تحدثنا أول أمس عن ضرورة إنشاء ديوان للعدالة أو مظالم الناس ليأخذ لهم حقهم المسلوب أو على الأقل إيجاد حلول لمشاكلهم التى تتفاقم بشكل مستمر. فى هذا الإطار قلنا يجب تبعية هذا الجهاز الذى نطالب به إلى رئيس الجمهورية مباشرة ويختص باتخاذ القرارات الفورية التى تشعر المواطن أن هناك تغييراً حقيقياً بعد ثورتى 25يناير و30 «يونية».. لا يمكن أن يشعر المواطن بهذا التغيير فى ظل هذه البيروقراطية التى تسيطر على حياتنا فى كل شىء، ولا فى ظل هذا الروتين الذى يكتم على الأنفاس. القضاء على البيروقراطية والروتين بات ضرورة ملحة فى هذه الفترة التاريخية من حياة المصريين، فلا يمكن أن يحدث التغيير المنشود دون القضاء عليهما. وبسببهما استفحلت وتفاقمت المشاكل التى فشلت فى حلها حكومات كثيرة متعاقبة والأمثلة لا تعد ولا تحصى فى ظل هذه الأوضاع المتردية. أمام هذا الاعوجاج نشأت فكرة ديوان العدالة أو المظالم أياً كانت التسمية لكن المهم هو إيجاد حل فورى لمشاكل الناس على كل الأصعدة والمستويات.. إذا أردنا التغيير الحقيقى فلا بد من المتابعة الشديدة لكل ما يعرقل مطالب خلق الله الذين يجأرون بالشكوى ليل نهار ولا أحد يسأل فيهم. المعروف أنه لا يمكن أن تحقق نتائج إيجابية ما دامت المقدمات هى ذات المقدمات، وما دام المنطق هو ذات المنطق فالمفروض إحداث عملية تغيير جذرية لنضمن نجاح النتائج .. لا يمكن أن نجد حلاً لمشاكل الناس فى ظل هذه البيروقراطية وهذا الروتين العقيم فالمفروض نسفهما أولاً ولتطبيق ذلك لا بد من إنشاء ما نطالب به من ديوان للعدالة يكون قائماً على تنفيذ القانون وسطوته لا يستثنى أحداً ، أن يكون الكل سواسية أمام القانون . من هنا تأتى أهمية المقترح الذى نطالب به ليكون بمثابة الجهاز الناجز لحل مشاكل الناس فلا يجوز مثلاً أن يتقدم المواطن بشكوى وتمر على سلسة من المسئولين وكل واحد يلقيها فى ملعب الآخر حتى تصل فى نهاية المطاف إلى المشكو فى حقه ليبدى الرأى فيها.. أليس هذا ما يحدث الآن عندما يفاجئ الشاكى بشكواه تنتهى عند المشكو فى حقه وبذلك يضيع الحق ولا يصل إلى صاحبه.. بعد الثورتين العظيمتين يجب أن يأخذ كل ذى حق حقه وفقاً للقانون ونفاذاً له وإلا فإن الناس يشعرون بعد ذلك بأنه لم يحدث تغيير. ديوان العدالة المقترح يحل هذه المشاكل عندما يرى المسئول المشكو فى حقه أن هناك جهازاً ينتصر للشاكى طالما أن له حقاً فى شكواه.. هذه هى العدالة بعينها وما نطلبه أو نقترحه ليس شيئاً مستحيلاً، فالثورتان العظيمتان أساس قيامهما هو رفع الظلم وتحقيق العدالة.. ولنا فى عمر إبن الخطاب «رضى الله عنه»الأسوة الحسنة الذى كان يطالب رجاله القائمين على الأمصار الإسلامية بضرورة الانتصاف للحق وتحقيق العدالة بمفهومها الواسع الذى يحقق طموحات وآمال المواطنين.. ولتحقيق هذا الآن الأمر لا يحتاج سوى الجدية الكاملة فى إزالة هموم ومشاكل الناس فلماذا لا تقوم الحكومة بتنفيذ ديوان العدالة ؟ «وللحديث بقية». سكرتير عام حزب الوفد