مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 24 مايو في محافظات مصر    أسعار الدواجن واللحوم اليوم 24 مايو    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 24 مايو 2024    قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيتونيا وحي جبل الطويل بالضفة الغربية    سيد معوض: كولر ليس مطالب بتغيير لاعبين في التشكيل والترجي لايمتلك لاعب خطير    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    نجم الأهلي السابق: نتيجة صفر صفر خادعة.. والترجي فريق متمرس    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    بعد انكسار الموجة الحارة.. تعرف على حالة الطقس اليوم    نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 برقم الجلوس الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني محافظة جنوب الوادي    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مصرع شخص فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالفيوم    هشام ماجد: أرفض المقارنة بين مسلسلي «أشغال شقة» و«اللعبة»    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    الشرطة: نحو 50 محتجا يواصلون الاختباء بجامعة ألمانية    ألمانيا تعلن اعتقالها نتنياهو في هذه الحالة    أستاذ اقتصاد: التعويم قضى على الطبقة المتوسطة واتمنى ان لا أراه مرة أخرى    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    عائشة بن أحمد تكشف سر العزوبية: أنا ست جبانة بهرب من الحب.. خايفة اتوجع    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    وفاة إيراني بعد سماعه نبأ تحطم مروحية رئيسي، والسر حب آل هاشم    بايدن: لن نرسل قوات أمريكية إلى هايتى    السفير رياض منصور: الموقف المصري مشرف وشجاع.. ويقف مع فلسطين ظالمة ومظلومة    بوتين يصل إلى بيلاروس في زيارة رسمية تستغرق يومين    إصابة 5 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة بسور محطة مترو فيصل    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    مرفق الكهرباء يوجه نصائح عند شراء 3 أجهزة لترشيد الاستهلاك    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    تشييع جثمان شقيق مدحت صالح من مسجد الحصرى بعد صلاة الجمعة    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    كسر محبس مياه فى منطقة كعابيش بفيصل وانقطاع الخدمة عن بعض المناطق    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    الصحة العالمية تحذر من حيل شركات التبغ لاستهداف الشباب.. ما القصة؟    بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 مايو 2024    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    "قمة اليد والدوري المصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    في إطار تنامي التعاون.. «جاد»: زيادة عدد المنح الروسية لمصر إلى 310    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عفت السادات يكشف ل »الأخبار«.. حقيقة علاقته بتجارة السلاح والأراضي والقمح الفاسد
سأترشح لانتخابات الرئاسة


أخذت »كارت بلانش« من جيهان السادات
سعيت لصداقة جمال مبارك لگن الوقت لم يسعفه لمساعدتي في أعمالي
قرابة الأربع ساعات دار حوارنا مع رجل الأعمال الدكتور عفت عصمت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وصهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. تناول الحوار كل شيء وتطرق لمناطق محظورة.. لم يتحفظ علي أي سؤال وجاءت إجاباته تعكس تناقضات الإنسان فهي أحيانا صادمة تكاد لا تصدق وتعبر عن عفوية شديدة. وأحيانا أخري برجماتية .. وفي بعضها الآخر سباحة خطرة في وقت صعب ضد تيار الثورة.
اعترف بسعيه لصداقة نجلي الرئيس السابق جمال وعلاء.. ورغم أنه يري في مبارك تجسيدا للفشل السياسي إلا أنه يرفض محاكمته ويعتبرها نوعا من العبث.. وفي الوقت نفسه يقترح طرح الرئيس السابق في "مزاد" مقابل "كام مليار".
