متابعة مكثفة للبرنامج العلاجي الصيفي لتنمية المهارات الأساسية للطلاب بأسيوط    وسط إقبال كثيف من الخريجين.. 35 ألف فرصة عمل في الملتقى ال13 لتوظيف الشباب    أبناء القليوبية.. يفوزون بمراكز متقدمة في مسابقة «موهبتي»    اجتماع مجلس جامعة سوهاج الأهلية لاستكمال استعدادات للعام الدراسي الجديد    7 أقسام علمية متخصصة.. «الأكاديمية العربية» تطلق كلية العلاج الطبيعي بفرع العلمين الجديدة    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه اليوم    وزير البترول يلتقي وفد "آسيا بوتاش" الصينية لبحث فرص الاستثمار في قطاع التعدين    محافظ سوهاج يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والوضع العام بقرية "المدمر"    الأزهر يدين العدوان الصهيوني على سوريا ويحذر من الفتن الطائفية    انهيار أرضي في كوريا الجنوبية ومصرع 4 أشخاص وإجلاء ألف آخرين    الرئيس السيسي يعزي الرئيس النيجيري في وفاة بوهاري: كرس حياته لخدمة بلاده    بعد أيام من محمد الحنفي.. الصباحي يعلن اعتزال التحكيم    "معلومة مؤكدة".. أول رد رسمي من الأهلي حول الاجتماع مع وكيل مصطفى محمد    مانشستر يرفض الاستسلام في صفقة مبويمو    إطلاق التحالف الإقليمي للوقاية من تعاطي مواد الإدمان في القاهرة    ضبط 3 متهمين غسلوا 90 مليون جنيه من تجارة المخدرات    مكتبة الإسكندرية تحتفي ب"محمد بن عيسى" شخصية معرض الكتاب هذا العام    غالبًا ما تدمر سعادتها.. 3 أبراج تعاني من صراعات داخلية    أحمد السقا ينعى والدة هند صبري.. ويسرا تعتذر    ثالث أيام الأسبوع الثقافي.. «نعمة الماء» في ندوة بأوقاف السويس    ستوري بوت| الدواء يُشبه المفتاح.. لا يفتح كل الأبواب    اتحاد مستثمري المشروعات: ضرورة تنفيذ خطة عاجلة لدمج المشروعات الصغيرة في سلاسل التوريد الصناعية    غلق كلى لمحور حسب الله الكفراوى من محور الأوتوستراد بسبب تسريب مياه    كشف ملابسات فيديو جلوس أطفال على السيارة خلال سيرها بالتجمع - شاهد    الأزهر يدين العدوان الإسرائيلي على سوريا.. ويحذر من ويلات الفرقة    لاعب الأهلي: قطع إعارتي جاء في مصلحتي بسبب ريبيرو.. و«النجوم مصعبين فرصتي»    وزير الشباب يوجه برفع كفاءة أنظمة الحماية المدنية بجميع المنشآت الرياضية    دبلوماسي إثيوبي يفضح أكاذيب آبي أحمد، ومقطع زائف عن سد النهضة يكشف الحقائق (فيديو)    جامعة أسيوط... صرح أكاديمي متكامل يضم 19 كلية في مختلف التخصصات و5 معاهد بحثية متميزة    بين التحديات الإنتاجية والقدرة على الإبداع.. المهرجان القومي للمسرح يناقش أساليب الإخراج وآليات الإنتاج غير الحكومي بمشاركة أساتذة مسرح ونقاد وفنانين    للعام الثالث.. تربية حلوان تحصد المركز الأول في المشروع القومي لمحو الأمية    "IPCC" الدولي يطلب دعم مصر فى التقرير القادم لتقييم الأهداف في مواجهة التحديات البيئية    وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قواتها على قرى في ثلاث مناطق أوكرانية    الأونروا: 6 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر على حدود غزة.. والآلية الحالية لا تعمل مطلقا    بمنحة دولية.. منتخب الكانوى والكياك يشارك فى بطولة العالم للناشئين بالبرتغال    سحب قرعة دوري الكرة النسائية للموسم الجديد ..