بعد الثورتين العظيمتين من حق المواطن أن يشعر أن هناك تغييراً حقيقياً حدث له في حياته ومن حق المواطن أن يجني ثمار ثورتيه.. وفي هذا الإطار اقترح إنشاء ديوان يحقق للناس مطالبهم في إزالة الشكاوي التي يجأرون بها، يسمي ديوان «العدالة»، أو الشكاوي أو المظالم، أياً كانت التسمية، ويكون هذا الديوان تابعا لرئيس الجمهورية مباشرة، ويمنح له سلطات واسعة، وتكون قراراته نافذة علي الجميع بدون استثناء. المعروف أن تبعية هذا الديوان لرئيس الجمهورية ستحقق الهدف والجدوي منه، لأنه عند أية جهة عيون رقابية محايدة تراقب الأمور، ستأخذ الأمور بجدية كاملة، ويتم علي الفور إزالة كل الآثار الماضية قبل ثورة 25 يناير.. والجهات المشكو في حقها من المواطنين ستكون حريصة علي تطبيق القانون، وساعتها يعرفون أن هناك خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، بمعني أنه لابد من إحداث تغيير يشعر به الناس في ظل سيادة القانون.. وهذا الديوان المقترح يعد بمثابة عيون علي الجهات للتحقيق الفوري في شكوي المواطنين بدون تلكؤ أو تباطؤ، بعيداً عن الروتين والبيروقراطية التي تضرب المجتمع في مقتل بل يجب كشف كل أنواع الفساد وتطبيق القانون علي الكبير والصغير والخفير والوزير بدون تفرقة أو استثناء، فالكل سواسية أمام سطوة القانون. في الديوان المقترح يتقدم المواطن بطلب النجدة لإزالة أسباب شكوته، ولا يعفي الذي تسبب فيها من توقيع العقاب عليه، أما ترك الأمور دون التحقيق في الشكوي فكأنك يا أبوزيد ما غزيت، والمعروف أنه لا يمكن أن تتحقق نتائج مادامت المقدمات هي ذات المقدمات، ومادام المنطق هو ذات المنطق، المفروض أن يحدث تغيير حقيقي علي التو والحال، وكفي ما مضي من إهدار لحقوق الإنسان وإهدار كرامته طوال عقود طويلة من الزمن.. ولذلك فإن ديوان المظالم أو العدالة أصبح ضرورة مهمة لتحقيق مطالب الناس في إزالة شكواهم، ولن يتحقق ذلك، بدون الرقابة الشديدة علي الجهات التي تحقق في مطالب الناس، ولذلك يجب أن يكون الديوان المقترح يضم مسئولين قادرين علي إزالة شكاوي الناس في أسرع وقت وإنجازها، ولديهم القدرة علي إحالة المتسببين المخطئين إلي التحقيق الفوري لتوقيع العقاب المناسب طبقاً للقانون. في الديوان المقترح لا يجوز ترك شكوي المواطن في يد المشكو في حقهم للتحقيق فيها، بل يجب أن تكون هناك جهة مسئولة أعلي تتقي الله في خلق الله الذين تعرضوا للقهر والظلم والغبن.. والعبرة من هذا الديوان هي تحقيق العدالة وضرب بؤر الفساد الذي استشري بشكل بشع ويحتاج إلي اقتلاع جذوره. سكرتير عام حزب الوفد