كشف أسرار جلسات المصطبة التي جمعته بعمه الرئيس السادات في ميت أبو الكوم.. وفند حقيقة شراكته مع طارق منير ثابت ابن خال جمال وعلاء.. وأسر لنا بالدور الملعون الذي لعبه أحمد عز في الوقيعة بينه وبين شقيقه زين.. والأخطر من ذلك تحدث بصراحة عن علاقته بتجارة السلاح والأراضي وصفقة القمح الفاسد.. واختص عفت السادات "الأخبار" باستعداده لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أنت من عائلة سياسية .. عمك الرئيس الراحل أنور السادات.. وزوجتك شيرين مصطفي عبد الناصر ابنة شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. كيف تري مستقبلك السياسي ؟
- لا أخفي عليكما الشارع السياسي الآن للأسف الشديد فيه تيارات مختلفة ولم تكتمل الرؤية تجاهه بعد بشكل كامل ويشعر بذلك أي مواطن أو سياسي يراقب الأحداث.. والحقيقة أنني كنت أفكر في الابتعاد عن العمل العام لوجود لخبطة وعدم فهم الأمور بشكل كامل ووصم مصر كلها بالفساد.. وهذا أمر مرفوض وغير مقبول.. لغة الحوار أصبحت متدنية تجعلك تنحو للتقوقع فلا أحد يريد حوارا يقود للحقيقة.
معني هذا أن عائلة السادات ستترك الساحة السياسية خلال الفترة المقبلة؟
- أنا أتابع الأمور الأيام القادمة وعندي طموح سياسي وأري في نفسي الاستطاعة لخدمة البلد وشعب مصر وقد غرس فينا عمي الرئيس محمد أنور السادات حب البلد وأن نكون حريصين علي المشاركة.
الحلم الرئاسي
نتلمس في حديثك إصرارا علي المشاركة وليست أية مشاركة.. هل تفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية؟
- الأسرة ممثلة في أخي طلعت تباشر حاليا إجراءات تأسيس حزب تحت اسم حزب مصر القومي.. وستكون المرحلة الأولي لمشاركة هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية حيث أعتزم الترشيح لانتخابات مجلس الشعب في محافظة الإسكندرية .. بينما سأترك دائرة تلا لأخي الأكبر طلعت وبعد ذلك ستكون الرؤية اتضحت بشكل أكبر للنظر في الخطوة التالية فكل ما يحدث الآن مجرد قراءات.
ولماذا لا تقولها صراحة لسان حالك ينطق بأنك تعتزم الترشح لرئاسة الجمهورية؟
- ترشحي لرئاسة الجمهورية أمر وارد فأنا أنتوي الترشح للرئاسة.
ألا تري أن ابن عمك جمال السادات نجل الزعيم الراحل هو أولي أفراد العائلة بهذه الخطوة؟
- جمال ابن عمي يكبرني سنا وهو رمز الأسرة بالقطع لكنه بعيد عن السياسة ولم يشارك من قبل في العمل السياسي التزاما بوصية والده الرئيس السادات بعدم الخوض في العمل السياسي.
لكن أليس هناك احتمال أن يكون للسيدة جيهان السادات رأي آخر؟
- السيدة جيهان كبيرة العائلة ورمزها وهي دائما ما تقدم النصح والمشورة للأسرة فكلنا يهمنا الحفاظ علي الرصيد الكبير للرئيس السادات والسيدة جيهان دائما ما تذكرنا بهذه المسئولية ولا بد لنا إذا شاركنا في العمل السياسي أن تكون مشاركتنا بناءة وفيها ما يفيد الشعب وأبناء الوطن وقد أعطتني بالفعل كارت بلانش إذا ما رشحت نفسي للرئاسة.
ما موقفك من اتهام رقية السادات للرئيس السابق مبارك بالضلوع في حادث المنصة الذي اغتيل فيه الرئيس السادات؟
- معظم أفراد الأسرة السيدة جيهان وجمال وأعمامي وأنا وأشقائي لا نري أن هذا الكلام قريب من الحقيقة ولسنا متقبلين لذلك.
هل موقفك تجاه هذه القضية ينبع من اقتناع حقيقي بعدم وجود دور للرئيس السابق أم تأثرا بعلاقة الصداقة التي تربطك بجمال وعلاء مبارك؟
- هذا ينبع من اقتناع حقيقي وأنا سعيد بوصفكم علاقتي بجمال وعلاء مبارك بالصداقة فهما كذلك ولا أنفي علاقتي بهما.
