فرص عمل تنتظر الشباب في الاتصالات

كان الاهتمام بالشباب وتوفير فرص العمل داخل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أحد المحاور المهمة خلال جلسة البيانات العملاقة "الشباب وفرص العمل" في ثاني أيام معرض ومؤتمر مصر الوطني للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال أيام 4 -7 نوفمبر الجاري،
حيث أكد الخبراء المشاركون في الندوة أن الإبداع والتفكير خارج الصندوق، والتعرف على المهارات المطلوبة لسوق العمل المتجدد بشكل مستمر، هي أهم الأولويات التي يجب أن ينظر إليها الباحث عن الوظيفة، بحضور ممثلي شركات مايكروسوفت وفودافون وسيسكو وإنتل وEMC وأفايا وجامعة القاهرة، تحت إدارة الدكتور إيهاب مصطفى من هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.
في بداية الجلسة أكد الدكتور عثمان لطفي، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن التغيرات الراهنة في أسواق العمل لا تعتمد حاليًا على مجرد الحصول على الشهادة أو الدراسات العليا، ولكن بفكر أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن هناك اختلافا لمتطلبات سوق العمل أهمها الخبرة والاحترافية والإبداع خاصة داخل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وكشف عن أن الدراسات الراهنة في الجامعات تعتمد على الدمج بين كافة المواد العلمية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدد من التخصصات الأخرى التي يتطلبها السوق مثل اللغات والتخصصات القانونية والإدارية بجانب مهارات ال Soft Skills ، مؤكداً على ضرورة تحديد الهدف من جانب الشباب، لافتا إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتغير بشكل سريع، والفرص المتاحة حالياً لا تكون متاحة بعد 4 سنوات .
وأشار شريف بكير، من فودافون مصر، إلى أن الشركة لديها إدارة داخل فودافون ليس بهدف الربح ولكن بهدف توفير فرص العمل، موضحا أن 50% من المجتمع المصري من فئة الشباب، وأغلب هؤلاء الشباب يبحثون عن فرص العمل، وأنه قد تم مضاعفة نسبة التوظيف إلى 3600 شابا من 2012 إلى 2014.
وأضاف قائلا "لدينا في فودافون 1000 فرصة عمل جاهرة بشرط تواجد المهارات المطلوبة في الشباب وهي مهارة اللغة الإنجليزية، والتعامل مع البرامج الأساسية للكمبيوتر"، موضحا أن عملية البحث عن العمل هي منظومة كاملة لابد أن تبدأ بالتعليم واكتساب الخبرات، ويجب أن يكون الخريج لديه القدرة على الوعي بالذات والحماس والقدرة على تحقيق العمل والدخول بقوة .
وأكد الدكتور إيهاب مصطفى، نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، أن قدرة الشخص على مساعدة الآخرين على النجاح هو العنصر الفاصل في عملية الحصول على فرصة العمل، بجانب الحماس والعزيمة للعمل وبزل كل جهد لإنجاح المؤسسة، التي ينتمي لها الفرد، مشيرا أن الهيئة لديها برامج لتأهيل الشباب والخرجين لسوق العمل والمهارات الشخصية المطلوبة.
وأضاف أنه من كل 10 وظائف مطلوب منهم 7 لتحليل البيانات والباقي في الوظائف التقليدية، مشيرًا إلى أن بعض المجالات المطلوبة حاليًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، هي الحوسبة السحابية والتسويق الرقمي ومعالجة البيانات الضخمة وتطبيقات المحمول، وشدد على أن ليس مطلوبا من الشباب رصد المشاكل لكن دوره إيجاد حلول للمشاكل من خلال الابتكار والإبداع.
