لم أسترح لما عالجت به جامعة الأزهر موضوع سفر العالم الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة المتفرغ بجامعة الأزهر إلي إيران وتلبيته دعوة لزيارة إيران، وتحديداً زيارته لمنطقة الحوزة الشيعية هناك!، فقد أوقفت الجامعة د. كريمة عن العمل لمدة ثلاثة أشهر!، بعد أن تم التحقيق معه بمعرفة لجنة قانونية، والتحدث هناك باسم جامعة الأزهر، بدون الحصول علي إذن مسبق أو تفويض رسمي من الجامعة!، ومن غير اتباع الاجراءات المتعارف عليها لتمثيل المؤسسات الدينية!، وما صرح به الدكتور عبدالحي عزب رئيس جامعة الأزهر بأن القرار بشأن د. أحمد كريمة يأتي حرصاً علي صورة الأزهر، وضرورة الالتزام بالاجراءات المتبعة في هذا الصدد، وشدد رئيس الجامعة علي ضرورة عدم ذهاب أي استاذ بجامعة الأزهر إلي دولة بالعالم، والتحدث باسمها إلا بعد الحصول علي إذن مسبق مها، ولفت رئيس الجامعة إلي أن الأزهر مؤسسة متكاملة تتم إدارتها وفقاً للقانون، كما أوضح رئيس الجامعة أن الجامعة مستمرة في إجراءات التأديب ضد كل من يخطئ في حقها سواء كان من الأساتذة أو الطلاب. وكان من الأيسر علي جامعة الأزهر أن تتحري وتعرف ماذا قال وصرح به الدكتور أحمد كريمة في الحوزة الشيعية الإيرانية، وقد ذكر الدكتور كريمة أمام اللجنة القانونية أنه قد ذهب ملبياً الدعوة عن اقتناع بما فعل، وأن ما قام به هو دور وطني ديني لخدمة أربعة ملايين مسلم سني مهمشين في مجتمع شيعي، وأظن أن الدكتور كريمة قد ذهب بهذا الاقتناع، وأن الدعوة الايرانية قد جاءته وهو المعروف بأستاذيته في الشريعة السنية التي يدرسها في جامعة الأزهر، ومازال يدرسها في تفرغه الحالي، وأكد الشيخ لكل ذلك أنه ليس نادماً وفعل ذلك لرفعة شأن المذهب السني، ومع ذلك فإن سفره قد سبقه اتخاذه الاجراءات اللازمة وأهمها أنه قد تقدم بطلب رسمي إلي جامعة الأزهر قبل موعد الزيارة بأسبوع، ولم تصدر من الجامعة أية ممانعة!، كما أنه قد سافر وهو في اجازة رسمية من الدراسة، ثم أوضح أنه لا يوجد أي من المسئوليات التي تركها، خاصة أنه استاذ متفرغ مما لا يلزمه بشروط العمل التي لا تنطبق عليه!. وهكذا قدم الشيخ ما رأي أنه «طلب واستئذان - في السفر إلي إيران»، ولم تصدر ممانعة من الجامعة فكان أن سافر الرجل، وهو الاستاذ غير المتفرغ، أي أنه ليس من الأساتذة «الموظفين» التابعين لجامعة الأزهر بحكم الارتباط الوظيفي!، لكن اهتمام الشيخ بالدفاع عن نفسه أمام اللجنة القانونية اهتم بالجانب الاجرائى فقدم طلباً رسمياً للجامعة للسفر، وقد اعتبر أن عدم ممانعة الجامعة أو اهتمامها بالرد عليه لا يعني أي اعتراض، فسافر الشيخ خاصة أنه في اجازة رسمية، ولكنني كما لم استرح لاجراءات الجامعة إزاء الموضوع، كذلك لم استرح لتركيز الشيخ كريمة علي تأكيد حرصه علي اتباع الاجراءات!، فقد أعلن أنه ليس نادماً علي ما فعل! وأنه قد سافر ليقدم خدمة لدينه ووطنه! ولم يكن له بعد ذلك إلا أن ينطلق إلي مناقشة «حرية العالم» في أن يجوب بعلمه أنحاء في العالم تقدره فتدعوه لزيارتها والمحاضرة فيها، وأن هذا لا يستحق أن تبادر جامعة الازهر إلي تأديبه بالايقاف لمدة ثلاثة أشهر!، بل ربما كان الأوجب أن تتعرف علي كيفية أدائه للمهمة التي اقتنع بها فذهب لأدائها!، كما أن حرية العلماء خاصة الذين يؤدون رسالتهم باقتدار أن يذهبوا لادائها متي دعوا إلي ذلك، لا أن يعاقبوا علي ذلك بالمثول أمام لجان قانونية وتلقي عقوبات، فالخاسر من إيقاف أستاذ مثل الشيخ كريمة هم طلابه الذين يتلقون العلم علي يديه، وفي مصر تشدد الدولة علي أن يكون الأئمة في مساجدنا من علماء الأزهر وخريجيه، ونحن لدينا القليل من العلماء الكبار وأحمد كريمة من بينهم ولست أري في زيارته لإيران ما يلحق به إساءة فهم مقاصده من الزيارة، غير ما عرضه علي لجنة التحقيق، وكان يمكن سماع ما لديه دون لجان تحقيق أو عقوبات.