الإخوان قادمون
نعود إلي الانتخابات البرلمانية المقبلة.. هل توافقون علي أن حزب العدالة والحرية الممثل للإخوان سيكون الحصان الأسود للسباق؟
- التيار الديني له وجود لكن ليس كما يدعي البعض بأنه الأكثر تنظيما .. أن حصة التيار الإسلامي "الإخوان وغيرهم" لن تزيد عما يتراوح بين 20 إلي 30 ٪ من المقاعد.. لكن الإخوان كانوا من الذكاء لاستغلال الإعلام لتعظيم صورتهم وخلق رأي عام قوي في صالحهم.. وأتصور أن شعب مصر ينحو للوسطية والمواطن بحسه الفطري سيشارك في الانتخابات القادمة لنستطيع تحقيق المعادلة الحقيقية للتمثيل الفعلي لهذا الشعب.
علي أي أساس بنيت حسبتك حول الحصة المتوقعة للتيار الديني؟
- أحب أن أقول أن الحزب الوطني ضرب في مقتل حيث كانت له أخطاء وكان يجب أن يكون هناك موقف من قياداته لكني أختلف مع إقصائه من الساحة.. أما عن السؤال فالتجارب السابقة تشير إلي أن العوائل لاتزال هي المتحكم في الانتخابات خاصة في الصعيد والدلتا وهذا الوضع لا يزال قائما في ظل وجود نصف المقاعد بالقوائم الفردية وهذا يجعلني أقول بكل ارتياح أن الحكومة القادمة ستكون ائتلافية بالتأكيد.
وماذا تتوقع لحزبكم "مصر القومي" من حظوظ؟
- أتوقع أن يحصل الحزب علي ما يتراوح بين 75 إلي 100 مقعد وهي تعادل نحو 20 5 من إجمالي المقاعد حيث سنتقدم بمرشحين في 60 أو 70 ٪ من الدوائر.
براءة واحتقان
الاحتقان الذي يشهده الشارع عقب أحكام البراءة لوزراء ومسئولين في النظام السابق كانوا متهمين بالفساد.. كيف تفسرونه ؟
- الحقيقة أنني لا أري مبررا واقعيا لهذا الاحتقان فكل ما يثار من كلام عن اتهامات بشكل عام في هذه الأيام مبالغ فيه جدا .. كل الاتهامات مبالغ فيها بل وخرافية واستخفاف بعقل المواطن العادي.. وكل هذا غير صحيح فالصورة التي توصف بها الأمور خاطئة.
لكن معظم هذه الاتهامات جاءت بناء علي بلاغات رسمية تلقاها النائب العام ؟
- في ظل ظروف الرأي العام الضاغط والعصبية السياسية في الشارع لا تتصورون أن جهاز النائب العام أو غيره يعمل في ظروف طبيعية.. وإذا أردت محاكمة إنسان يجب أن تراعي في المحاكمات أمور كثيرة فقضاء مصر شامخ ومحترم.. والمفروض من الإعلام أن يعرض الأمور بتجرد وقرب من الحقيقة لمساعدة رجال القضاء علي إظهار الحقيقة ومعاقبة المخطئين.. لكن المؤكد أن هناك مبالغات فهل يعقل أحد الحديث عن 70 مليار دولار ثروة لمبارك في الخارج.. نعم هناك استفادة ومجاملات لكن ليس بهذه الأرقام المبالغ فيها فحتي الآن لم تثبت أية جهة وجود أموال لمبارك في الخارج.
حديثك يقول تلميحا لا تصريحا بأن لديك تحفظات علي الثورة؟
- هذا ليس صحيحا فأولادنا شاركوا مع شباب مصر الجميل في الثورة في أيامها الأولي.. فقد كنا نعرف كل ما يجري في ميدان التحرير من شهد ابنتي وسامح ابن أخي أنور وكريم ابن أخي طلعت.. لكن الآن انظر جيدا من هم الذين يتواجدون في ميدان التحرير.. يقينا لن تجد الشباب الذين صنعوا الثورة.
