انهالت عبارات السخرية على مارك زوكربرج مؤسس الموقع الشهير فيس بوك عندما أعلن الشهر الماضي عن وفاة البريد الإلكتروني، ولكن الحقيقة أن رأي الشاب يحتاج إلى نظرة أعمق ، وهناك من يعتقدون أن مصير الايميل سيؤول قريبا لمصير أدوات اتصال قديمة مثل أشرطة الفيديو والكاسيت وأجهزة الفاكس؟. يدعم هذا الرأى إحصائية أجرتها مؤسسة (ماركت سكور) على ملايين البريطانيين تأكد منها أن غالبية الشباب تحت سن الخامسة والعشرين قد تخلو عن استخدام البريد الإلكترونى لصالح الشبكات الإلكترونية الاجتماعية ، وشهدت مواقع البريد الإلكتروني الثلاثة الأكثر انتشارا فى بريطانيا (ياهو وجوجل وهوتميل) انخفاضا مستمرا فى عدد مستخدميها حيث فقدت حوالى 2ر1 مليون مستخدم منذ بلغت القمة خلال أكتوبر 2009. وتشير هذه الأرقام إلى عدد الحسابات الكلى ، دون تحديد أى هذه الحسابات مستخدم وأيها يهمله صاحبه ولا يتعامل عن طريقه. وبالمقابل توفر الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك مرونة أكثر لمستخدميها فى إرسال الرسائل الفورية ونشر الصور فى شكل معارض بما يمكن جميع الأصدقاء من مشاهدتها ، إضافة إلى إمكانية معرفة إذا ما كان الأصدقاء موجودين حاليا على الشبكة أم لا، وكلها ميزات جعلت مستخدمي فيس بوك في بريطانيا يزيدون 3ر1 مليون شخص منذ يناير الماضي، وكذلك ارتفع عدد مستخدمي موقع (تويتر) 320 ألف شخص خلال نفس الفترة. وكان مارك زوكربيرج قد أثار الموضوع عندما أعلن خلال نوفمبر الماضي أن البريد الإلكتروني سينال نفس مصير الرسائل البريدية المكتوبة، لأنه أصبح شديد البطء وشديد الرسمية ونفى بذلك ما أثير بأن أعضاء موقع فيس بوك والذين وصل عددهم إلى نصف المليار سيكون في إمكانهم الحصول على بريد إلكتروني يحمل اسم الموقع ، فقال مؤسس الموقع إنه لا يعتقد أن وسيلة التخاطب العصرية ستكون هي البريد الإلكتروني. وكشف مارك عن نظام جديد لموقع فيس بوك يسمح للمستخدمين باستلام كل وسائل اتصالهم المكتوبة عبر الموقع، فقال إن الرسائل والمحادثات والبريد الإلكتروني سوف تظهر للمستخدم معا، مع إمكانية قيامه بالرد عليها كلها عبر حسابه على فيس بوك، وهو ما يهدف لتسهيل تواصل الناس بالطريقة التي يفضلونها، وإن كان الخبراء يرون أن البريد الإلكتروني سيكون أقل طرق التواصل تفضيلا!.