وصلت إلى مسقط والشعب العمانى ذى السمات الطبيعية الهادئة الوادعة يحتفل بالذكرى الرابعة والأربعين لمسيرة النهضة العمانية التى يقودها السلطان قابوس بن سعيد، فمسيرات الولاء والعرفان من هذا الشعب الوفى تجوب كل المحافظات والولايات العمانية، وتنتشر فى السهول والوديان والجبال حيث التجمعات السكانية، شاهدت مشاعر جياشة وعواطف نبيلة تدعو للسلطان بالصحة والسلامة.. المسيرات تدعم التلاحم الشديد بين هذا الشعب وقادته السياسية وتضم قطاعات مختلفة وفئات متنوعة،الكل يتسابق للتعبير عن مشاعره الرقيقة عرفانًا بالنهضة الواسعة التى شهدتها سلطنة عمان على مدار العقود الزمنية الماضية. أذكر أننى زرت السلطنة فى مطلع التسعينيات وكانت تخوض تجربة النهضة، وفى عام 2014 اختلف الوضع تمامًا، فهناك الآن بنية تحتية واسعة ونهضة عمرانية جديدة تخلب العقول والأنظار، فقد وضعت القيادة السياسية العمانية المواطن العمانى فى دائرة الاهتمام الأولى، وركزت فى المقام الأول على بناء الإنسان العمانى، وقد تجلى ذلك فى كل المناحى وقد أثبت المواطن العمانى حسن الظن على امتداد الأراضى العمانية فتفاعل مع هذه النهضة الجديدة، وحقق فى كافة المجالات ما لم يكن فى الحسبان، حيث عمل فى صمت شديد دون ضجيج وحقق على الأرض ما يشبه المعجزات من تنمية حقيقية وليست على الورق فقط. لقد كان ولا يزال المواطن العمانى شريكًا فاعلًا وأساسيًا وبانيًا أساسيًا فى مسيرة نهضته، ترك الكسل جانبًا وطلق الإهمال إلى غير رجعة وبات حارسًا أمينًا على كل مكتسباته التى تحققت من خلال علاقة حميمة تربطه بقيادته السياسية التى تركز على عملية البناء والمزيد منها، بناء الإنسان وبناء الدولة التى تتواكب مع أية دولة عصرية حديثة على كافة المستويات والأصعدة، والمعروف أن مسيرة سلطنة عمان نحو التنمية لا تقل عن أية دولة متقدمة فى العالم تهتم بالإنسان قبل الآلة، وأعظم ما فى التنمية هو بناء الإنسان القادر على صنع المعجزات.. ولذلك لم يكن غريبًا ما أشاهده الآن فى السلطنة من أفراح ومسيرات تجوب الشوارع احتفالا بذكرى العيد الوطنى الرابع والأربعين. فى الشوارع العمانية لا تشعر أنك غريب بين الناس، فهناك علاقة حميمة بين هذا الشعب والمصريين، وهناك تقدير خاص للمصرى قد يكون التاريخ القديم له أثر فيها، فالمعروف أن الأراضى العمانية شهدت فى حقب تاريخية طويلة حضارة لم يكن يدانيها أية حضارة أخرى، مثلما شهدت الأراضى المصرية حضارات امتدت إلى سبعة آلاف عام.. هناك ترابط قوى يجمع بين الشعب العمانى والمصرى قد تكون لحضارة البلدين دور فيه.