عشوائيات التحرير
هل تقصد أن الثورة اختطفت؟
- المشكلة أن جانبا ليس صغيرا من الموجودين في ميدان التحرير أو أية تجمعات أخري الآن هم من المطحونين الذين لا يوجد عندهم ما يخسرونه.. أصبحت الحكاية طلبات خبز وفئوية والخوف كل الخوف من أن معظم المتواجدين في ميدان التحرير حاليا نتاج العشوائيات.
مع التسليم بأن ذلك هي الحقيقة.. ألا تري أن من حق هؤلاء التعبير عن آرائهم؟
- لقد عاشت مجموعة كبيرة من الشعب تحت خط الفقر خلال السنوات الماضية ومن حقهم التنفيس والتعبير عن آرائهم ونحن نحترم حرية التعبير لكنهم غير مدركين لحجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد المصري نتيجة الأسلوب الخاطئ في التعبير.. وهذا يسيء لمصر ولثورة مصر ويؤخر خطط التنمية ويؤخر الكثير والكثير من طموحات شعب مصر.
تتهم نتاج العشوائيات باختطاف الثورة .. ألا يساورك الشك بإمكانية أن يكون هؤلاء مدفوعين من فلول النظام؟
- فلول إيه وبتاع إيه.. نحن لم نجد النظام نفسه في يوم واحد.. قالوا له "بخ" فطار.. فأين هذا النظام الذي له فلول.. كلنا كنا تحت سقف مبارك بما فينا الإخوان المسلمين وغيرهم.. كانت الدنيا تدار بقبضة حديدية وكان لا بد من المواءمات.
تتحدث عن النظام السابق بنوع من الحسرة الدفينة.. ماذا نفهم من ذلك ؟
- نحن من أكبر الأسر التي تعرضت لضغوط وبطش من النظام السابق.. لقد كشف أخي أنور وأخي طلعت استغلال النفوذ وصفقات الغاز ودور حسين سالم ودور أحمد عز في احتكار الحديد وثروة رجال مبارك وسجن أخي طلعت في السجن الحربي نتيجة ذلك.
كنا مضطهدين حتي في مجال الأعمال.. استثماراتنا كانت تأتي عند سقف محدد ويتم المنع والرفض.. باختصار تعرضنا سياسيا واقتصاديا لضغوط كبيرة.
كرجل أعمال وحامل للدكتواره في إدارة الأعمال .. ما المطلوب لتجاوز المرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد؟
- المطلوب وضع إجراءات واضحة ومحددة لتخصيص أراضي الاستثمار.. إجراءات تضمن للمستثمر أنه لن يحاكم بخصوص هذه الأرض.. لا بد من مصالحة بين الشعب كله فلن نستفيد شيئا من الصراعات والحديث في الماضي.. علينا التحرك علي عدة محاور أولها الاستقرار الأمني وأقترح مشاركة الشرطة العسكرية مع الشرطة المدنية في إعادة الأمن والاستقرار للشارع لا أن يكون هذا التعاون في المناسبات فقط لأن ترك الشرطة المدنية وحدها بهذا الوضع فيه شيء من الضعف.. ولا بد أيضا من أن يدرك المواطن حقيقة الوضع الاقتصادي الذي نحن فيه ومدي صعوبة أوضاعنا الاقتصادية فهناك عجز كبير في الموازنة وتراجع كبير في الإنتاج والتصدير.. ويضاف إلي ذلك تطبيق خطة التقشف علي الجميع وأولهم المسئولون الكبار
وماذا عن الصورة الذهنية الحالية لدي المواطن عن رجال الأعمال؟
- لا بد للمواطن أن يدرك أنه هو الذي سيدفع فاتورة توقف المصانع والشركات وإغلاقها في وقت نحتاج فيه لفرص عمل.. المفروض أن نحافظ علي الموجود.. علينا أن ندرك أن رجل الأعمال سيعود سيعود بشكل أو بآخر بالفائدة علي مجموع كبير من الشعب.. وأن ندرك عدم صحة ما يقال عن أن رجل الأعمال يأخذ ولا يعطي فهو يضيف قيمة للإنتاج القومي ويوجد فرص عمل للشباب.
