة محددة لتوزيع الاسطوانات فى فصل الشتاء خاصة أنه يتم تهريب الأسطوانات وبيعها لأصحاب مزارع الدواجن وكمائن الطوب بأسعار مرتفعة حتى وصل سعر الأسطوانة إلى أكثر من 80 جنيها فى بعض الاماكن وبالرغم من طباعة أكثر من 200 مليون كوبون منذ أكثر من أربع سنوات قبل ثورة 25 يناير وصول الدعم لمستحقيه ومنع استحواذ البعض عليه إلا أن الأزمة لازالت حادة وكشفت عنها الإدارة العامة لمباحث التموين من خلال حملاتها على المستودعات ومنافذ توزيع البوتاجاز، واستحواذ البعض على الأسطوانات وبيعها بأسعار مرتفعة، وصل سعر الأسطوانة فى المحافظات الى حوالى 45 جنيهًا رغم أن سعرها الرسمى 8 جنيهات ما يتطلب تكثيف الرقابة على المستودعات ومنافذ التوزيع فى مختلف المناطق. وطالب الاهالى وزير التموين بالاسراع فى تفعيل تطبيق كوبونات البوتاجاز حرصا على حقهم فى الحصول على تلك الأسطوانات والذين لا يستطيعون شراءها بسعرها فى السوق السوداء مثلما حدث فى منظومة الخبز لانهم يعانون من أجل الحصول على انبوبة من المستودعات، فى حين يقوم الباعة «المتجولون» باستغلال احتياجاتهم للبوتاجاز ويبيعونها بأسعار باهظة قد تصل فى بعض المناطق الى 80 جنيها مما يزيد من حجم معاناتهم. وكان المهندس محمود عبدالعزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين والتجارة الداخلية قد صرح بأنه تم التنسيق مع وزارة البترول بشأن زيادة ضخ أسطوانات الغاز فى مختلف المحافظات بنسبة 25% لتفادى حدوث أى أزمات وأن معدل استهلاك المواطنين فى الأوقات العادية من البوتاجاز يومياً يقارب مليون أسطوانة وأنه تمت زيادة ضخ كميات تتراوح من مليون و100 ألف إلى مليون و200 ألف أسطوانة يوميا لتلبية احتياجات المواطنين ولمواجهة أى أزمات من الممكن حدوثها، إضافة إلى تكثيف الحملات الرقابية لمنع أصحاب المستودعات من التلاعب. «الوفد» استطلعت آراء المواطنين حول تطبيق كوبونات البوتاجاز فى جولة امام أحد مستودعات البوتاجاز فى بعض المناطق. يقول سلام يحيى مدرس دائما ما تحدث ازمة فى فصل الشتاء بسبب قلة الانابيب ورغم اننا فى منطقة عشوائية الا اننا نحصل على الانبوبة بسعر 20 جنيها ولاننا جميعا نعرف بعضنا البعض فلا يستطيع أي من المسئولين عن المستودع رفع الاسعار كما يحدث فى المناطق الاخرى. وتقول حياة سعيد إحدى سكان المنطقة «الانبوبتين فى الشهر مش بيقضونا» ونضطر لشراء الانابيب من المستودع بسعر أعلى بقليل وبالرغم من ذلك فنظام الكوبونات افضل بكثير لاننا نجد الانابيب متوفرة فى اى وقت. وأمام ابواب الشركة المصرية لنقل الغاز «بوتاجاسكو» المشروع القومى لتوصيل اسطوانات البوتاجاز للمواطنين «دليفرى» بعين الصيرة شاهدنا مئات المواطنين يقفون فى طابورين أحدهما النساء والآخر للرجال فى انتظار تغيير الانبوبة، كما قامت قوات الأمن بتأمين المواطنين نظرا للزحام الشديد امام باب الشركة وتحسبا لحدوث اية مشاحنات او مشاجرات بين المواطنين. وطالب حسين محمد دبلوم تجارة بتفعيل منظومة الانابيب مثل منظومة الخبز لان ذلك يرحمنا من الوقوف في طوابير الانتظار بالساعات من أجل الحصول علي أنبوبة، وفي النهاية قد لا نحصل عليها، وأضاف: عادة ما نسمع جملة الغاز خلص، فوت علينا بكرة، يرددها المسئولون بعد أن ننتظر حوالي ثماني ساعات في الطابور.