بمناسبة قرب موعد الانتخابات البرلمانية، ونظرا لأن الجماعات والافراد المتشددين دينيا مازال لهم تواجد في الشارع المصري، وخاصة في الأحياء الشعبية والمناطق الريفية والبادية. وبالتالي، فلابد من ضرورة اتحاد الأحزاب والأفراد المدنيين في جبهة واحدة تواجه أصحاب الفكر المتشدد دينياً والمتعاطفين معهم، عملا بالمثل الشعبي القائل (أنا واخويا علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب). لا شك أن من أكبر الأخطاء التي وقع فيها الزعيم الراحل أنور السادات، أنه سمح بعودة إخوان الشياطين الي الساحة السياسية المصرية، بعد أن عصف بهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. السادات، رحمة الله عليه كان يظن أن إخوان الشياطين سيكونون ظهيرا له في حربه مع اسرائيل، وانهم سوف يقفون بجانبه لإبعاد الشيوعيين والتواجد الروسي الكبير، الذي أحضره جمال عبد الناصر، ولكن حدث عكس ذلك تماما، فكما هو معلوم لنا جميعا فقد خان إخوان الشياطين السادات وقتلوه في أعياد أكتوبر سنة 1981. وفي تقديري أن سماح الرئيس السادات بعودة إخوان الشياطين لم يكن هو الخطأ الوحيد، لكنه ارتكب خطأ آخر يتمثل في انه ترك الساحة السياسية لهؤلاء الشياطين دون منافس لهم في الشارع المصري، وهو ما ترتب عليه انهم قد تمكنوا من الانتشار بكل سهولة ويسر في المناطق الشعبية والريفية والجامعات والقري والنجوع عن طريق استغلال البسطاء من شعب مصر. أنور السادات رحمة الله عليه كان يأمل في وقوف إخوان الشياطين الي جانبه، لكنهم بدلا من مساندته تآمروا عليه وقتلوه. نفس الخطأ الذي وقع فيه الرئيس الراحل انور السادات وقع فيه ايضا الرئيس السابق حسني مبارك، فقد ترك الساحة السياسية خاليه لإخوان الشياطين دون ان يترك للأحزاب المدنية أي مساحة للتواجد السياسي الحقيقي في الشارع المصري، باستثناء ما أسماه بالحزب الوطني الذي كان هو في الحقيقة حزب حكومي لا تأثير له علي الشارع السياسي وبالتالي كانت كل مؤسسات الدولة تقف الي جانبه لكي يظل قائما. ونتيجة للخطأ الذي وقع فيه الرئيس السابق حسني مبارك، ظل اخوان الشياطين طوال فترة حكمه متربعين علي عرش الساحة السياسية في مصر .وفي ظل هذا الوضع الخاطئ انسلخ البعض منهم وكونوا فيما بينهم كيانات مستقلة من أجل تحقيق أهدافهم الشريرة. وكما تآمر اخوان الشياطين علي الرئيس الراحل انور السادات تآمروا ايضا علي حسني مبارك بل والشعب المصري كله، من أجل الوثوب للحكم، منتهزين ثورة الشعب في 25 يناير 2011، وتحالفوا مع أمريكا وباقي الدول الغربية في تنفيذ مخططهم المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد، لكن الشعب المصري سرعان ما فطن لهذا المخطط الشيطاني فثار علي حكم الإخوان في ثورة 30 يونيه 2013. من هنا، فإني أري إن كنا حريصين علي ثورة 30 يونيه 2013، وآملين فعلا في تحقيق أهدافها من الخلاص من الجماعات الدينية المتشددة ومن هم من ورائهم، ونسعي حقا الي تحقيق النمو والرخاء المنشود لوطننا الحبيب مصر، فلابد للأحزاب القائمة حاليا وكذا الافراد المدنيين غير المنضمين إلي الأحزاب أن يكونوا جميعا جبهة واحدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، في مواجهة تلك الجماعات الدينية التي مازالت متربصة بالوطن، خاصة في المناطق الشعبية وكذا المناطق الفقيرة والريفية. التشرذم الحادث حاليا بين الأحزاب المدنية، وكذا الأفراد المستقلين، أو أعضاء الحزب الوطني السابق، هذا الوضع لن يفيد أحداً إلا الجماعات المتطرفة. وبالتالي فإن المصلحة الوطنية تقتضي منا الآن، ان نتحد جميعا للحيلولة دون وصول تلك التيارات المتشددة الي البرلمان القادم، خاصة وان البرلمان القادم وطبقا للدستور الجديد له اختصاصات كبيرة ومتشعبة. يجب ان ننسي جميعا كل الخلافات القائمة بسبب الفكر السياسي وان ينضم الجميع في جبهة وطنية واحدة تسعي الي تحقيق أهداف ثورة 30 يونيه.. عملا بالمثل الشعبي.. أنا وأخويا علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب. حفظ الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والكارهين .