عادت الروح إلى بارئها ورحل الجسد ولكن تبقى الذكريات والمواقف والعطاء هو الخيط الرفيع الذي يربط الراحلين إلي ملكوت ربهم بالحياة والدنيا بكل ملامحها القاسية.. توقف قلب خالد صالح أول من أمس وفارق الحياة بعد محاولات وعمليات جراحية لتربطه بالحياة. لكن حانت لحظة القدر والفراق ورحل جسد خالد وبقيت أعماله الفنية المتميزة هي ذلك الخيط الذي يحفظ الصورة والملامح في قلب عشاق فنه. صدمة الرحيل كانت قاسية على مسامع عشاقه وأصدقائه وأسرته، الكل كان يترقب عودته من العملية الجراحية في القلب من أسوان سالماً.. لكن خالد صالح نفسه وحسب وصف أصدقائه والمقربين كان يشعر بدنو أجله، لكن تبقى لحظة ما بعد الفراق هي الصادمة، فهذا الفنان كان يحمل قلباً غاية في الطيبة والتواضع والحب والعطاء والحنان لكل من حوله، كافح طوال عشرين عاماً لتحقيق هدفه بأن يكون فناناً محترماً لم يسع يوماً خلف الأضواء والكاميرات لكي تساعده في الانتشار حتي شاءت إرادة الله أن تفتح له باب النجومية في السينما والدراما والمسرح.. هذا الفنان الذي قدم أكثر من 22 مسرحية للدولة وقدم عشرات المسلسلات والأفلام ظل ثلاثين عاماً يبحث عن حلمه في الفن وكان المقربون منه والعالمون بحقيقة وحجم موهبته بعد كل عمل يرون أن خالد مازال لم يقدم كل طاقته الفنية بعد. قالوا عن رحيله نقيب السينمائيين مسعد فودة، قال: أصبت بالصدمة الشديدة فور تلقى الخبر حيث كنا ننتظر جميعاً خروجه من العناية المركزة ونسافر له أسوان لكي نهنئه بنجاح العملية، لكن كانت كلمة الله هي العليا وعادت الروح لخالقها وتركت لنا الألم والحزن، لكن عزاءنا عطاؤه وأعماله المحترمة.. وأضاف: خالد الفنان يختلف كثيراً عن خالد الإنسان الحنون العطوف وصاحب الخلق.. كانت آخر مكالمة معه قبل السفر هو ترشيحه لجنة فيلم مصرى للمشاركة في مهرجان أوسكار، لكن ظروفه الصحية جعلته يعتذر وعندما حدثته والكلام ل«فودة» عن غياب دعم النجوم للمهرجانات المحترمة.. قام فوراً بدعم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، واختتم «فودة» كلامه: الحقيقة الوحيدة الآن أن خالد رحل ونحتسبه عند الله وسنسافر وفداً من نقابتي الفنانين والسينمائيين لاصطحاب الجثمان للقاهرة ودفنه. سيد فؤاد: رحلة عمر من الجامعة حتي الرحيل المخرج سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، قال: علاقتى بخالد صالح «رحمه الله» لم تكن مجرد علاقة عمل فنحن تخرجنا معاً في كلية الحقوق جامعة القاهرة وعشنا معه كإنسان رائع الخلق مهذب يمتلك مشاعر وحناناً كبيراً مع أسرته وابنه وأهله وأصدقائه، وكل محتاج، خالد الإنسان لا يعرف قيمته سوي المقربين منه لكن الفنان الجميع يعرفه ويعرف فنه ونجاحه وحرصه علي تقديم أعمال جيدة ومحترمة. وأضاف: هذا الفنان المحترم «رحمه الله» رغم محنة مرضه وآلامه أصر على أن يرسل تبرعاً عينياً لمهرجان الأقصر وأرسله مع أحد مساعديه ومن فرط أخلاقه اتصل بي ليعتذر عن تأخره رغم معرفتي بحالته الصحية الحرجة.. رحم الله خالد وألهمنا فيه الصبر والسلوان. وأضاف: أقل جميل لهذا الفنان المحترم هو تكريم خاص وإهداء الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية لروحه. نادر صلاح الدين: 20 سنة كفاح في الظل السيناريست نادر صلاح الدين قال بصراحة الموقف غريب وعصيب والصدمة شديدة لم نكن نتوقع رحيل خالد بهذه السرعة لكنها إرادة الله أراد أن يرحل خالد في هذا التوقيت ويترك خلفه ميراثاً مهماً من الفن الجيد والموهبة المحترمة. أضاف: خالد كان عاشقاً ومحباً للفن، ظل عشرين عاماً يعمل في المسرح وبدأ معي في عام 87 مسرحية «بيرم التونسي» وقدمنا في 92 مسرحيتى «هذا هو أنت» ثم «منديل الحلو» وكان خالد يعمل من أجل الفن لم يسع يوماً للشهرة أو الأضواء حتي جاءته في وقتها ورحل وهو في قمة توهجه. وأضاف: «خالد» وبحكم عشرتنا وصداقتنا الطويلة وأنا أعلم حجم موهبته جيداً لم يعط نصف ما عنده وللأسف لم يعرف قيمته الفنية سوي المقربين منه، لكنها إرادة الله.. فليرحمه ويصبرنا ويعين أسرته وابنه.