أدى آلاف المسلمين صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى رغم الانتشار الأمني لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي منعت آلافا آخرين من الضفة الغربية وغيرها من دخول الحرم الشريف لأداء الصلاة. ويأتي تشدد الإجراءات الإسرائيلية مع توافق عيد الأضحى مع يوم الغفران عند اليهود. وقد منعت الإجراءات الإسرائيلية العديد من سكان الضفة الغربية وحتى البلدات العربية في مناطق 1948 من المشاركة في أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى. وتواجدت قوات الاحتلال عند باب المغاربة، حيث يتجمع اليهود لأداء صلاة الصفح والغفران عند حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى، لكن تم تشديد الإجراءات الأمنية في داخل الحرم وفي محيطه والتي كانت بدأت أمس الأول تحسبا لحصول احتكاك بين المسلمين اليهود، مضيفا أن الإجراءات المشددة ستستمر حتى غروب شمس أمس، حيث يتصادف لأول مرة منذ ثلاثين عاما عيد الأضحى للمسلمين مع عيد الغفران عند اليهود. اسفر التشديد الأمني لقوات الاحتلال عن تقليص أعداد المصلين بالأقصى، ليصل عددهم لنحو ثلاثين ألفا فقط، ممن استطاعوا الوصول من الأحياء القريبة والمحيطة بالمسجد. وقامت سلطات الاحتلال بنصب المكعبات الإسمنتية الضخمة على مداخل العديد من الأحياء لمنع حركة المواطنين من القدس وإليها. وفى غزة امتلأت المقابر بالعشرات الذين وصلوا للصلاة ووضع الزهور على قبور .واستشهد خلال الحرب حوالي 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، ودمرت اسرائيل 60 ألف منزل كليا او جزئيا. وفي حي الزيتون في مدينة غزة، اقام ثابت الحمامي خيمة بجانب منزله المدمر وراح يقدم الحلوى وهو يتقبل التهاني من جيرانه واقاربه بالعيد، وقال ابنه الاكبر نعيم: «سنحتفل بالعيد، رغم انف اليهود. وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة جلس محمد سكر على كرسي خشبي فوق انقاض منزله المدمر يتقبل التهاني من عشرات المواطنين الذين جاءوا من احياء مختلفة ليعبروا عن تضامنهم معه في حين كان يقدم لهم القهوة والتمور. وشارك المئات في اقامة صلاة العيد فوق ركام مسجد «القبة» المدمر شرق الشجاعية وقال خضر حبيب القيادي في الجهاد الاسلامي في خطبته امام المصلين «سنفرح في العيد رغم الدمار والجراح، ولن يهنأ العدو بقتل فرحتنا. ولكن اكبر تجمع شهده ستاد اليرموك في مدينة غزة حيث لبى الالاف دعوة حماس للمشاركة في صلاة العيد. وفى سوريا كان الدمار والموت هو عنوان العيد ، سوريا الغارقة في دماء الموتى دون ذنب، خاصة في الريف واصبحت زيارة القبور عادة يفعلها السوريون وأهم شيء بالعيد''، مدن محاصرة، لا ماء، لا كهرباء، طيران يقصف المنازل ولا أمل لوقف النار التي لا تأكل سوى العُزل . وفي أستراليا، وبسبب فارق التوقيت، بدأ العيد فيها أولًا وتوجه المسلمون إلى المساجد من أجل أداء الصلاة قبل إخوانهم في بقية بقاع الأرض، وملأ المسلمون الأتراك، الذين تعيش غالبية كبيرة منهم في حي برودميدوز بمدينة ملبورن، جنبات المسجد، حيث أدوا الصلاة واستمعوا إلى خطبة العيد. وفي كازاخستان، بدأ المسلمون التوافد إلى مسجد «حضرة السلطان»، الذي يعد من أكبر المساجد في آسيا الوسطى، في الخامسة والنصف من صباح أمس بالتوقيت المحلي، وشهدت عملية دخول المسجد تدابير أمنية حيث قامت قوات الأمن بتفتيش الداخلين إلى المسجد، الذي يتسع لعشرة آلاف مصلٍّ. ولوحظ وجود عدد كبير من النساء شاركن في أداء صلاة العيد. وفي دبي، التي تحتضن مسلمين من مختلف الجنسيات والأعراق، أدى المصلون فيها صلاة العيد في المساجد وفي مصليات العيد، التي تُقام في الأعياد خصيصًا لهذا الغرض، وعقب الصلاة تبادل المسلمون التهاني بحلول عيد الأضحى. ويعيش في إمارة دبي حوالي مليوني مسلم يشكل العرب والهنود والباكستانيون والبنغال غالبيتهم. وفي إندونيسيا توجه المسلمون في مدينة «سوراكارتا» إلى المساجد من أجل أداء صلاة عيد الأضحى. أما في قيرغيزيا، فتجمع المسلمون في ساحة أمام مبنى رئاسة الوزراء بالعاصمة بيشكك، على الرغم من الأمطار، وأدوا الصلاة بحضور رئيس البرلمان القيرغيزي، «أصلبيك جينبيكوف»، الذي هنأ المصلين بقدوم العيد باسم رئيس الدولة ونواب البرلمان. وعقب أداء الصلاة استمع الحاضرون إلى تلاوة من القرآن الكريم، ثم اصطفوا في طوابير طويلة من أجل تبادل التهاني بالعيد. الجدير بالذكر أن 69 دولة وطائفة احتفلت بأول أيام عيد الأضحى المبارك أمس السبت، وفيما يبدأ العيد اليوم الأحد في 12 طائفة ودولة من بينها موريتانيا والمغرب، بينما تحتفل به الهند وباكستان غدا الاثنين.