رغم الدور الذي يقوم به المعلم، إلا أن نظرة المجتمع إليه أضحت بعيدة كل البعد عن قداسة المهنة، بسبب التشويهات التي يوجهها البعض للمعلم، إضافة إلى تواجد بعض المعلمين الذين يستغلون طلابهم في "الدروس الخصوصية"، وهو ما أباح للطالب التجرؤ على معلمه بالإهانة والسب. ويأتى اليوم ليمثل الذكري ال20 لليوم العالمي للمعلّم، ليفتح المجال أمام الدولة لإعادة تأهيل المعلم وعلى الجانب الآخر يُذكّر الأمم بأهمية كل معلم في حياتهم، فالمعلم هو الذي أخرج من بين يديه العلماء والأطباء والمهندسين والمفكرين والصحفيين وغيرهم ممن ساعدوا في تقدم الأمم ونهضة العالم. ويعود الاحتفال باليوم العالمي للمعلم إلى منظمة "إديوكشن انترناشونا" التي أشادت بدور المعلم وجعلت له عيدا عالميا في الخامس من أكتوبر ليحتفل به العالم منذ عام 1994، وحرصت منظمة اليونسكو على الاحتفال به فوضعت له شعار " الاستثمار فى المستقبل، الاستثمار فى المعلمين". ويفتح هذا اليوم الباب للحديث عما يعانيه المعلم من التعطل والانتظار أمام أبواب وزارة التربية والتعليم، بحثا عن وظيفة فضلا عن انتظارهم على قوائم العاطلين وعدد المرات التي قدموا فيها امتحانات ومقابلات القبول في شواغر التربية، بينما تجد على الجانب الآخر قطاعا من المعلمين الذين يمارسون تهديدات عديدة من خلال العملية التعليمية والتى تتمثل في الدروس الخصوصية التى أصبحت درعا أساسيا للطالب في كل بيت مصري ليقيه من تعديات هؤلاء المعلمين اللفظية والبدنية. وتمثل أزمة نقص المعلمين في العالم العربي تهديدا للتراث العربي لكل بلاده لتؤدي إلى ضياع ثقافة وتراث الشعوب العربية فضلا عن تقديم جيل يجهل التراث ويفتقر الى أصله وتاريخه، فيؤدي هذا النقص الى الإخلال بجودة التعليم بصورة خطيرة، كما يؤدى إلى الاخلال بتحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائى بحلول عام 2015. ويضاف إلى هذه الأزمة تحد آخر يتعلق بالجودة: ففى كثير من الأحيان يعمل المعلمون دون أن تتوافر لهم الموارد اللازمة أو التدريب المناسب، وهنا تتفاقم حدة المخاطر إذ أن 250 مليون طفل محرومون من المهارات الأساسية المتعلقة بالقراءة والكتابة. ورغم إحراز تقدم كبير فى إعادة الأطفال منذ عام 2000، إلا أنه لا زال هناك فجوة كبيرة فى نوعية التعليم، فلا يزال هناك 126 مليون طفل خارج المدرسة الابتدائية والإعدادية، ولا يقل عن 250 مليون طفل فى سن المدرسة الابتدائية غير قادرين على القراءة أو الكتابة أو القيام بالعمليات الأساسية فى مادة الرياضيات، و774 مليون شابا وبالغا غير قادرين على القراءة والكتابة. ولايزال هناك العديد من الشباب فى البلدان النامية غير قادر على قراءة جملة واحدة، ولا تزال الفئات الأكثر حرمانا والتى تعانى من أشد أنواع التمييز هى الأكثر عرضة للاستبعاد من التعليم، وذلك كجزء من دورة مستمرة من عدم المساواة داخل وخارج التعليم.