تعرف علي مباريات الأسبوع الأول    مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى .. والاحتلال يعتقل 8 فلسطينيين فى الضفة    في 6 خطوات.. قدم تظلمك على فاتورة الكهرباء إلكترونيًا    ترامب: كوكاكولا وافقت على استخدام سكر القصب في منتجاتها    أصوات البراءة غرقت.. كيف ابتلعت ترعة البداري أحلام الطفولة لثلاث شقيقات؟    ليفربول يقدم عرضا ضخما إلى آينتراخت لحسم صفقة إيكيتيتي    إغلاق حركة الملاحة الجوية والنهرية بأسوان بسبب سوء أحوال الطقس    الفرص ومواعيد الامتحان والدرجات.. التعليم تجيب عن أسئلة حول البكالوريا    تشييع جثمان والدة الفنانة هند صبري ودفنها بعد صلاة عصر غد بتونس    احتفالاً بالعيد القومي لمحافظة الإسكندرية.. فتح المواقع الأثرية كافة مجانا للجمهور    فيلم الشاطر لأمير كرارة يحصد 2.7 مليون جنيه في أول أيامه بدور السينما    كابتن محمود الخطيب يحقق أمنية الراحل نبيل الحلفاوى ويشارك في مسلسل كتالوج    ب«التسلق أو كسر الباب».. ضبط 14 متهما في قضايا سرقات بالقاهرة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 17-7-2025 في محافظة قنا    ارتفاع حصيلة ضحايا حريق مول «هايبر ماركت» في العراق ل63 حالة وفاة و40 إصابة (فيديو)    قرار جمهورى بالموافقة على منحة لتمويل برنامج المرفق الأخضر من الاتحاد الأوروبى    نائب وزير الصحة يعقد الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى لشباب مقدمى خدمات الرعاية الصحية    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: بروتوكول تعاون مع الصحة لتفعيل مبادرة "الألف يوم الذهبية" للحد من الولادات القيصرية    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير (139) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ما الفرق بين المتوكل والمتواكل؟.. محمود الهواري يجيب    كيف نواجه الضغوطات الحياتية؟.. أمين الفتوى يجيب    أكذوبة بعث القومية العربية في عهد ناصر    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ديوان المظالم.. ظالم!
نشر في المصريون يوم 27 - 05 - 2013

استقبل الشعب المصرى قرار إنشاء ديوان المظالم بفرحة كبيرة.. إذ عانى الناس كثيرًا من تجاهل شكاواهم فى زمن المخلوع، لدرجة أن أهل الحكم كانوا يَسْخرون من صاحب الشكوى بتحويلها إلى الظالم المشكو فى حقه الذى حوّله النظام إلى خصم وحكم فى الوقت نفسه. ولا شك أن تراكم المظالم وانتشارها أفقيًا ورأسيًا كان أحد أسباب تعاظم ثورة 25 يناير المباركة، حيث ضاق الناس من تقنين الظلم وتسعير الرِّشا مقابل الخدمات! كما قامت بعض الوزارات باستثمار الشكاوى الجماعية لجمع المال الحرام من الضحايا، مقابل النظر فى الشكاوى، دون البت فيها. وتعتبر وزارة التربية والتعليم خير مثال؛ حيث تفتح الأبواب للطعن على نتيجة الثانوية العامة، بدعوى إعادة التصحيح، مقابل مائة جنيه لكل مادة.. وتستحل جمع ملايين الجنيهات من الضحايا المغرر بهم؛ ليكتشفوا فى نهاية الأمر أنه كان مجرد كمين، وأن النتيجة لا تعدو مراجعة جمع الدرجات؛ وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء! فهل استطاع ديوان المظالم - التابع لأعلى سلطة فى الدولة - أن يتغلب على هذا الموروث الضخم من الروتين وكمائن الدولة العميقة التى تضرب بجذورها فى كل مفاصل الدولة؟
