بعد تكرر حوادث"أتوبيسات" المدارس خلال الفترة الأخيرة، والذي كان آخرها حادث أتوبيس مدرسة الأورمان الثانوية الفندقية الذي احترق أثناء مروره بمحافظة البحيرة، ألقيت الاتهامات إلى قواعد المرور وتصميم الطرق. وللتعرف على سبب تكرر تلك الحوادث، والسبل إلى منعها، رصدت"بوابة الوفد" آراء عدد من الخبراء الأمنيين والاستشاريين الهندسيين، حول مدى علاقة الطرق وقواعد المرور بتلك الحوادث. فمن جانبه، أرجع اللواء يسري الروبي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع المرور والخبير الدولى للمرور، سبب الحادث إلى عدم الالتزام بقواعد المرور، الجدل حول أسباب وقوع الحادث وعدم تفعيل القانون على السائقين، مشيرًا إلى أن حمولة المركبة التى كانت تقل الطلاب هي 28 راكبا فيما كانت تحمل أكثر من 30 طالبا. وطالب الروبي بالاهتمام بجذور المشكلة وعلاجها وليس نهايات الأطراف، موضحًا أن التحقيق في الحادث يجب أن يكون من خلال رجال مرور وليس رجال الأمن نظرا لتعلق الحادث بمخالفة مرورية. وعن حل مشاكل الطرق، أوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع المرور، أن توافر الإرادة السياسية هو العامل الأهم لحل هذه المشكلة بالإضافة إلى الإرادة التنفيذية لتنفيذ الآليات التى سيتم اتخاذها في هذا الصدد، مطالبًا رئيس الحمهورية بتأسيس مدرسة للقيادة يحصل منها قائد السيارة على رخصته بعد دراسة مناهج معتمده من إدارة المرور. وقال عماد الدين نبيل، خبير استشارى في الطرق والكبارى، إن مشلكه الحوداث التى تقع على الطرق متراكمة وتحتاج إلى قرارات حاسمة، مشيرا إلى أن السبب الأول الذي يؤدى إلى حوادث الطرق يتمثل في الحفر التى تعانى منها الطرق في مصر. وطالب نبيل الحكومة بمراجعة النقاط السوداء التى يتكرر في الحوادث باستمرار، لافتًا إلى أن أهم نقطة فيها هى إعادة تأهيل القائد لأن مصر تعتبر من أكبر الدول التى تعانى من مشكلة عدم تأهيل القائدين. واستطرد الخبير الاستشارى أن وزارة الداخلية تلعب دورا فعال في الحد من تلك المشكلة من خلال مواجهة المخدرات باعتبارها السبب الرئيسي في معظم تلك الحوادث نظرا لما يتعاطيه السائقين أثناء القيادة، مؤكدًا أهمية إنشاء وحدات صحية على الطرق السريعة لسرعة الإنقاذ وتقليل الخسائر في حالة وقوع أي حادث. وفي السياق ذاته، أوضح مجدى صلاح نور الدين، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، أن السبب الأساسي في حادث البحيرة هو السرعة الجنونية من قبل قائدى السيارات، مطالبا بالرقابة على السائقين وتفعيل قانون المرور وجدية تنفيذه على مرتكبي المخالفات. وعن منظمة الطرق، أشار صلا ح إلى ضرورة الاهتمام الدولة بهذا القطاع فضلا عن جاديتها في تطبيق التشريعات القانونية وزيادة دوريات المرور، وكذلك الاهتمام بالتراخيص والفحص لقائدى المركبات التى تتعامل مع قطاع كبير من الحمولات والركاب. واختلف معه في الرأى، أسامة عقيل، أستاذ النقل بجامعة عين شمس، مؤكدا أن الحادثة دليل على عدم اهتمام الدولة بحوادث المرور والطرق وكذلك قواعد الأمان، موضحا أنه مع استمرار هذا الإهمال ستتزايد بشاعة. فيما رأى عبد الله العريان، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، أن حركة أتوبيسات المدراس في أساسها لها قواعد محددة للتحرك وكذلك العربات التى تحمل مواد مشتعلة، مشيرا إلى أن هذه العربات لا تسير إلا وسط حراسة. وأوضح العريان أن أتوبيسات المدارس ممنوع أن تسير في الطرق السريعة، لافتا إلى أن منظومة الطرق تحتاج إلى ضبط لحل مثل تلك الأزمات.