كل التحية والتقدير لتضحيات رجال الشرطة، وشهداء الشرطة سوف يظلون ودائماً فى ذاكرة الشعب وفى عليين فى وجداننا، ولكن تصرفات بعض الضباط قد تستغل من بعض الأشرار والإرهابيين لخلق مشاعر مضادة للشرطة، ومن منطلق الحرص على العلاقة بين الشعب والشرطة أتحدث. وأصل التسمية لكلمة ضابط هى أنه يلتزم بالانضباط ويلزم غيره به، ولذلك فهو القائم على تنفيذ القانون. وأكثر رجال الشرطة قرباً للمواطنين هم ضباط المرور، ولذلك سلوك رجال المرور مهم جداً لأنهم فى الواجهة، ولذلك يتملكنى الغضب عندما أسير فى شوارع القاهرة وأجد سيارات ملاكى تسير فى الشوارع بدون لوحات معدنية، وبعضها بلوحات مطموسة أو لوحات قديمة تم إلغاؤها وزجاجها فيميه وسارينة شرطه وعلامة نسر باختصار فيها كل المخالفات الممكنة فى السيارة ناهيك عن مخالفات رخص القيادة. وتأكدت بنفسى ومشاهداتى ومعارفى أن بعض هذه السيارات لضباط المرور وبعضها لجهات قضائية، وهذا أمر جد خطير، بعض ضباط المرور بل وضباط القطاعات الأخرى يجدون متعة وسلطة فى قيادة سيارات مخالفة لقانون المرور، ويظهرون لباقى قائدى السيارات استهانتهم بالقانون، وهاهم يسيرون فى الشوارع بمخالفات واضحة ولا يستطيع أحد أن يفعل لهم شيئاً أو يستوقفهم ويطبق عليهم القانون، أما أنتم أيها المواطنون فإياكم ومخالفة القانون فسوف نطبق عليكم القانون، فنحن الضباط فوق القانون وأنتم تحته، ويشجع على هذا مجاملة لجان المرور لزملائهم الضباط والتغاضى عن مخالفتهم المرورية، إنه شعور داخلى موروث من الأنظمة الديكتاتورية والدولة المستبدة التى قضى الشعب عليها فى ثورتى 25 يناير وثورة 30 يونية وإلى غير رجعة، إن منطق البلد بلدنا ونعمل اللى عايزينه خطأ وخطر وقد يعيد أجواء يناير 2011 إذا لم ننتبه، وعندما سألت بعض الضباط عن سبب مخالفتهم لقانون المرور كانت إجابتهم غريبة مثل احنا ضباط واللى فى المرور زملاء أو الرد بضحكة على سذاجتى أو هى دى مصر.... وحتى احنا أسياد البلد. أعتقد أن هذه الظاهرة ترجع إلى عدم احترام بعض الضباط للقانون أصلاً، وهذا أدى لشعور بعضهم أنهم فوق القانون لأنهم القائمون على تنفيذه، وإن مخالفة القانون من امتيازات الوظيفة أو تقليد قيادتهم الأمنية من أصحاب الرتب العالية، إنها عقيدة الاستهانة بالقانون، مثل عقيدة احترام القانون فى الدول التى تقوم على سيادة القانون، أما دولة المعارف والمحاسيب وأصحاب السلطة دولة العزبة فقد زالت من العالم المتحضر، وكيف يمكن تصور دولة يسيطر فيها العاملون على القطاع الذى يعملون فيه، يعالج الطبيب معارفه وأقاربه ويخلى القاضى سبيل حبايبه ويجتهد المدرس في تعليم عائلته وحتى الفرن يعطى الخبز للأصدقاء والحبايب. وكيف نستدل على سيارة بدون لوحات ارتكب قائدها جريمة وفر هارباً؟ إن قيادة سيارة بدون لوحات هى شروع فى ارتكاب جريمة ينوى قائد السيارة الهرب منها. قد لايدرك بعض الضباط خطورة هذا التصرف ولكن تأثيره كبير على مبدأ احترام القانون، والمثل يقول إذا كان رب البيت بالدف ضارباً، ولا يجب الانتظار حتى يدرك الضباط ولكن يجب أخذ الأمر بكل جدية وبتعليمات واضحة من وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للمرور لكل الضباط بتقنين وضع سياراتهم وسيارات عائلاتهم خلال مدة محددة، ووضع المخالفات المرورية ضمن تقرير الكفاءة للضباط. إن التزام ضباط المرور سوف يضع فئات أخرى تستهين بقانون المرور فى حرج بالغ وسوف نصل إلى مرحلة يطبق فيها القانون على الجميع فعلاً. نبدأ فوراً بالضباط الأعلى رتبة لأنهم قدوة لباقى الضباط، ولايجب أن نترك الشرطة تخسر ما حصلت عليه من تأييد شعبى بدماء أغلى أبنائها بتصرفات غير مسئولة من بعض أبنائها.