من حق أي شخص أن يحلم.. بشرط أن يتغطي جيداً!! ومن حق أي واحد أن يحلم بالسلطانية.. حتي إن كان ذا أصول تافهة!! ولكن ليس من حق هذا أو ذاك أن يصبح «عبده مشتاق» من فراغ!! ولكن رجب طيب أردوجان الذي بدأ سلم الشهرة منذ كان عمدة لمدينة إسطانبول ثم تلقي اللطمة الأولي أيام زعيمه أربيكان، فأنشأ حزبه الساعي إلي السلطة خصوصا بعد أن نحي جانبا حليفه التقليدي الذي صعد معه من تحت لفوق وقدم صديقه هذا ليجلس علي كرسي رئيس الجمهورية - والمعروف باسم عبدالله جول واحتفظ لنفسه بموقع رئيس الوزراء.. ثم لعب أردوجان لعبته غير النظيفة وأسقط جول من كرسي الرئاسة ليجلس عليه هو، ثم يسعي لتوسيع سلطات رئيس الجمهورية بعد أن جلس عليه «ونجد الآن أن أردوجان» صنع من نفسه ديكتاتوراً.. وويل للشعوب، عندما يتولاها.. ديكتاتور!! وأردوجان جاء بأحد معاونيه المطيعين من منصب وزير الخارجية وأجلسه بلا سلطات فعلية علي كرسي رئيس الوزراء.. وذلك ليؤكد أنه الحاكم الأشد بأساً.. والطامع في أن ينال موقع كمال أتاتورك نفسه.. أي الديكتاتور الأبشع، في تاريخ تركيا الحديث.. ولأن السلطان التركي الجديد أردوجان عجز بالفعل في أن ينال شرف الانضمام إلي الاتحاد الأوربي، رغم أنه قبل أعتاب هذا الاتحاد، فانه يحلم في استعادة البلاد المجاورة له من الشرق والجنوب، وكانت ولايات استولت عليها تركيا بالخيانة والدسائس مثل مصر وسورياوالعراق.. فهذا السلطان الجديد يحلم بعرش السلطانية.. ولكن الشعب المصري دمر حلم هذا العاشق عندما أسقط حكم الاخوان الذين لا يعترفون بالوطنية ويتمسكون بالشعارات عن الدولة الاسلامية.. ولهذا كانت وجهتهم هي تركيا ليدغدغوا حواس أردوجان فلما سقطت دولة الإخوان في مصر.. فإن البطش الاخواني مازال مستمراً في تونس وليبيا والسودان.. وحماس. ويكمن سر العداء التركي الذي يقوده «أبو سلطانية» في أن ثورة مصر حطمت حلم أردوجان في أن يصبح سلطاناً لسلطانية مركزها تركيا.. ولذلك يركز هذا الحالم حملاته ضد مصر.. بينما بلاده تحتضن الإرهابيين الذين يحاولون تركيع مصر وغيرها.. بل وتلعب أصابعه أيضاً في سوريا التي كانت يوماً ما ولاية عثمانية تركية.. ولم يقنع بحصول تركيا علي قطعة من سوريا هي لواء الإسكندرونة عام 1938. ويلعب كذلك ضد العراق. وبعد أن تأكدنا نحن كل العرب من مؤامرات تركيا وأردوجان ضدنا جميعاً.. ماذا نحن فاعلون؟! وأقولها بكل صراحة: هل نسينا سلاح المقاطعة.. ولماذا نتسابق للشراء من تركيا.. بينما هناك بدائل أخري من دول صديقة.. لماذا نستورد منهم كل شيء.. من الملابس والمصنوعات الجلدية.. حتي الحنفيات والخلاطات والأغذية المجففة.. ولماذا يشكل العرب أكبر نسبة من السياح الذين يذهبون إلي تركيا.. وينفقون المليارات علي السياحة هناك والاقامة في فنادقها ويتنزهون علي ضفاف البوسفور الذي شهد إغراق السلاطين القدامي لكل المناضلين العرب الذين ثاروا ضد تركيا.. بل لماذا نشتري منهم مسلسلاتهم التليفزيونية الخليعة.. بكل ما فيها من «عري» حتي بات العرب أكبر مشتر لهذه المسلسلات، وكأنها صنعت ليشتريها العرب دون غيرهم. بعد دبلجتها إلي العربية.. هل لأنها تذكرهم بتاريخ يجب أن نتخلص منه.. لا أن ندعمه ونشتريه.. أم لأننا فعلاً مثل القط.. يحب خناقه.. إننا لم نر من الأتراك إلا كل خسة وهم الذين نقلوا أفضل ما كان عندنا من نهضة وصناعة وعمارة إلي بلادهم.. فكان ذلك سبباً في تدهور حضارة مصر وسوريا.. والعراق.. تعالوا نعلنها مقاطعة اقتصادية وسياحية شاملة. وأن نوقف طوفان الاعلانات التي تملأ الاعلام العربي بالدعوة لزيارة تركيا والسياحة فيها بأرخص الأسعار.. ولا يهم هذه الأسعار المتدنية فعلاً.. فما يحلم به الأتراك.. هو ما ينفقه السائح العربي المغرم بالمشتريات.. حتي ولو لم يكن يحتاجها!! نقول ذلك لأن كل الموازين التجارية بين العرب وتركيا هي لصالح تركيا.. فإذا قاطعنا كل ما نشتريه الآن منهم فسوف يثور تجار وصناع تركيا علي السلطان الجديد.. وربما يسقطونه في أول انتخابات.. أما نحن كل المصريين فاننا نوجه إنذاراً للسلطان الجديد.. إبعد عن مصر وإلا فاننا مستعدون لارسال جيش مصر من جديد ليؤدبوا السلطان الحاكم أردوجان كما أدب قائد جيش مصر ابراهيم باشا السلطان القديم «السلطان محمود» الذي مات كمداً بعد أن اكتسح الجيش المصري كل قواته حتي أصبح جيش مصر علي أبواب العاصمة اسطانبول «الاستانة» ولولا تدخل أوروبا لدخل جيش مصر عاصمة تركيا.. إيه رأيك يا أشهر عبده مشتاق.. في العصر الحديث؟!