أجرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية حواراً مع نجم الراب التونسي حمادة بن عمر (21 عاماً)، المعروف بلقب " الجنرال"، والذي كان لأغنيته الشهيرة "رئيس البلاد"، التى غناها فى نوفمبر الماضي الفضل في تعبئة الشباب في تونس من أجل وضع حد لثلاثة وعشرين عاماً من حكم زين العابدين بن على. وفي شهر ديسمبر سجل أغنية أخرى "تونس بلادي"، التي جاءه بسببها 30 ضابط شرطة إلى منزله في الساعة الخامسة صباحاً. أكد نجم الراب التونسي فى حواره مع بوليسي أن الراب ليس هو التعبير الموسيقي الوحيد للثورة، وأضاف أن أهم موسيقى تصويرية للثورة تشمل بالتأكيد الشعر المصري في أغنية: "الانتفاضة المصرية"، التى كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم، وغناها الشيخ إمام؛ وأغنية "صوت الحرية" التي غناها أمير عيد وهاني عادل ومصطفى شريف، وقال إن "الراب العربي أصبح على الخريطة"؛ مشيراً إلى أنه بدأ موسيقى الراب عندما كان عمره 18 عاماً، وأن أغنيته الأولى كانت عن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقال موضحاً: "أردت أن أقول له أنه في حاجة لمكافحة الفساد ومحاربة كل اللصوص هنا في تونس. ولكن حينها أدركت أنه كان أكبر لص.. كان الفساد في كل مكان هنا. ولا يزال. إذا كان لديك المال، يمكنك أن تفعل أي شيء. تدفع ثمن كل ما تريد. مافيا عائلية تسيطر على كل شيء. كانت دكتاتورية خالصة. كنا ضيوفا في بلادنا. لم نكن الملاك. معاناة الناس جعلتنى اتحدث واخترت الراب للقيام بذلك". وأكد للمجلة أن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة له. وأضاف أنه منع من القيام بأي شيء: "لا اسطوانات، ولا شيء. لذلك أنا فقط وضعت الأغانى على فيسبوك. وكان الأمر في غاية البساطة". وأضاف عمر أنه بعد أن أشعل محمد البوعزيزي النار في نفسه، "شعرت بالغضب الشديد وكتبت أغنية جديدة هي "تونس بلادنا" في 22 ديسمبر. واضطررت إلى التحدث مباشرة وبوضوح عن كل شيء". وتابع: "بعد فترة وجيزة جاء الأمن إلى بيتي وكانت هذه نقطة تحول في حياتي ومسيرتي. في يوم واحد ، أصبحت مشهوراً جداً.. لكن الشهرة لم تغيرنى أنا مستعد للتضحية بحياتي من أجل معتقداتى ولا أرى إلا شىء واحد هو الحقيقة". لكنه استدرك أن الشهرة قد تكون مزعجة في بعض الأحيان. وأوضح عمر أن سبب إطلاق لقب الجنرال عليه هو أنه لقب قوي ومخيف ويذكرك بالمواجهة والحرب والمعاناة. وهذا الكلمة ترتبط أساساً بالسياسة، وأنه كان يرغب في الحديث عن القضايا السياسية. وعن وضع تونس الآن قال يمكن تفسير الثورة التونسية في جملة واحدة: "زين العابدين بن علي رحل. لكن هل هناك أي شخص آخر؟ هناك حكومة ظل. نحن لا نعرف من هؤلاء الناس الذين يديرون البلد الآن". وأضاف أنه ألف أغنية مؤخراً توضح حقيقة كل القادة والناس الذين سرقوا الثورة من الشباب، وأكد أنه ضد رئيس الوزراء التونسى الذى لديه تاريخ طويل من الصداقة مع بن علي. وأضاف أنه كبير جداً. كيف يمكن لرجل عمره 85 عاماً أن يقوم بتغييرات سياسية خلال ثورة قام بها الشباب؟ وأكد أن تونس لم تشهد أي تغيير، فجميع الشباب عاطلون عن العمل أما التغيير الوحيد الذي حدث الآن فهو فتح اليوتيوب وبعض المواقع الإباحية؛ مشيراً إلى أنه قلق للغاية بشأن مصير تونس وقال: "أريد أن يحدث التغيير في أقرب وقت ممكن". وقال: "نحن بحاجة إلى ثورة جديدة. سوف نقوم بالاحتجاج مرة أخرى، سوف ننزل إلى الشوارع إذا لم نر التغيير. ليس هناك زر سحري نضغط عليه لبدء ثورة جديدة، بل إنها قضية وطنية. وأضاف: "أنا أعرف أن دوري يقتصر على غناء الراب ولكن أنا على استعداد للذهاب إلى الشوارع وتنظيم احتجاجات. وجعل الناس يفهمون مدى خطورة الوضع فى تونس في الوقت الحالي. أنا بحاجة إلى دعم من العلماء والسياسيين والمربين. نحن بحاجة إلى دعم الجميع". وأشار إلى أنه على استعداد لتقديم حفلات لصالح أسر الضحايا أريد أن نجعلهم سعداء. هناك الكثير من الشهداء. وأضاف أن بن علي حاول أن "يقسم تونس إلى مناطق من خلال الرياضة، أو أي شىء آخر ولكن الآن نحن متحدون". وأكد رفضه للأحزاب التونسية وقال: "أين كانت هذه الأحزاب قبل 14 يناير؟ ماذا كانت تفعل؟ لقد جاءوا بعد الثورة. إنهم يسرقونها من أجل مصالحهم السياسية". وأشار إلى أنه ضد الناس الذين يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم السياسية؛ معتبراً أن السياسة بها الكثير من الألعاب القذرة. وقال إن الدين يجب أن يكون بعيداً عن هذه الألعاب. وأكد أنه لن يشارك في الانتخابات التى ستجرى في نوفمبر. وأضاف أنه لم يقتنع وقال: "لن أشارك لأنني أريد أن أنتقد كل أخطاء من في السلطة. ولكن إذا صوتت فلن أكون قادراً على ذلك".