المفروض أن المواطن لا يلجأ إلى ديوان المظالم إلا بعد استنفاد كل الفرص المتاحة له بالقطاع أو الوزارة التى يشكو منها، كجهة أعلى من الجميع، وتستطيع أن تلزم الوزارات المختلفة بنظر الشكوى وإيجاد الحلول الفورية للمشكلات التى يشكو منها المواطنون. أما أن يتحول هذا الديوان الرئاسى إلى جهة حكومية مثله مثل أية وزارة، فلا نظن أن هذا كان الغرض من إنشائه، وبالتأكيد فإن السيد الرئيس - الذى أنشأ الديوان - لا يمكن أن يرضى بذلك. وللحق فإن الديوان استطاع أن يقدم صورة حضارية للتعامل مع المواطن، بإظهار الاحترام، والالتزام بالرد على الشاكى وإخباره برقم الشكوى، ثم برَد الجهة المختصة.. ولكن المشكلة أن الديوان يكتفى بالرد الروتينى الذى يأتى إليه من الوزارات المشكو فى حقها ولا يتعامل معها كجهة عليا من حقها استجواب المشكو فى حقه وإلزامه بإيجاد حلول للمشكلات التى يعانى منها الشاكون. وحتى لا يكون كلامنا مرسلاً؛ نضرب مثالاً بشكوى طالبة قريبة لى تابعتها بنفسي، وذهلت من رد الديوان على الرغم من إعجابى بطريقة التعامل وحسن الإدارة.. إذ تقدمت الطالبة إلى وزارة التربية والتعليم لإعادة تصحيح بعض المواد، وبعد الاطلاع على أوراق الإجابة والمقارنة مع زميلاتها تأكدت من الظلم الواقع عليها، وجددت الشكوى بوقائع محددة كان ينبغى أن ترد الوزارة عليها، ولكنها اكتفت بالرد التقليدي: تمت مراجعة جمع الدرجات وتبين عدم صحة الشكوى وليس أمامك إلا اللجوء إلى القضاء الإداري! وعندما تبين أن الوزارة تخدع الطلاب ولا تنظر فى موضوع الشكوى ولا يهمها سوى جمع أموال رسوم إعادة التصحيح؛ لجأت الطالبة إلى ديوان المظالم، وذكرت بالتفصيل مبررات شكواها ورقم جلوس زميلتها التى أجابت مثلها تمامًا لكنها حصلت على الدرجة النهائية، ربما بسبب اختلاف المصحح.. وبعد الاتصالات والمعاملة الجميلة والذوق الرفيع من قبل الديوان، فوجئت الطالبة بالرد نفسه الذى سبق أن حصلت عليه من الوزارة إياها، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!
كنا متوقع أن يكون بالديوان متخصصون يفحصون الشكاوى بمعرفتهم ويناقشون الوزارات فى ردودها غير المقنعة، ويطلبون الإجابة على الأسئلة والوقائع المحددة لأصحاب الشكاوى.. ويمنعونهم بالتالى من التهرب من الإجابة. لقد ذكرنى رد الديوان بحقيقة المسرحية التى تديرها وزارة التربية والتعليم عندما تم الاتصال بالسيد وكيل الوزارة، فقال إن إعادة التصحيح نظام (صوري) ولا حل سوى رفع قضية! هل لدى القضاء المتخم بالقضايا متسع من الوقت والجهد لينظر فى شكاوى آلاف الطلاب كل عام؟!.. وما جدوى اللجوء إلى ديوان المظالم إذا كان الأمر مجرد ترديد للرد السابق للمشكو فى حقه؟! إن هذا الديوان يستطيع أن يسهم فى تغيير أحوال المواطنين المساكين وتحقيق أهداف الثورة بالعمل كجهة رقابية عليا، وكذلك بتطبيق مبدأ (الوقاية خير من العلاج)، وذلك بالعمل على منع أسباب الشكاوى؛ من المنبع. فعلى سبيل المثال؛ هناك الشكاوى المتكررة من التعقيدات الإدارية لإجبار المواطن على دفع رشوة إنقاذًا لوقته.. وعلى الرغم من توقف الرشا تلقائيًا لأسابيع قليلة بعد الثورة، فقد عادت - بعد تطاول الفترة الانتقالية - بدرجة أبشع من السابق، ويستطيع ديوان المظالم أن يقوم بإجراء مسح شامل للتعقيدات الإدارية التى وضعت خصيصًا لتمكين منعدمى الضمير من الحصول على الرشا، ويقوم بوضع نظام جديد متحضر لتعريف المواطن بالإجراءات اللازمة لتخليص مصلحته والوقت اللازم لذلك والرسوم المطلوبة، مع تبسيط هذه الإجراءات. إن أسباب شيوع الرشوة معروفة.. وإذا لم تستطع حكومة الثورة وضع حد لهذه الظاهرة المخزية فليس هناك داع لوجودها، لأن ذلك يعد إفشالاً للثورة. انتبهوا يا أولى الألباب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.