أكدت دراسة ألمانية حديثة أن الضغوط العصبية الشديدة التي قد تتعرض لها الأم أثناء الحمل يمكن أن تصيب الجنين بتشوهات نفسية تستمر معه طوال عمره. وقد كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الباحثين يرون أن الأم التي تواجه أزمات غير ضرورية يمكن أن تترك بذلك وصمة في عقول أطفالها مما يجعلهم أضعف من حيث الصحة النفسية والقدرة على مواجهة الحياة. وقد طرحت الدراسة أسئلة على 25 من الأمهات سواء من عانين من ضغوط شديدة بسبب أزواجهن أو أصدقائهن أثناء الحمل ثم عملت الدراسة على قياس مستوى استقرارهن النفسي والوجداني. ثم بعد ذلك راقبوا سلوك جين معين في أطفالهن ممن تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 19 عاماً. واسم الجين هو مستقبِل جلوكوكورتيكويد المتعلق باستجابة المخ للضغط العصبي. وقد وجد هؤلاء الباحثون الألمان أن الجين كان أقل نشاطا في الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لانتهاكات وضغوط نفسية في المنزل أثناء حملهن. أما الانتهاكات أو الظلم بعد فترة الحمل فلم يكن لها أي تأثير. وقالت هيلين جونتر من جامعة كونستانز "إنه يغير الطريقة التي يستجيب بها الناس للضغط وربما يكون لديهم قدرة أقل على الاستجابة للضغط. والضغط هنا نقصد به الضغط العصبي الشديد وليس ضغوط الحياة اليومية العادية". وقد التقت نتائج هذا البحث مع دراسات سابقة أثبتت ميل الأطفال الذين تعرض آباؤهم للضغوط العصبية إلى الاكتئاب. وقالت د. كارمن باريانت من معهد الطب النفسي بكلية لندن الملكية: "يؤكد هذا البحث أن سنوات التكوين الأولى تبدأ خلال فترة الحمل. وقد علمنا لبعض الوقت أن الاكتئاب والضغوط التي تتعرض لها الأم أثناء فترة الحمل تستحث رداً متفرداً في أبنائها مما يؤثر على سلوكهم ويستمر معهم حتى سن المراهقة، وتحديداً قدرتهم على التكيف مع ضغوطات الحياة. كما تكشف هذه الدراسة أن الهرمون المستقبل لهرمونات الضغط وهو جلوكوكورتيكويد يكون عرضة لتغير بيولوجي هائل يساهم في التحكم في رد فعل الأبناء".