لم يكن الإعلامى تامر أمين يخطر بباله قبل يوم 25 أنه سيصبح خارج أضواء ماسبيرو خاصة وأنه كان أحد كوادره الرئيسية، والأسوأ أن قربه من دائرة المسئولين الذى كان فى السابق محل تفاخر أصبح الآن اتهاماً بأنه كان أحد فلول النظام السابق وواحد من أبواقه. "بوابة الوفد" حاولت رصد ما يجرى داخل عقل أمين عن الإعلام قبل الثورة وبعدها، وكيف كان يفكر وهو داخل إعلام الحكومة والآن بعد أن أصبحنا نتنفس حرية. مارأيك فى إعلام ما بعد الثورة وكيف تقيّم أداء الإعلاميين ؟ مستاء جدا من الأداء الإعلامى، فهو يرتكب خطيئة كبرى بحق المشاهد فالإعلام الصحيح الذى تعلمته يشيد بالإيجابيات وينتقد السلبيات، فالإعلام هدفه إنارة الطريق للمرحلة القادمة وليس منافقة الثوار. وللأسف معظم الزملاء الإعلاميين بيركبوا موجة الثورة على حساب كلمة الحق ولايملكون الشجاعة الكافية لقول الحقيقة وهم يعلمونها. ويوم أن يمتلئ ميدان روكسى بنصف مليون معتصم يطالبون بالاستقرار ستجد كل الإعلاميين يقولون نحن مع ميدان روكسى وينافقونهم مثلما يفعلون مع معتصمى التحرير الآن. وفى اعتقادك لماذا يفعل الإعلاميون هذا ؟ البعض منهم طامع فى مجد أدبى أو مالى، والبعض الآخر خائف من وضع اسمه فى القوائم السوداء أو ينتقد أو يهاجم من قبل الثوار وهذا أبعد مايكون عن العمل الإعلامى، فلابد أن يتقبل الإعلامى النقد مثلما يتقبل المدح، المهم فى النهاية أن يقوم بعمل موضوعى دون نفاق. يصر البعض على وضعك بالقائمة السوداء لأعداء الثورة؟ لأننى أحد أبناء التليفزيون المصرى ولست صحفيا مستقدما من الخارج وكل من ينتقدنى لاينظر على أدائى الإعلامى أو يقيّمه ولكن بما إننى أعمل فى التلفزيون الرسمى للدولة إذن أنا "بتاع" الحكومة وهذه تهمة تلاحقنى منذ بداية عملى وسعيد بها. ولكنك حتى قبل الثورة كنت من المذيعين المحسوبين على النظام السابق ؟ أتحدى بتاريخى الإعلامى من يقول أننى جاملت مسئولا مقصرا فى أداء عمله أو رجل أعمال فاسد، وتشهد حواراتى مع مسئولين بالبلدى "جبتهم وقطعته"، وأنا أول إعلامى فى التليفزيون المصرى يقول إن هناك احتكاراً للسلطة من قبل الحزب الوطنى وأكدت أن هناك تزويراً فى الانتخابات البرلمانية السابقة، وفتحت ملف احتكار أحمد عز للحديد مع وزير الصناعة السابق رشيد محمد رشيد على الهواء، وأكدت أن لجنة مكافحة الاحتكار لاتقوم بأى دور لأن الأعمى يرى وجود احتكار للحديد فى مصر بعد كل هذا إذا رأيتم أننى كنت بجامل الحكومة ومحسوب على النظام فأنتم أحرار . يوجد لك صورة بقلب ميدان التحرير مع مجموعة من الإعلاميين مكتوب عليها "لن نترك المنافقين ومروجى الأكاذيب، فالتاريخ سجل لهم ماقالوه..أنتم فلول الإعلام "؟ بما أن التاريخ سجل كل ماقلته أثناء الثورة وبعدها ياريت يرجعوا للتسجيلات وسأظل أردد بأننى مقتنع بكل جملة خرجت على لسانى وسأظل طوال عمرى أقول ذلك لأننى أقول ما أقتنع به ولكنى ضد التصنيفات، وكلمة فلول تطلق على كل صاحب منصب استفاد من النظام السابق ولكننى لم أكن صاحب منصب أو تربحت من هذا النظام ولايوجد منطق يقول عندما يرحل النظام يتم احتسابى ضمن بقايا النظام ومع ذلك أحترم كل صاحب رأى لأننى فى النهاية شخصية عامة وهذا ما تعلمته من والدى الإعلامى الكبير أمين بسيونى بمقولة "انت داخل مرمى النيران ولابد أن يكون صدرك رحب للمدح أو النقد والتفت لعملك فهو الأهم" . ولكن هناك رؤساء تحرير لصحف قومية لم يتربحوا ولكنهم كانوا من مناصرى النظام البائد وهم أسوأ من المتربحين بسبب تغييبهم لواقع الحياة لدى الحاكم ؟ هذا لاينطبق على جميع رؤساء تحرير الصحف القومية وعلى سبيل المثال ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار كان بيركب طائرة الرئيس ومندوب الجريدة برئاسة الجمهورية، وأتى به لهذا المنصب صفوت الشريف حينما كان رئيس المجلس الأعلى للصحافة ومع هذا من أحسن رؤساء التحرير الموجودين فى مصر ويعمل بموضوعية وحيادية منذ اعتلى رئاسة تحريرالأخبار لأنه مهنى محترف وهذا هو التقييم الصحيح فليس كل من ركب طائرة الرئيس السابق يصبح فلولا. حدثت مشادة بين الوزير السابق أنس الفقى والإعلامى محمود سعد، واتهم الوزير سعد بأنه كان يسعى لعمل حوار مع الرئيس السابق مبارك وهو فى منصبه ونفى سعد بشدة وكذّب الوزير! مارأيك ؟ ممكن أختلف أو أتفق مع زميلى محمود سعد، من أبجديات الإعلام مفيش حاجة أسمها يحسب عليه أننى تحاورت مع أى كائن ماكان سواء كان رئيسا أو معارضا، بلطجيا أو بطلا قوميا، أنا دورى مذيع أحاور الجميع أعمل حوارا مع الشيطان لو هذا سيحقق السبق الإعلامى ولو عرض علي عمل حوار مع الرئيس السابق مبارك الآن سأجريه دون تردد لأنها طبيعة مهنة والذكى هو من يعمل السبق الصحفى ولايوجد على رأسى بطحه كى أخاف منها. هل تقدمت باستقالتك من التلفزيون ؟ أنا فى إجازة بدون مرتب لمدة عام لأننى أدركت أن العمل بالتلفزيون الآن غير مريح بسب كثرة مشاكله والفوضى وعدم الاستقرار وللأسف القيادات التى جاءت خلال الفترة الماضية لم تصنع نظاما للعمل ولم يحافظ أحد منهم على أنجح برامج التلفزيون وهو "مصرالنهاردة". وماذا لو عرض عليك التلفزيون تقديم برنامج والعودة إلى ماسبيرو؟ عرض بالفعل وكان هناك تمسك من قبل د.سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى ذلك الوقت لمواصلة برنامج "مصر النهاردة" خاصة وأننى من أبناء التلفزيون ولست مثل زملائى محمود سعد وخيرى رمضان لأنهم من خارج التلفزيون ولكنى رفضت نظرا لأن الهيكل الأساسى للبرنامج تم الاستغناء عنه وعاد العرض مرة أخرى فى وجود الوزير أسامة هيكل ولكنى رفضت بأدب مع شكرى وتقديرى للعرض لأن العمل بالتلفزيون حاليا يخسر. وكيف تتم معالجة التلفزيون وإعادته مرة أخرى للريادة الإعلامية ؟ أسلوب المسكنات والترقيع لن يجدى نفعا والتلفزيون يحتاج إلى إعادة هيكلة وغربلة ويجب عمل تدريب للعاملين به سواء كانوا مذيعين أومعدين أو مخرجين ومن يصلح منهم أهلا به ومن لايصلح يمكن أن ينتدب إلى أى مكان آخر داخل الوزارة بعيدا عن التلفزيون . هل تؤيد وجود وزارة للإعلام فى مصر ؟ لا، أنا مع المؤيدين لعدم وجود وزارة للإعلام لأن العالم لم يعد يعترف بوجود هذه الوزارة ولاتوجد دولة ديمقراطية فى العالم يوجد بها وزارة للإعلام ولكن يمكن للدولة أن تحتفظ بقناتين إحداهما إخبارية وأخرى للمنوعات ثم تطلق العنان لبقية القنوات للتنافس، فمن الصعب وجود رقيب أو حسيب على القنوات الخاصة والمفروض أن يتم إلغاء وزارة الإعلام بالقانون عندما يعود البرلمان مرة أخرى لتصبح هيئة شبه مستقلة على غرار هيئة الإذاعة البريطانية. ذكرت بعض الصحف أنك تعاقدت مع قناة اللورد ببرنامج توك شو ومعك بالبرنامج الإعلامية منى الحسينى؟ هذه أخبار لا أساس لها من الصحة والحقيقة أننى تعاقدت بالفعل مع قناة جديدة أسمها "ltv" ببرنامج توك شو سأقدمه بمفردى والزميلة منى الحسينى تعاقدت مع نفس القناة ببرنامج آخر أسبوعى تقدمة بمفردها. ألا ترى أن أجور مذيعى برامج التوك شو مبالغ فيها ؟ تحدثت فى هذا الموضوع قبل الثورة، بالفعل رواتب المذيعين مبالغ فيها ولكن ليس كل المذيعين فهناك مجموعة تعد على أصابع اليدين هم القائمون على برامج " التوك شو" الناجحة وأنا أحدهم، نتقاضى رواتب أكثر مما يجب ولكن أنا لا أملك تغيير هذا الواقع لأن هذه الأمور فى النهاية تخضع للعرض والطلب طالما توجد كثافة مشاهدة وإعلانات ودخل للبرنامج فأصبح من حقه أن يطالب بهذه الملايين مثل السينما طالما البطل يحقق إيرادات للمنتج فمن حق بطل العمل أن يحصل على أجر ضخم وهذه فرضيات السوق، وأعلم أن المشاهدين يصابون بالهلع عندما يعلمون بأجر مقدمى برامج "التوك شو". بعد ظهور عدد كبير من القنوات الفضائية أصبحت مهنة المذيع مهنة من لا مهنة له ؟ هذا الكلام صحيح، وهذا سببه ظهورالعديد من الفضائيات بكثافة منذ اندلاع الثورة وكل يومين تظهر قناة جديدة وهذا كله يصب فى مصلحة المشاهد وأصبح التكالب على هذا القطاع عاليا جدا، نظرا لارتفاع ربحيته وركود قطاعات أخرى مثل السياحة والتشييد والبناء ومجالات عدة، فتقريبا المجال الوحيد الذى ازدهر بعد الثورة هو مجال الإعلام، وأصبحت هذه القنوات فى حاجة لمذيعين فيزيد العرض عليهم فترتفع أجورهم وتظهر وجوه جديدة على الساحة وكل هذا فى خلال سنة أو اثنتين على الأكثر سيفرز الجيد منهم والبقاء للأصلح فى الإعلام دائما. ماذا تقول لمصنفى القنوات بقنوات فلول، وأخرى بقنوات الثورة ؟ أنا ضد هذه التصنيفات تماما لأنها تتسبب فى تأخر مصر، فمن غير المعقول أن نصنف بعضنا البعض بل يجب أن نكون فى خندق واحد لو ظللنا طول الوقت نُصر على هذه التصنيفات مصر لن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام سنظل طول الوقت نتحدث فقط. كيف تصنف الفترة الماضية من حياتك وبعدك عن الشاشة وتوقفك عن العمل ؟ "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم " كنت فى قمة الضيق وأنا أودع البرنامج بعد 3سنوات من نجاح "مصر النهاردة" واعتبرتها استراحة محارب وأكثر ما فرحنى أن من كان يتجاوز فى حقى وينتقدنى يتساءلون الآن أنت فينك مفتقدينك لدرجة أن الكاتب الصحفى فؤاد معوض صاحب عمود "فرفور" كان كل يوم "ينتقدنى" لدرجة أننى كنت أعتقد أنه يكرهنى كتب منذ أيام قليلة "أنتم تعلمون مدى العلاقة بينى وبين تامر أمين ومع ذلك أقول إن الشاشة تفتقد "تامر أمين" وأشكره على هذه اللافتة . مارأيك فى حكومة الدكتور عصام شرف؟ أشفق على الدكتور عصام شرف لوجود ضغط متواصل من المعتصمين بميدان التحرير على كل قرارته وبما أن متظاهرى التحرير ارتضوا بعصام شرف فيجب أن يحصل على الفرصة كاملة. شاهد الفيديو: