رغم ان محافظة دمياط مدينة صناعية تضم حوالي 75 ألف ورشة لصناعة الأثاث يدفع أصحابها عوائد وضرائب ورسوم نظافة وتأمينات وكهرباء ومياه لصالح الدولة إلا ان أرباب تلك المهنة يعانون أشد المعاناة عندما يتعرض أصحابها لمخاطر أبرزها بتر أصبع أو أكثر مما يجعل تلك الحالات تلجأ إلي مستشفيات المحافظة إلا أنهم يفاجئون ان تلك المستشفيات لا يوجد بها قسم للأطراف الصناعية لعلاج حالات الأطراف والجراحات الدقيقة ورغم ما يتشدق به مسئولو الغرفة التجارية بأنها تعمل علي رعاية هؤلاء الصناع إلا أنه لم يتدخل منهم أحد للمطالبة بإنشاء قسم للأطراف الصناعية بمستشفيات دمياط لإنقاذ العمال والصناع المهرة الأمر الذي يجعل المصابين يلجئون إلي مستشفي طوارئ المنصورة أو طبيب خاصة بعدما أصبحت مستشفيات دمياط مأوي للقطط والكلاب الضآلة وأصبحت مقالب قمامة، حيث المخلفات البشرية والطبية في كل مكان وموت الأطفال الرضع لحاجتهم للحضانات، يقول محمد عسيلي «نجار» ان مستشفيات دمياط تعاني الإهمال الشديد وغياب الرقابة والفشل الإداري حتي أصبح الداخل مفقودا والخارج مولودا وانتقد محمد عبدالرحيم تعنت المسئولين في مديرية الصحة في تلبية رغباتهم في النهوض بالمنظومة الصحية بالمحافظة حيث عبر عن استيائه من تردي الحالة الصحية في مختلف المستشفيات والوحدات الصحية وسوء الخدمة المقدمة للمواطنين وغياب الرقابة الحقيقية.. كما أن لكل مهنة مخاطرها فبعد إدخال الميكنة الحديثة في النجارة وصناعة الأثاث في دمياط أصبح العشرات من النجارين يتعرضون إلي بتر أصابعهم من خلال التعامل اليومي مع ماكينات الشق والأبوب والحلايا وأصبحت هذه الإصابات تشكل ظاهرة عامة بين هؤلاء الحرفيين لذلك كان لابد ان يتدخل القائمون علي الصناعة بالتنسيق مع قطاع الصحة لمواجهة هذه المشكلة وكان الحل في إقامة قسم للجراحات الدقيقة بمستشفي دمياط التخصصي لسرعة انقاذ هذه الحالات وإعادة وضع اليد إلي حالتها الطبيعية لإنقاذ حياة هؤلاء الحرفيين.. وأضاف السيد أحمد نجار أنه مازال لدينا الأمل في إنشاء قسم خاص للأطراف حيث أصبح قطع أصبع أو أصبعين أو حتي اليد كاملة للعشرات من النجارين بدمياط علامة بارزة لهم وسط أقرانهم من عمال الأثاث خاصة أننا نواجه ذلك يوميا من جراء التعامل مع الماكينات الحديثة ونحن بدورنا لا نستطيع العمل في مهنتنا دون تلك الآلات الحديثة والخطيرة في الوقت نفسه. وأضاف أحمد البساطي عامل يعمل مع والده في ورشة نجارة انه كان ذاهبا كعادته لعمله الذي يحبه وإذ به يصاب إصبعه بسبب ماكينة الشق وذهب به والده إلي مستشفي دمياط العام ولم يجد هناك من ينقذه فعندما رأي الأطباء حالة إصعبه بعد تمزق الأوعية الدموية والوصول للأعصاب رفضوا استقباله. وأشار السيد عيسي صاحب ورشة نجارة تعرض لقطع في أطراف أنامل يده اليمني أربع أصابع مما أفقده القدرة علي الاستمرار في مهنته وأصبح يعتمد في ورشته علي العمال بعدما فقد القدرة علي التحكم في السيطرة علي الخشب بيده وبسبب عدم وجود جراحة أطراف متطورة في دمياط وعدم توافر الإمكانيات المادية فقد فقد الأمل في العودة إلي العمل مرة أخري واختتم صالح السعيد صاحب ورشة نجارة أننا نعمل بنظام اليومية ولسنا مشمولين بالضمان الاجتماعي أو التأمين الصحي ولا أحد يحفظ لنا حقوقنا وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا فنحن معرضون لإصابات العمل في أي وقت خصوصا أننا نعمل بين آلات ذات خطورة كبيرة فضلا عن تدني الأجور التي لم تعد تكفي لتلبية احتياجاتنا اليومية، وهذا يعود لقلة الطلب علي المنجرة وأشار أحمد سرحان 20 عاما عامل يعمل مع والده في ورشة نجارة انه كان ذاهبا كعادته لعمله الذي يحبه وإذ به يصاب بإصابة بالغة العمق في إصبعه بسبب ماكينة الشق وذهب به والده إلي مستشفي دمياط العام ولم يجد هناك من ينقذه فعندما رأي الأطباء حالة إصبعه بعد تمزق الأوعية الدموية والوصول للأعصاب رفضوا استقباله أيضا وقالوا له «مالكش علاج عندنا» وتنقل أحمد بين مستشفيات دمياط دون جدوي إلي ان ذهب إلي دكتور متخصص في عيادته الخاصة وقام بمحاولة انقاذه بوقف النزيف وتخييط الجرح مما أدي إلي تلوث الجرح واشتداد ألمه مما اضطره إلي إجراء عملية جراحية لدي طبيب آخر خاص أيضا أخبره بأنه كان معرضا لبتر يده بالكامل بسبب الإهمال الذي تعرض له وأنقذته العناية الإلهية وفي ذات السياق طالب ممثلو شعبة الأثاث بدمياط بضرورة إنشاء مبني متكامل لجراحة الأطراف حيث إن العاملين في صناعة الأثاث معرضون للإصابة بفقد أطرافهم وناشدوا كل من رئيس الجمهورية ووزير الصحة بإقامة مبني متكامل لجراحة الأطراف وإعادة زراعتها داخل مستشفي طب الأزهر بدمياط الجديدة كخطة مستقبلية تضم الكوادر المدربة علي هذه الجراحات الدقيقة. والحفاظ علي أصابع وأيادي آلاف العمال بالمدينة.