لا يستطيع أحد أن يلوم المغرب على تقديمها طلب تأجيل كأس الأمم الافريقية لكرة القدم المقرر له يناير 2015، بل يجب الاشادة بموقفها الواضح والحاسم والصريح وطلبها للتأجيل خوفاً من مرض الايبولا القاتل المنتظر في غرب افريقيا. ولا يجب علي الاطلاق أن تضع مصر نفسها في جملة مفيدة بشأن عملية التنظيم كبديل للمغرب في حالة رفض الاتحاد الافريقي التأجيل. وحسنا فعل اتحاد الكرة بالتصريح بأن مصر لم تتقدم بطلب الاستضافة رغم ما تردد بأن هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والافريقي أشار الى أن مصر جاهزة التنظيم بدلاً من المغرب. ورغم اهمية عملية التنظيم والصراع الذي دار بين عدة دول حتى استقرت الأمور عند المغرب، الا أن انتشار وباء ايبولا قلب الموازين رأسا على عقب وأصبحت جميع الدول تهرب من عملية التنظيم. وأستغرب محاولات البعض إقناع المسئولين عن الحكومة والرياضة بأهمية التنظيم وأنه يمكن أن يلعب دوراً ايجابياً في تحسين صورة الأوضاع في مصر، والتأكيد على قدرتنا على استضافة البطولات القارية وعدد كبير من المنتخبات والمشاركين وهو أمر يحمل في طياته مجازفة نظراً لأننا نحارب الارهاب ونحتاج لبعض الوقت للقضاء عليه. ولا يمكن أيضاً أن نتجاهل خطورة مرض ايبولا الذي أودى بحياة ما يقرب من 5 آلاف شخص وأصاب ضعف هذا الرقم حتى الآن، والعالم كله يحذر منه ويبذل جهوداً مضنية لمحاصرته، والمفروض أن مصر تحذو حذو هذه الدول حفاظاً على صحة وحياة الشعب الذي يعاني من ضغوط كثيرة ولا ينقصه وباء الايبولا، حتى وزارة الصحة أعلنت رفضها تنظيم مصر للبطولة. والمؤكد أن التصفيات الشرسة التي تشهدها المجموعات السبع للتأهل لنهائيات الأمم الافريقية ستصطدم بالتأجيل الذي سيضطر اليه الاتحاد الافريقي رغم اصرار رئيسه عيسى حياتو على عدم التأجيل ومخاطبته أكثر من دولة للتنظيم في حالة اصرار المغرب على طلب التأهيل وأعلنت كل من السودان والجزائر رفضها الاستضافة. ولن يضر «الكاف» شيئا اذا اصدر قرار بالتأجيل بدلاً من المجازفة واقامتها في موعدها، وينتظر حتي تتضح الصورة وينحصر الوباء وتعلن منظمة الصحة العالمية كلمتها لأن القارة الافريقية لا تعيش بمعزل عن العالم، وحتى المحترفون الأفارقة في أوروبا يخضعون لعدد من الاختبارات الطبية عند عودتهم لأنديتهم خوفاً من الايبولا. كأس «الايبولا» سيكون وبالاً على القارة الافريقية اذا اقيمت النهائيات وزاد انتشار المرض، وعلينا في مصر الا ننخدع ببريق التنظيم ودعوات بعض المنتفعين وقصيري النظر الذين لا يهمهم الا أنفسهم وأرصدتهم في البنوك!