لكن حكومة الدكتور عصام شرف تبذل جهودا لتصحيح كل هذه الأوضاع رغم أنها تعمل في ظروف صعبة.. ما رأيكم؟
- الوزارة محتاجة راجل.. لست مقتنعا بأسلوب الدكتور عصام شرف.. نعم هو شخصية محترمة لكن الطبطبة والأسلوب الناعم ليس هو الأسلوب الذي تدار به البلاد.. واختيار الوزراء والقيادات بعد تدقيق وبناء علي كفاءة عالية تحقق الطموحات بشكل قوي وسريع.
نفهم من كلامك أنك ضد محاكمة رموز النظام السابق عن قضايا الفساد؟
- أري أن نتبع مبدأ عفا الله عما سلف بالنسبة للمجموع وليس النخبة التي تحاكم عن استغلال للنفوذ أو قرارات معينة.. لكن هناك أناسا كثيرين استفادوا من النظام فهل ينفع محاكمة الناس جميعا .. هذا سيقود لانهيار ثم انهيار في مسلسل مستمر.. ولنا المثل في التغيرات التي شهدتها دول الكتلة الشرقية والتي لم تمس رجال الأعمال بل شملتهم برعاية أكبر.. أما ما حدث عندنا فرجال الأعمال هجوا فمنهم من ركب حمار أو حصان أو طيارة وفك للخارج.
وما رأيك فيما يثار حول محاكمة الرئيس السابق؟
- الناس الآن مهمومة بمحاكمة الرئيس السابق ألا يكفي ما هو فيه وألا يغفر له تاريخه العسكري.. نعم لقد فشل مبارك سياسيا لكن ما يحدث عبث أدبي وسياسي.. فكل ما يقال عن أموال في الخارج لم يثبت بعد.. فبدلا من الانشغال بمحاكمته علينا الاستفادة منه.. الواضح أن روح الانتقام والتشفي هي السائدة في الإعلام وبين الناس.
قلت بإمكانية الاستفادة من الرئيس السابق.. كيف؟
- علينا أن نلعبها لمصلحتنا فهناك دول يهمها أو ترغب في عدم محاكمته.. فلماذا لا نعرضه في المزاد لمن يريد أن يأخذه ونستفيد بكام مليار.
فكرة المزاد هذه صادمة ولا تعليق لنا عليها لكن لننتقل لمحطة أخري ..دليلنا احتار معك أنت وأشقاؤك.. أحيانا تبدون بنيانا متماسكا وأحيانا أخري مثل الأخوة الأعداء.. ما الحقيقة وهل يصح أن نطلق عليكم الأخوة الأعدقاء؟
- نحن نعيش بشجرة الخير المضللة علي الأسرة.. شجرة زرعها الرئيس السادات من الحب والعطاء للوطن جعلت عندنا إحساسا بالواجب تجاه بلدنا مصر نقدم كل العون وكل الفكر وكل ما نملك لنهضة شعب مصر ورقيه.
علي طريقة ليلي مراد.. كلام جميل.. لكنك وأخيك زين تراشقتما ورشح نفسه ضدك في الانتخابات الأخيرة في موقعة سميت بصراع الأشقاء؟
- نحن مرتبطين ريفيا لدينا العزبة والبيت وأخذت البلهارسيا من ترعة القرية.. هذا ليس جديدا علينا والدي عصمت السادات كان مرتبطا بالريف مثل أخيه الرئيس أنور السادات.. نحن في النهاية أسرة بسيطة.
ذقن أحمد عز
نريد القول الفصل في حقيقة خلافك مع أخيك الأصغر زين في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة؟
- في هذه الانتخابات أخذ النظام موقفا محددا تجاه الأسرة.. تم إبلاغنا أن وجود طلعت وأنور في البرلمان غير مرغوب فيه بدعوي أن البرلمان في المرحلة المقبلة لا يجب أن تكون فيه معارضة ثقيلة.
