كتب الأستاذ مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن يوم الخميس الماضي تحت عنوان: «سيادة الرئيس.. أنا مش فاهم حاجة» (قررت ألا أمنع نشر مقالات «الكردوسى» عن «ثورة يناير».. سامحنى - سيادة الرئيس- فقد فاضلت بين حُبى لك وحبى ل«الكردوسى»، فوجدت أن الأمر لا علاقة له ب «الحب».. فنحيت قلبى جانباً، ولجأت إلى عقلى.. قال لى عقلى: حبك للرئيس لا يعنى أن تصفق له على كل قرار، و«تطبل» وراءه على أى كلمة!.. حبك ل «الكردوسى» لا يمنحه الحق فى نشر كل ما يكتب، خصوصاً إذا انطوى على «تجريح» لأشخاص!.. غير أن حبك ل«مصر» يرجح كفة «الكردوسى» بشرط عدم التجاوز.! ) وبداية أقول إنني من المتابعين لتجربة مجدي الجلاد الصحفية وأقدر جهده وسعيه الدائم للتجديد والتطوير الذي فتح ابواب الفرص لكثير من الكفاءات الصحفية الشابة ومازال أمامه الكثير.. أما حكاية مجدي الجلاد الثائر المدافع عن حرية التعبير وحقوق الفقراء والمساكين فاسمح لي أن أسالك يا سيد مجدي بنفس المنطق الذي سألت أنت به الرئيس «السيسي» عما اذا كنت ستمنع مقالات صديقك الكاتب محمود الكردوسي ضد ثورة يناير ورموزها أم لا.. وقد استفتيت قلبك وقلت لن تمنع مقالاته ليس حبا في الكردوسي ولا نكاية في السيسي ولكن إخلاصا لمصر.. ودعني اسألك يا سيدي.. لو في مهرجان حب مصر الذي تروج له لتبرر استمرار الصحافة «الكردوسية» الهابطة القيم والقيمة وغير الملتزمة بأبسط ألوان الأدب أرسلت لك مقالا ينتمي لهذه المدرسة المتخصصة في سب ولعن خلق الله «وشرشحة» أي معارض - ولو على استحياء لثورة 30 يونية - ووجهت من منصات غضبي كل صواريخ غياب الذوق الحاملة لرؤوس الحقيقة ضد أشخاص لك مصالح معهم أنت تعرفهم وأعرفهم.. هل ستنشر المقال انطلاقا من حبك وحبي لمصر أم ستحجبه احتراما واجلالا للعارف بالله صاحب المعالي مقاول الصحافة المقروءة والمرئية.. ولمصر رب يحميها. طيب ماذا لو أرسلت لك مقالا ينتمي بنسب من بعيد للمدرسة الكردوسية حللت فيه وبالحقائق سيطرة رأس المال المشبوه والمجهول على الكثير من وسائل الاعلام الخاصة أو ما تسمي «المستقلة» وحددت أسماء أباطرة وسماسرة الاعلام الجديد الذي يصدر في مصر ويتنفس من الخارج.. هل ستنشر مقالي تحت مظلة مهرجان حب مصر أم ستحجبه لكي تظل أمينا مع الأمين وصالحا مع كل صلاح ووفيا مع إخوان الصفا من أعضاء اللوبي الجديد في مصر الذي يملك المال والقلم والصوت العالي في مجتمع مأزوم وفقير وبينه وبين عصر العلم والعدالة والمساواة أشواط طويلة يقول الرئيس السيسي إنه يحاول أن يقطعها في زمن قصير ولا نملك إلا أن نصدقه - إلى حين - بحكم مسئوليته كرئيس جديد ولابد من التعاون معه بإخلاص حقيقي المقاصد وليس « كردوسي» الهوي. وبضمير وطني أمين وليس ضميرا مطاطا يطول ويقصر بحسابات تبدأ من شواطئ بعيدة وتتشكل في الخفاء في أجواء مخملية وليست ثورية بالمرة ولا يمكن أن يرتادها أي ثائر - اللهم إلا إذا كنا نعيش عصر ثوار «الخمس نجوم» الذين يناضلون نهارا على صفحات الجرايد وليلا على الشاشات ثم يأوون لمخادع هي وحدها تعرف أي رأس تحمل.. أرجوك يا أستاذ مجدي.. لم يعد الوقت مناسبا لأن تكون عنترا وتدافع عن المدرسة الكردوسية بدعوى حب مصر.. ارحم مصر يرحمك الله.. وأنصحك بقراءة رواية «دون كيشوت أو دون كيخوته» للإسباني العظيم ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا وأن تنصح بتدريسها للكرادسة.. وربنا يشفي الجميع.