ونحن نحتفل بمرور 41 عامًا على انتصارات أكتوبر العظيمة، لا يجب أن نسمح بأى محاولة للسطو على هذا العمل الفريد، ولا يجب أن نغض الطرف عن محاولات حشر أشخاص بأعينِهِم ليكونوا فى صدارة مشهد انتصارات لم يشاركوا فيها، لتشملهم جملة فى تاريخ يحاولون تزويره.. ولو لم ننتصر فى حرب أكتوبر عام 1973، لتبرأ هؤلاء وتنصلوا منها.. ومعلوم أنَّ قرار الحرب أى حرب هو قرار سياسى فى المقام الأول والأخير. وشن الحرب، ووضع خططها واستراتيجياتها، هو تنفيذ عسكرى لقرار سياسى. ونحن لم نُخطىء ولم نتجاوز عندما نقول إنَّ الرئيس الشهيد محمد أنور السادات هو وحده صاحب قرار الحرب، وهو وجنوده هم أصحاب النصر.. ومَنْ يقرأ خطاب التكليف بالحرب الصادر من الرئيس السادات بوصفه رئيسًا للجمهورية وقائدًا أعلي للقوات المسلحة، إلي الفريق أول أحمد اسماعيل على وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، يجد أنه ينص فى فقرته الأخيرة على: (العمل علي تحرير الأرض المحتلة علي مراحل متتالية، حسب نمو وتطور إمكانات وقدرات القوات المسلحة، وتُنَفَّذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية «منفردة»، أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية). وبنظرة سريعة فى هذه الفقرة تحديدًا لابد أنْ نلحظ إصرارًا على الحرب سواء شاركت فيها القوات المسلحة السورية، أو لم تُشارِك.. ولابد أن نلحظ أيضًا أنَّ «السادات» كان قد عزم عزمًا أكيدًا على المبادأة لأول مرة بحرب مفاجئة يفرضها هو على اسرائيل.. والسادات عندما أصدر هذا القرار قد وضع رأسه على كفِّه، وتحمَّل وحده المسئولية؛ لذلك كان هو البطل الأكبر لحرب أكتوبر، ولو أنه خسر هذه الحرب لأعدمناه في ميدان عام، رمياً بالخيانة والعمالة، ورمياً بالرصاص والحجارة، لكن إيمانه بالله وثقته فى جيشه جنّبه شر ما كان يمكن أن ينتظره من عقاب. واليوم وبعد 41 عامًا، لا يجب أن نسمح لأحد أن ينسِب لأحد دورًا فى الإعجاز الذى لم يكن أحد في العالم يتوقعه، عندما عبر المصريون قناة السويس، وحطموا خط بارليف الحصين، وقضوا علي أكذوبة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر، ومحوا عن المصريين والعرب أجمعين عاراً لحق بهم، بعد هزيمة الخامس من يونيو عام 1967. وتركوا جرحاً غائراً في اللحم الإسرائيلي مازال ينزف رغم مرور السنين. واليوم يكون قد مرَّ 33 عامًا بالتمام والكمال علي تشييع «السادات» ودفنه يوم السبت، 10 أكتوبر عام 1981، فى قبر يعلوه حجر أسود، كُتِبَ عليه الآية الكريمة : (ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). وتحت الآية كُتِبَ «الرئيس المؤمن، محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، عاش من أجل السلام، ومات من أجل المبادئ». تحيةٌ تقدير وإجلال لكل من شاركوا فى صنع نصر نحتفل ونتباهى ونتفاخر به، وسلامٌ على «السادات» يوم وُلِدَ، ويوم مات، ويوم يُبعث حيًا مع الشهداء..