هل كان ذلك من قبيل الاستنتاج أم رسالة صريحة واضحة؟
- ليس استنتاجا بل رسالة واضحة من مؤسسة الرسالة أبلغت للسيدة جيهان وجمال السادات وأبلغت لنا أيضا.
وماذا كان رد فعل الأسرة تجاه ذلك.. التسليم بالأمر الواقع أم تغيير الأشخاص؟
- اجتمعت الأسرة وتم الاتفاق علي ترشيحي من قبل الحزب الوطني في دائرة تلا بدلا من أخي طلعت ليظل الدور السياسي للأسرة.. وأبدي جانب من الأسرة تخوفه من أن تكون وراء ذلك لعبة لإخراج الأسرة من العمل السياسي.
لكن ماذا أدخل زين في اللعبة؟
- لم يتوافق اختيار الأسرة لترشيحي مع هوي أحمد عز فقد كان لا يريد شخصية قوية ومؤثرة فاتصل بأخي زين وقال له حرفيا: ترشيح عفت جاء من تحت ذقني وأنا رافض هذا الكلام.. وعليك ترشيح نفسك وأنا سأتصرف.. نقل زين ما حدث بينه وبين أحمد عز للأسرة وظهر التخوف من أن تكون هناك لعبة لضربنا ببعض وتشويه الصورة .. وبالتالي يذهب الكرسي.. وبناء علي ذلك تمت الموافقة المبدئية من الأسرة علي ترشيحي مع وجود زين مستقلا تحسبا لتخلي الحزب الوطني عن ترشيحي.
جمال صديقي
لكن ما حدث فعليا أن رشحك الحزب رغم عدم رضاء أحمد عز.. إذن من ساندك؟
- الذي ساندني هو جمال مبارك والرئيس شخصيا.
ألم يساندك جمال مبارك في البيزنس عبر شراكتك مع ابن خاله طارق منير ثابت؟
الحقيقة أن الوقت لم يسعفني لأترجم صداقتي مع جمال مبارك إلي دعم في مجال الأعمال لأنني رغم معرفتي به منذ سنوات طويلة لم تتوطد صداقتي به سوي قبل شهرين من انتخابات مجلس الشعب 2010.
تحدثت عن اضطهاد سياسي واقتصادي للأسرة من قبل النظام السابق.. هل كان عمليا أن تسعي بعد ذلك لصداقة جمال مبارك؟
- نعم كانت محاولة لتقليل الضغوط السياسية علينا بهدف أن أستطيع أخذ الفرصة لتمثيل جيل الشباب المعتدل في الأسرة الذي يستطيع أن يتوازن سياسيا.
وهل كان طارق منير ثابت ابن خال جمال مبارك وسيط الصداقة بينكما خاصة وأنه تردد أنك وطارق شركاء في عمولات عن صفقات سلاح من كوريا الجنوبية؟
- طارق منير ثابت صديق شخصي وعائلي فقط لكن الكلام عن شراكات معه ومعنا جمال مبارك في عمولات سلاح وغيره عار تماما من الصحة.. لكني لا أنكر أنني وطارق نلتقي بحكم عضويتنا في أكثر من جمعية ومنظمة لرجال الأعمال وطبيعي أن نكون أنا وطارق في لقاءات دائمة.
تردد أيضا أنك تشارك مستثمرا يهوديا في إحدي شركات مجموعتك.. ما الحقيقة؟
- قبل أن أجيب علي هذا السؤال لدي ما أقوله عما يتردد عن شراكات اقتصادية لجمال مبارك فقد كان مشغولا عن أعمال البزنس وكان مهموما بالملف الاقتصادي والسياسي في مصر لكنه كان يتعامل مع شركات مالية لإدارة محفظته المالية لكنه لم يباشر البيزنس.
لماذا لا تكون واضحا وتقول إن جمال مبارك كان مهموما بحلم التوريث؟
- يعني .. آه
نري إجابتك مترددة .. فهل كنت من مؤيدي التوريث؟
- كنت أتمني الحكم علي الشخص بشكل مجرد بعيدا عن كونه ابن الرئيس أم لا فمسألة تقلد منصب يرجع للشخصية والكفاءة والناحية العلمية والحياتية .. أن يكون شخصا تتوفر فيه المواصفات والكاريزما لتقديم فكر ورؤية.. مشكلة جمال مبارك هي ارتباطه بالرئيس فبقدر ما أعطاه ذلك فرصة ذهبية ونقاط ضعف المتمثلة في استغلاله لمنصب والده.. وفي اعتقادي أنه لا يوجد أحد بحث حالة جمال مبارك بتجرد بل اعتبره الجميع أو الغالبية جزءا لايتجزأ من والده.. كل من حول الرئيس السابق كان يعمل في اتجاه التوريث رغم أن مبارك لم يبارك عملية التوريث.
إذن أنت من مؤيدي توريث جمال مبارك؟
- أنا مع مصلحة مصر لكن ماذا يمنع وإذا كان هناك أفضل منه فليتقدم للترشيح.
ولماذا انصب تركيزك علي مد جسور الصداقة مع جمال مبارك دون علاْء؟
- علاقتي بجمال وعلاء واحدة بل علاء أكثر زوجته ترتبط بعلاقة طيبة مع زوجتي.
عذرا.. نراك متحيزا للنظام السابق وبالأخص علاقتك بجمال مبارك؟
- في اعتقادي أن مصر لم تشهد تحولا أو تغيرا اقتصاديا حقيقيا إلا في الفترة من 2004 حتي سقوط النظام السابق.. وما حدث من إجراءات وقرارات لتعظيم الجذب الاستثماري لمصر بشكل لم يحدث من قبل.. معدلات النمو كانت حقيقية وكانت الخطة الاقتصادية أفضل من فترات سابقة.
لكن المواطن لم يشعر بثمار ذلك وازداد الفقراء فقرا؟
- لا ننسي أن هذه الفترة شهدت أزمتين.. الأزمة المالية العالمية وأزمة الغذاء والتي قللتا بالطبع من سرعة تحقيق الثمار للمواطن العادي.. لكن صورة مصر الاقتصادية تحولت في هذه الفترة إلي الأفضل.
إذن ماذا تأخذ علي النظام السابق؟
- نظام مبارك أضاع فرصة ذهبية لأن تكون مصر ماردا اقتصاديا لأن الرئيس السادات وضع الأسس للتطور والنهضة الاقتصادية في كل الاتجاهات والمجالات حيث بدأ الاستصلاح الزراعي والمدن الجديدة والأنفاق والسكك الحديدية وغيرها من المرافق.. باختصار السادات عمل القضبان ووضع عليها القطار لكن السائق - نظام مبارك - تعطل وأوقف القطار كثيرا نتيجة التأخر في تنفيذ الفكر الانفتاحي الذي كان يسعي إليه الرئيس السادات لتحقيق التنمية للوطن.
ذهبنا بعيدا عن حكاية شريكك اليهودي كوريك؟
- أتحدي من يثبت هذا فأوراق الشركات موجودة لدي جهات رسمية.. لكني أتعامل مع أجانب من أمريكا وبريطانيا والصين وقد يكون بينهم يهود.. لا أدري.
ورقة بالملايين
وما قولك في حصولك علي تأشيرة من محمد إبراهيم سليمان لتخصيص 25 فدانا بالتجمع الخامس لصالح شركة وهمية ثم بيع ورقة التخصيص مقابل 56 مليون جنيه؟
- نحن نخطط لمشروعات ونتقدم للجهات الرسمية من خلال شركات وليس هناك ما يمنع من بيعها.. والحقيقة أن الشركة - يساهم فيها مجموعة شركاء ليس بينهم شقيقي طلعت كما يتردد - حصلت علي هذه الأرض وفق مزاد وبأعلي سعر وليس بنظام التخصيص وبعد ذلك بيعت الشركة لمستثمرين آخرين .. فهل في هذا عيب أو مخالفة.. المشكلة هنا في النفوس المريضة كل واحد يريد أن يصفي حسابات بغض النظر عن الحقيقة.
