"فتح": نتنياهو يُطيل أمد الحرب للهروب من الاستحقاقات السياسية.. ويضحي بالأسرى    بطولة وفداء.. عامل مزلقان للسكة الحديد ببني سويف ينقذ حياة شاب من الموت المحقق تحت قضبان قطار    بالمجاميع.. مواعيد اختبارات الهيئة والقبول بمدارس التمريض في مطروح (تفاصيل)    السفير حسام زكي: التحركات الإسرائيلية في غزة مرفوضة وتعيدنا إلى ما قبل 2005    تطور جديد في مستقبل دوناروما.. وكيله يظهر في مانشستر سيتي    إبراهيم نور الدين يقدم برنامج «كورة مصر» على الفضائية المصرية    رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب 7 مباريات في الدوري    اليوم الأول بدوري القسم الثاني.. تعادل كفر الزيات والسكة الحديد والإنتاج يحسمها بثنائية    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 22-8-2025 بعد آخر انخفاض    «أغسطس يُسدل الستار على الموجات الحارة».. مفاجأة بشأن حالة الطقس الأسبوع المقبل    "الخريطة الزمنية كاملة" موعد بدء الدراسة 2025 – 2026 في مصر    مطرب الراب ناصر يغنى النصيب بفقرته فى مهرجان العلمين    رضوى الشربيني تعلق على عودة حسام حبيب ل شيرين عبدالوهاب: «يا ألف خسارة»    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    ترامب يعلن موعد قرعة كأس العالم 2026 في أمريكا    الخارجية الفلسطينية: استباحة الاحتلال والمستوطنين للضفة الغربية انتهاك صارخ وتكريس لمخططات التهويد والضم    ضبط وكر لتجارة المخدرات بكلابشة والقبض على عنصرين شديدي الخطورة بأسوان    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل    كندا تتراجع عن الرسوم الجمركية العقابية على السلع الأمريكية    ترامب: الوضع الراهن في غزة يجب أن ينتهي    خسارة سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند    رواية مختلقة.. وزارة الداخلية تكشف حقيقة تعدي شخص على جارته    موعد إجازة المولد النبوي 2025 للقطاعين الحكومي والخاص (رسميًا)    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    الوادي الجديد تطلق منصة إلكترونية للترويج السياحي والحرف اليدوية    صراع الخير والشر في عرض مدينة الأحلام بالمهرجان الختامي لشرائح ونوادي مسرح الطفل    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    مدرب توتنهام: لا مكان لمن لا يريد ارتداء شعارنا    مستقبل الدور الفرنسي في إفريقيا بين الشراكة والقطيعة    لغة لا تساوى وزنها علفًا    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    لمرضى السكري - اعتاد على تناول زبدة الفول السوداني في هذا التوقيت    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    المقاومة العراقية تطالب بالانسحاب الحقيقي للقوات الأمريكية من العراق    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    المرور يضبط 120 ألف مخالفة و162 متعاطيًا للمخدرات خلال 24 ساعة    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    الاقتصاد المصرى يتعافى    الداخلية تكشف تفاصيل اقتحام منزل والتعدي على أسرة بالغربية    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلبوا مني قطع الخدمة عن »الجزيرة«.. ورفضت !
الإعلامي الگبير أمين بسيوني رئيس لجنة الإعلام بالجامعة العربية في حوار صريح مع »الآخبار«:
نشر في الأخبار يوم 02 - 05 - 2011

عندما تقابلنا بعد مكالمة تليفونية أكد لي الإعلامي الكبير أمين بسيوني.. رئيس لجنة الإعلام بالجامعة العربية وصاحب الرصيد الكبير في حياتنا الإعلامية سواء المرئية أو المسموعة أنه لن يتحدث عن شخصيات بعينها تعيش الآن في أزمة.. وقد فهمت مقصده إذ كان لابد أن يتطرق حديثنا من خلال هذا الحوار عن علاقته بكل من وزراء الإعلام الثلاثة السابقين وهم صفوت الشريف والدكتور ممدوح البلتاجي وأخيراً أنس الفقي. وإن كنتم وغيرنا من المتابعين لمجريات هذا الحوار كنا نتمني أن نسمع حديثه عن هؤلاء الثلاثة خاصة فيما يتعلق بدورهم الإعلامي قبل ثورة شباب يناير باعتبار أمين بسيوني أحد الذين اقتربوا منهم جميعاً وفي مراحل مختلفة خاصة داخل حقل العمل الإعلامي.. وإن كنت قد نجحت في بعض لقطات هذا الحوار ومن بين سطوره من الاقتراب من عالم هؤلاء الثلاثة.. لا لشيء إلا للوقوف علي الصورة الصحيحة لحياتنا الإعلامية ومدي تأثير مجرياتها علي أحداث ثورة يناير ثم مدي مواكبتها لتلك الاحداث.