وأشارت غادة خليفة، مديرة المسؤولية المجتعمية في مايكروسوفت، إلى أن الشركة لديها توجّه جديد من خلال مبادرة "العمل الحر"، وتوفير المعلومات المطلوبة في هذا الصدد للشباب الباحث عن العمل من خلال مبادرات مايكروسوفت، موضحة أنه يوجد مشاكل عديدة تواجه الشباب في عدم وجود ترويج للباحثين عن العمل الحر، وبالتالي فإن الشركة تنتهج سياسة جديدة بداية من 2014 لتشغيل الشباب من خلال أبحاث ومجموعات عمل داخل التعليم الحكومي، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت وجود 3 شرائح في التعليم الأولى شريحة ممتازة لديها اللغة وينقصها الخبرة، والثانية تحتاج إلى إعداد تقني وإدارة أعمال ومهارات شخصية، والثالثة تفتقد لكل هذه الإمكانيات من حيث اللغة والمهارات والتقنية ،الأمر الذي دفع الشركة لإطلاق مبادرة العمل الحر لتوفير بناء القدرات الشخصية والتدريب التقني والشهادات مجاناً من خلال أكاديمية مايكروسوف أون لاين.
وأضافت "نستعد لعمل ورش عمل وتدريب، مجاناً، في الجامعات بالتعاون مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأن لدى الشركة تعامل مع نحو 10 آلاف شركة صغيرة ومتوسطة تبحث من خلال تلك المبادرة عن الفرص المتاحة داخل تلك الشركات مشيرة إلى توفير نحو 10 آلاف وظيفة في 4 شهور في مبادرة "مصر تعمل".
وأكد ماجد محمود، ممثل شركة EMC ، أن هناك فرص عمل كثيرة ولكن مختلفة من خلال الاتجاهات الجديدة داخل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وليس الأعمال الكلاسيكية أو التقليدية موضحاً أن سوق العمل حالياً يحتاج إلى مهارات جديدة مطلوبة لسوق العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة توكد أن زيادة حجم البيانات يوفر 150 ألف فرصة في مجال تحليل البيانات بمختلف أنواعها.
وأكدت نفين القاضي، مديرة أكاديمية سيسكو، أن الشركة لديها فروع كثيرة حول العالم، وتدرس بشكل مستمر التخصصات التكنولوجية المتخصصة فيها فضلاً عن بحث المجالات المهمة داخل أسواق العمل المختلفة بهدف تقديم أعلى مستوى احترافي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقالت إن أكاديمية سيسكو قامت بعمل شراكة مع وزارة التربية والتعليم، ومع الجامعات لتوفير فرص عمل أكثر وأنسب بالنسبة للطلاب، والخريجين، مشيرة بذلك إلى أن الإنترنت له دور مؤثر في كافة متغيرات الحياة من خلال مفهوم جديد وهو "الإنترنت في كل شئ" وهو عبارة عن 50 مليار شئ سيتكونون عن طريق الإنترنت في 2020، لافتة إلى فجوة ستحدث في قطاع الاتصالات في مصر ستطلب 92 ألف وظيفة في 2016 من خلال إنترنت الأشياء.

وأشار فكتور مراد، ممثل شركة أفايا إلى أن الابتكار في تنفيذ الأفكار من جانب الشباب بصورة أكبر هو العنصر المميز، مؤكدًا أن الابتكار لابد أن يكون هو العنصر الأساسي في عملية التفكير، وأن الشباب المصري لدية القدرة على تحقيق ذلك.
وأكد سامح الملاح، من شركة إنتل، أن بحث احتياجات السوق وتغطية الجوانب الناقصة بالنسبة لخرجين الجامعات هو العنصر التي تركز عليه شركة إنتل في مبادراتها الخاصة بالتعليم، وتوفير فرص العمل.
وشدد الملاح على ضرورة توافر الحد الأدنى من المهارات المطلوبة في سوق العمل كخطوة يجب على الشباب اكتسابها بأسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يخلق فرص للعمل الحر من خلال الإبداع وريادة الأعمال من خلال تطبيقات الموبايل، التي انتشرت مؤخرًا بصورة كبيرة وعلى الشباب والطلاب أيضاً عدم انتظار وظائف الشركات.