وماذا عن اتهام إحدي شركاتك بالتخليص الجمركي علي صفقة القمح الفاسد المسرطن؟
- لا علاقة لي بصفقة القمح الفاسد ولم أعمل فيه من قبل فالقمح بالذات لا بد وأن يفرغ في صوامع وذلك من اختصاص الشركات المخصص لها أماكن تخزينية أو الصوامع المملوكة للدولة.. أستطيع التأكيد أنه لا علاقة لي بهذا الموضوع جملة وتفصيلا.. وهذا كله يأتي في إطار من يحاربون النجاح.
هناك حيرة وتساؤل عن مصدر أموال عفت السادات.. فهل لنا أن نعرف البداية؟
- بدات العمل الحر مع والدي منذ 1978 لكني عملت بمفردي مستقلا منذ 1983 بعد تخرجي في كلية التجارة جامعة عين شمس بعامين بتأسيس شركة للتجارة والملاحة في الإسكندرية برأسمال 150 ألف جنيه.. وبفضل الله وفقنا في عدد من العقود في مصر والخارج ثم تطور الأمر إلي شراكات في أكثر مشروع في المياه وتصنيع أسطوانات الغاز والعدادات والألومنيوم.. بجانب تعاملات في أسهم شركات للعقارات والسياحة.. والآن تقارب جملة استثماراتي مشروعاتي ال 500 مليون جنيه.
لكن والدك أحمد عصمت السادات وبالتالي أنت وأشقاؤك استفدتم من فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات؟
- أصدقكم القول أنه في أيام عمي الرئيس السادات كانت التوكيلات تعرض علينا بالجملة لكن عمي كان يتدخل ويمنعنا عنها حتي لا يقولون أن الشركات العالمية تجامل شقيقه.. الحقيقة أننا ظلمنا كثيرا أيام الرئيس السادات حيث منعنا من كل الأعمال رغم ما هو معروف أننا نعمل في العمل الحر منذ فترة طويلة.. عمي أنور رحمه الله لم ينصفه التاريخ بعد فقد قدم لمصر الكثير والكثير وكان ذا رؤية وفكر عبقري.. فهو الذي أوقف قطار الشيوعية في مصر عام 1971 قبل أن يوقفها جورباتشوف في الاتحاد السوفيتي.. باختصار كان السادات سياسيا من الطراز الأول.
جلباب ومصطبة
كنت في مقتبل الشباب عندما كان عمك رئيسا لمصر.. هل لك حكايات معه؟
- كنت أراه خلال زياراته الكثيرة لقريتنا ميت أبو الكوم.. كنا نجلس معه علي المصطبة - هي درج مرتفع قليلا عن الأرض يعد للجلوس عليه للسمر والسهر في الريف المصري - ان يجلس وسطنا بالجلباب في بساطة لا يتخيلها أحد يحتسي الشاي الأخضر وبجانبه الراديو.. وكان يتحدث معنا في كل شيء.
هل لك أن تحكي واحدة مما دار في هذه الجلسات؟
- سألته ذات مرة عندما نزل كتاب عن عبد الناصر عن سر دفاعه المستميت عن عبد الناصر.. كان عمي معتادا أن يمازحني بلفظة "0000" تعني أنني بطئ الفهم.. قال لي: عبد الناصر عندما تقلد الحكم كان عمره 31 أو 32 عاما والتجارب والأمور الحياتية لم تكن قد اكتملت لديه.. والظروف التي تحيط بالمسئول ليس كل الناس علي دراية بها لذا فإن التاريخ عادة يحكم بشكل غير منصف.. وتابع: أنا عاشرت عبد الناصر وأعرف جيدا أنه كان مهموما بمصر ويبذل أقصي جهده.. عبد الناصر يستحق كل التقدير وكل الحب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.