وعلي أية حال لقد تحدث الإعلامي الكبير أمين بسيوني عن أشياء كثيرة قبل وبعد الثورة سوف يتم الوقوف علي تفاصيلها عندما يدور شريط التسجيل ونبدأ في نقل اجاباته علي اسئلتنا فوق الأوراق. وهذه هي التفاصيل.
بصفتك قياديا إعلاميا كبيرا لعلنا نبدأ هذا الحوار من هذه الزاوية ونسألك.. هل الإعلام المصري ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إفساد النظام السابق؟!
لا تستطيع أن تقيم محاكمة للإعلام منفصلاً عن المجتمع كله وحين تسألني لماذا.. أقولك لأن الإعلام هو لسان إنسان.. أو لسان مجتمع.. وبالتالي فإن كل الملفات التي يرتضيها هذا المجتمع لابد أن تكون هي رسالة الإعلام. إذن الإعلام هنا هو صورة للمجتمع. وبالتالي فلا نستطيع أن نفصل بين الإعلام ودوره وبين مراحل التطور السياسي المصري الذي بدأ من يوم 32 يوليو عام 2591 وحتي اليوم.
وهل هذه التسمية استمرت ايضا في وقت السماح للقطاع الخاص بدخول ميدان الإعلام؟!
شوف الإعلام الحكومي يعني وجود وزير للإعلام.. وهو بالتالي الممثل الحكومي في هذا الميدان. وبالتالي فهو يتخير ما يراه يناسب هذا الشكل السياسي للدولة.. إذن هناك التصاق كبير بين الفلسفة التي تحكم واللسان الذي يعبر عنه. وهو يفسر أن هذا الوزير ليس حراً في وضع أجندته وإنما جهاز معبر عما يرتضيه المجتمع أو النظام.
الحكومي والخاص
وهل هناك فروق كبيرة بين النوعين من الإعلام.. الحكومي والخاص..؟!
طبعاً.. كان علينا أولاً أن نشير إلي هذه الفروق. وعايز أؤكد لك في هذا السياق أن النظام الذي لا يسمح بالإعلام الخاص لا يريد الحرية!
وهل هذا يعني أن النظام السابق لم يكن يؤمن بدور الإعلام الخاص؟!
النظام السباق كانت لديه مؤسساته وأيضاً أجندته الإعلامية كاملة.. ولكنه أتاح الفرصة لحرية التعبير حتي يقال إنه يسمح أن نقول ما نشاء ومع ذلك فهو كان يفعل ما يشاء!!
وهل تعني أن هذا هو المنهج الذي سار عليه النظام السابق؟
بالضبط!. وعليك ايضاً أن تسجل له بأنه سمح بتواجد صحافة خاصة وقنوات خاصة أرضية وفضائية وهنا لابد أن تسأل مثلا هل الإعلام الحكومي والخاص كانا متساويين في الحقوق وفرص الأداء أم لا؟!
كما لابد أن نشير في السياق نفسه الي أن الإعلام ايضا يتأثر في أداء دوره نبوع الملكية.. وذلك لاختلاف أجندته عن أجندة الإعلام الحكومي. إضافة الي تأثر دوره بالتقنيات الحديثة التي تؤثر في العلاقات بينه وبين المتلقي وهذا يفسر لك ان الإعلام منذ سنوات عندما كان مقصوراً علي الأرض بدون الفضائيات كان الأمر في غاية البساطة من حيث التحكم فيه.
الاستاذ أمين بسيوني.. نرجو ألا نخرج عن مسار الحوار ونستغرق في تعريفات ربما لا يقبلها القارئ وبالتالي علينا أن نعود إلي السؤال مرة أخري ونقول: ماهي المرحلة السياسية التي خدم فيها الإعلام المصري المجتمع دون النظام ورجاله؟!
في كل المراحل السياسية.. الإعلام كان يخدم النظام والمجتمع ايضاً ولكن من خلال النظرية التي كان يصيغها النظام في كل مرحلة.
وكيف كان يحدث ذلك؟!
كلهم كانوا كده.. فعندما كانت لدينا الاشتراكية هللنا لها في فترة عبد الناصر.. ثم بعد ذلك جاءت مرحلة الانفتاح وإعادة نظام رأسمالي في المرحلة الثانية وهكذا حدث في المرحلة الثالثة أيام مبارك. ولكي نفهم ما نحن فيه الآن عليّ أن أقول لك ما سبق وذكرته عن التقنيات الحديثة في الإعلام وانتقاله من مرحلة البث الأرضي إلي الفضائيات والانترنت.. ففي المرحلة الأولي.. كان الإعلام مقصورا فقط علي الجمهور المصري. أما عندما ركب الإعلام الفضاء اصبح يغطي المنطقة العربية كلها وبالتالي تجاوز نطاق المحلية ومن ثم أفلت من سلطة الدولة ودعني أضرب لك مثالاً علي ذلك - هل لنا أية سيطرة علي قناة مثل الجزيرة؟! أو غيرها. إذن لقد اصبح الإعلام هنا إقليمياً بعدما كان وطنياً. وهذا حتم علينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار. ثم ما لبثنا أن دخلنا في نطاق إعلامي جديد عندما دخلنا عصر الأنترنت بأشكاله المختلفة وبالتالي تحول الي إعلام دولي.
الإعلام والثورة
دعنا ننتقل إلي زاوية أخري من الحوار ونسأل: هل كنت راضياً عن التغطية الإعلامية لثورة الشباب؟!
ليس هناك رضا 001٪ وعايز أقولك ليس أمامي الآن كل هذا الرصد.. فكيف أحكم؟!
أقصد من خلال متابعاتك لأحداث الثورة؟! خاصة في إعلامنا المرئي؟
ولماذا الإعلام المرئي لوحده؟!
باعتبارك كنت قريبا جداً من هذا المجال وبالتالي أعيد سؤالي السابق.. هل كنت راضياً عن التغطية الإعلامية للثورة؟!
كنت راضياً.. طبعاً.
ولماذا؟!
لقد كانت ترصد ما تراه. وفي تصوري كان ينقصها التحليل. فقط!!. وأنت تعرف أن هناك ما نسميه بالخبر ثم التعليق والتحليل. وبالتالي فإنني لا أتهم الإعلام بأنه قد أخفي أشياء!!
يا استاذ أمين لقد خرجت بنا عن مسار السؤال.. فأرجو أن نعود إليه؟
أعود وأقول لك.. إن أحداث ثورة 52 يناير نجح الإعلام في تغطيتها بالكامل!! وربما كان يحتاج الي المزيد.. فالمسئولون ركزوا الكاميرات علي كل ما حدث وعلي ما جري في كل المناقشات. ولكن المسألة كانت تحتاج الي التحليل الذي كان سيساعد المتلقي علي تكوين رؤية لما يجري ويحدث!!
ولماذا تفوقت علينا القنوات العربية والاجنبية في تغطية هذه الثورة؟!
لأنها لا تغطي ما يحدث علي أرضها. ولأن الفضاء أصبح يتسع الجميع فإن أية قناة فضائية اصبح لديها الحرية كما تقول.
رخصة الديمقراطية
ولماذا؟!
لأننا في إعلامنا قد اقتصرنا علي الخبر وليس التحليل والمتابعة والمناقشات. وهذا معناه أن الثوار الشباب قد فتحوا الأبواب وأعلنوا لكل المصريين أن هذا النظام الذي كنا نشك في أننا لا نستطيع تحريكه قد سقط. والباب اصبح مفتوحاً أمام الانسان المصري من أجل بناء ديمقراطية مصرية جديدة. هذه الديمقراطية التي لم يعد يكبلها شيء حتي الثوار انفسهم لم يكن لهم قائد تغريه السلطة بأنه يقاوم الديمقراطية. وما أريد أن أقوله أن الإعلام من هذه الزاوية كان لابد بل ويجب من الأن أن يناقش هذا الهدف الذي نسعي إليه جميعاً ألا وهو الديمقراطية التي نراها تنضج دائماً وبالممارسة.. ولابد للإعلام أن يكون له دور رئيسي في هذه المرحلة.
وهل تعتقد أن نجاح ثورة شباب 52 يناير سيكون البداية الحقيقية لبناء إعلام مصري حقيقي يعبر عن الانسان المصري وليس عن النظام؟!
هو لديك عقدة اسمها النظام. ألا نستطيع أن نقول بدل كلمة النظام.. كلمة الدولة أو المجتمع. لأن الإعلام في واقع الأمر لا يمكن أن يتم تضييقه.
وهذا معناه أن السلطة في تصوري لا يجب ان تصبح مطلقة وبالتالي لا يستطيع أحد أن يناقشها. هذا اصبح مرفوضا في المرحلة الجديدة.
بلاش لفظ النظام.. هل ستكون هذه الثورة بداية لإعلام يخدم المجتمع المصري كما يجب أن يكون؟!
إذا ما استثمرنا نتائج هذه الثورة، وفتحها للباب علي مصراعيه للديمقراطية.. عندئذ سنقول إن الديمقراطية قد قامت بالفعل.. ومن بعد ذلك نتساءل.. ماذا نفعل بعد ذلك؟! من هنا يبرز دور الإعلام الذي سوف ينقل رؤية المجتمع لشكل هذه الديمقراطية ووسائل ممارستها كما يجب. وأنا أري أنه من الضروري أن يبدأ إعلامنا ومنذ هذه اللحظة في تحقيق هذه الخطوة أو هذه الميزة.. وإلا فإننا قد أضعنا النعمة الكبري التي جاءتنا بعد هذه الثورة وأعطاها الله لنا من خلال ما قام به أولادنا من الشباب. إنهم هم الذين فتحوا أمامنا الباب وقالوا لنا ادخلوا من باب الديمقراطية. وللأسف وحتي هذه اللحظة لم نستغل هذه الدعوة. وأخذ إعلامنا يغني ويمزج وفقط!!. وبالتالي يجب عليه أن يناقش قضايا هذه الديمقراطية علي مستوي كل أطياف المجتمع دون الاقتصار علي فئة بعينها. وبطبيعة الحال سوف ينتج عن هذا الحراك وجود برلمان فيه الشباب الذين احتضنهم الشعب كله، وكذلك المجلس العسكري. وهنا لابد لنا أن نعترف بفضل الشعب المصري ومن ورائه المؤسسة العسكرية. وحين تعود لدور الإعلام. أقول لك.. إن هذا الإعلام لابد له من تقديم كل هذه الرؤي.
الإعلام الحقيقي
مازلنا بعيدين عما سبق وسألناه عن البداية الحقيقية لإعلام حقيقي متي يكون؟!
أقولك.. الإعلام الحقيقي بدأ بالفعل.. ولكن في هدوء.. لابد أن تخرج عن نطاق الشباب.. يعني أنه لا يجب علينا أن نلقي كل الاعباء علي هؤلاء الشباب.. فعلي المجتمع كله أن يتحرك إيجابياً بجانب الإعلام ورجال السياسة والصحفيين من اجل ان نصل الي الديمقراطية التي ننشدها بأسرع ما يمكن. اضف إلي ذلك في المرحلة القادمة لابد ألا نتوقف عند حافة المديح للثورة لان المديح الحقيقي للثورة أن نسعي الي تحقيق اهدافها ومبادئها وجميعها تصب في خانة الديمقراطية.
دعني أسألك وعليك الاجابة بصراحة.. هل ساهم الإعلام في انهيار النظام السابق أو حتي جزء من هذا الانهيار. أو أنه لم يلعب دوراً في هذا الانهيار؟!
الإعلام.. كما سبق أشرت إليه هو لسان الجهاز..
نريد توضيحاً أكثر!
أقولك ذلك في كلمة بسؤال.. وهل النظام السابق لم يكن يسمح للإعلام بتناول القضايا إلا التي كان يرتضيها!.
وأين كنتم كرواد إعلام فيما كان يحدث وتحدثنا عنه؟
ماذا تقصد.. وفي أية فترة مثلا في عصر عبدالناصر.. إسمع بقي.. بلاش الاسئلة الكبيرة والتي لا تصل من خلالها الي نتائج مرجوة!!
بطبيعة الحال.. اقصدك وجيلك عما كان يحدث؟!
إنك تريد أن تحملنا ما حدث خلال الفترات السياسية الثلاث والتي حكيت لك عنها من قبل! ومع ذلك فإنه كان هناك الكثير من هؤلاء الرواد الذين اعترضوا وقالوا وأنا كنت منهم.. لقد كنا من خلال المناقشات والمحاورات حتي أعلي سلطة نقدم الدراسات التي تبين النتائج الإيجابية وكذلك السلبية. وقد عدلت كثير من السياسات الإعلامية وبناء علي ماكنا نقدمه من دراسات أو تعليقات.
ولكي أوضح لك ذلك دعني أضرب لك مثالاً بدون ذكر اسماء وحتي لا يقال إن هناك بطولة لفلان أو لعلان!. عندما امتعضت مصر أو النظام السابق في مصر من قنوات فضائية عربية بعينها بدأت تجلد هذا النظام بالسياط!! وكنت في ذلك الوقت قد تركت الإعلام واصبحت رئيساً لشركة نايل سات التي تؤجر حيزات لهذه القنوات. في هذه الفترة كان التململ والامتعاض مصدره قناة الجزيرة.. عندئذ طلبوا مني رفع هذه القناة من علي قمر النايل سات . وقد أخبرتهم بأن هذا قرار سلبي.
منع قناة الجزيرة
إذن هذه واقعة حقيقية.. حدثت بالفعل؟!
طبعاً ولو لم تكن حقيقية وحدثت لم ذكرتها. ولدينا أدلة سوف اسوقها لك. المهم عندما جاءت هذه التعليمات »شيلوا قناة الجزيرة«.
وما مصدر هذه التعليمات؟!
السلطة!!
ومن هذه السلطة بالضبط؟!
يا سيدي الفاضل من أعلي سلطة!!.. وهو مبارك بطبيعة الحال!. الذي أعطي هذه التعليمات لصفوت الشريف الذي نقلها لنا بالتالي لانني لم أكن اتلقي تعليمات مباشرة من مبارك! ساعتها قال لنا ياجماعة.. تجاوزات قناة الجزيرة وصلت الي الرئاسة. وعليكم البحث عن تصرف!!.. عندئذ اخبرتهم بأن رفع هذه القناة من فوق نايل سات ليس حلاً!. بل بالعكس فإن النتائج سوف تكون سلبية!.
أمين بك علي فكرة لقد سمعنا ذلك أيضا بعد ان انفجرت ثورة شباب 52 يناير؟!
يعني.. وكانت لي اسباب للرفض، ومن أهمها أن منطقتنا هذه بها العديد من الاقمار الصناعية وبالتالي عندما نرفعها من نايل سات سوف تنتقل الي قمر آخر. وبالتالي لا نصل إلي النتائج التي نرجوها. عندئذ تساءلت.. وفي هذه الحالة كيف يمكن أن نحمي انفسنا من كل ذلك. سواء فيما يخص المجتمع أو الرئيس أو النظام والوزراء. قلت لهم علينا بالحوار وليس بالمنع! أو كتم الافواه!. بل أكثر من ذلك قلت لهم إن الاعلام الفضائي حولنا الان يعتمد اعتماداً كبيراً علي الإعلام الخاص! وبالتالي علينا في مصر السماح للإعلام الخاص بممارسة دوره في حرية هذا الإعلام الخاص الذي كان موجوداً في كل الدول الا في مصر في هذه الآونة!. وبالفعل تم السماح بإطلاق 4 قنوات خاصة في بداية المشوار. كي تكون وسيلة الدفاع عن مصر ونظام مصر. والحوار هو السبيل الي كل ذلك! نخرج من هذه القصة بالقول أن النصيحة المخلصة حين تكون علمية وللمصلحة لم يكن أحد يعترض.. وهنا أعود واقولك.. أنك حين تتحدث بالعقل والمنطق والعلم.. لابد أن يسمع رأيك في أي مكان وأمام أي سلطة!
النجاح والسقوط
حدثتنا من قبل عن ثورة الشباب بكلام جميل لذلك أسألك.. هل توقعت نجاحها؟!
طبعاً كنت أتوقع نجاحها. ولكنني لم أتوقع سقوط النظام بهذه السرعة! ولأنني قد حكمت علي هذه الثورة من مبادئها فقد تمنيت لها النجاح ورحبت بها وربنا أكرمنا وبالفعل نجحت وإنما لم أكن لا أنا ولا غيري طموحين الي هذا الحد.
ولماذا لم تكن تتوقع سقوط النظام السابق بهذه السرعة كما قلت؟!
لأنه قضي 03 عاماً وخلال هذه الفترة الطويلة أخذ يبني نفسه طوبة طوبة. والمشكلة في تصوري أن رموز النظام السابق لم يتوقعوا هم أنفسهم هذا الانهيار السريع!. من واقع وجود عدد كبير من الشعب المصري يكن لهم كراهية كبيرة!. والمفاجأة التي وقعت للنظام السابق في تصوري أنها ثورة من الشباب وقد التف حولها كل الشعب فأصبحت بالفعل تعبر عن هذا الشعب كله. ثم التف حولها الجيش فتمت حمايتها من الغدر والاغتيال. وعندما تكامل هذا المثلث نجحت الثورة والحمد لله. لقد كان لدي ولدي ملايين المصريين منذ عام 2591 وحتي اليوم شوق شديد للديمقراطية لأن لنا تجربة عريقة بدأناها منذ عام 9191 والتي ظلت ثرية جداً حتي قيام ثورة 32 يوليو. وعندما حدثت تجربة ثورة ميدان التحرير تذكرت أنها ثورة ابنة الثورة الاولي والتي حدثت عام 9191. وحين تسألني أقول لك إن هناك شعاراً صغيراً دام خلال ثورة سعد زغلول وتمسك به الشباب في ثورتهم. ألا وهو أن الدين لله والوطن للجميع. وقد حمانا هذا الشعار من الاقتتال الطائفي الذي قاسينا منه قبل ذلك وإذا ما أردنا أن نربط ذلك بما حدث في ميدان التحرير أقول لك إن هذا الشعار هو الذي كان سبباً ايضاً في نجاح هؤلاء الشباب مما أكد لدي أن التجارب الديمقراطية عبر التاريخ تتواصل.
ذكرت لي بعد الوقائع التي عايشها في ميدان الإعلام فهل تم ذلك من واقع وجودك كعضو في الحزب الوطني؟
الحزب الوطني منذ نشأته قد انتقي أناسه ورجاله ولكن هناك كثيرا من المواقف التي تدخلت لحلها بناء علي رغبة شخصية مني.
هل لم يأت عليك يوم فكرت فيه أن النظام السابق كان علي وشك الانهيار؟!
لا.. لم يحدث ذلك. وعلي فكرة انا انظر إلي كل الاحداث وفق حكمة قرأتها وهي تقول أن السلطة مفسدة. والسلطة المطلقة تكون مفسدة اطلاقاً.
وهل يمكن ان تفسر لنا هذه الحكمة اكثر؟!
تقدر تقول لي هل هناك تفسير أكثر من ذلك. هذه قرأتها أولاً باللغة الانجليزية لأنني من خريجي قسم الانجليزي. ومنذ أن قرأتها وعرفت مغزاها. أخذت اطبقها كتجربة إنسانية متكاملة وبالتالي تنطبق علي أي حاكم أو فترة حكمه. عندئذ لابد أن تقول إن كانت السلطة مطلقة فمن يردعها؟!.. إذن ما قلته تستطيع ان تعتبره قاعدة يمكن تطبيقها في أي فترة زمنية.
أنا والرئيس
كم مرة تقابلت مع الرئيس السابق؟!
كثيراً جداً. وفي كل المناسبات خاصة ما ارتبط بهذه المناسبات إعلامياً! فكان لدينا كل عام ما اسميناه عيد الإعلاميين، وهو كان دائم الحرص عليه. هذا العيد كان بقيمة اتحاد الإذاعة والتليفزيون تكريماً للكلمة الحرة.
وهل دار بينك وبينه أي نوع من الحوار في يوم من الأيام؟!
عادي جداً. وكان ذلك يتم كأحد أسرة الإعلام المصري.
لن أتحدث عنهما
الاستاذ أمين دعنا نختتم هذا الحوار بهذا السؤال لقد تعاملت وطوال رحلتك الإعلامية مع عدد من وزراء الإعلام! (مقاطعاً)
شوف لن أتحدث معك عن شخصيات.. إنما عايز تسألني عن السياسات الإعلامية سوف أحدثك؟
استاذ أمين ليس المقصود الحديث عن اسماء بعينها. وإنما نسألك عن سياساتهم الإعلامية؟!
لقد تعاملت مع كل الإعلاميين العرب. وفي مصر.
نريد ان نعرف منك تفاصيل رؤيتك عن الإعلام في فترة صفوت الشريف وأنس الفقي. فما هي هذه التفاصيل!
لا تعليق لي علي أحد. هذان الوزيران الآن في أزمة. وبالنسبة لصفوت الشريف فقد لعب الدور الذي ارتضاه له النظام بالكامل وهذا باختصار. وكان يقول دائماً إنني في مجلس وزراء وفيه أنا مسئول عن الإعلام. والنظام له أجندة قام بتنفيذها! وهل أنا من حقي أن أتحدث عنه وهو في هذه الأزمة التي يمر بها الآن؟!
وماذا عن كل من الدكتور ممدوح البلتاجي وأنس الفقي؟
للأسف الشديد أن المرض لم يمهل الدكتور البلتاجي بأن يترك بصمة حيث لم يخدم هنا أو هناك. لقد قضي بيننا في الإعلام فقط 6 أشهر وكان مايزال أمامه 6 أشهر أخري لتنفيذ أحلامه ولكن ابتلاءه بالمرض لم يمكنه من ذلك!. وكنت صديقاً شخصياً له جداً. اما فيما يخص انس الفقي فلا تعليق لي علي أدائه ايضاً الآن لما يمر به من ازمة. وعلي فكرة لم أمكث معه فترة تمكنني من الحكم عليه وحتي يتسم حديثي بالموضوعية. وأنا من مبادئي أن أي إنسان في محنة أتمني له السلامة.
الغاء الوزارة
وهل تري أن الفترة القادمة في حاجة إلي وزير للإعلام؟!
أري أنه ايضاً وفق ما أعلنه أول مجلس وزراء عقد في ميدان التحرير بعد الثورة ضرورة الغاء وزارة الإعلام. ولم يخرج قرار آخر حتي اليوم وبالتالي ليس هناك وزارة للإعلام.
وهل أنت من المؤيدين لهذه الرغبة؟!
طبعاً. لأنني أؤيد فعلاً عدم وجود وزير للإعلام لان التطور الإعلامي العلمي يجعلنا لا نرجع الي الخلف.. وعلي فكرة ليس إلغاء الوزارة هو الحل وحده. بل لابد من تغيير المنظومة الإعلامية بالكامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.