منذ إنشاء مجمع الألمونيوم في نجع حمادي لم تخترع الحكومات السابقة شيئا في الصعيد كله سوى عدد كبير من أعضاء مجلسي الشعب والشورى.. تاجر الكثير منهم في فقراء الصعيد وفى السلاح والمخدرات وبيع الوظائف للعاطلين.. مقابل التصفيق والموافقة على ما يقوله الحزب الوطني الفاسد..!! ولما يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن مشروع قومي جديد لتنمية الصعيد، فهذا لا يعنى ان الدولة قررت النظر الى الصعيد فقط بل قررت اعادة احياء الصعيد مرة اخرى بعد ان شبع فقرا وسرقة ونهبا.. وموتا ايضا!!.. والحقيقة أن الرئيس السيسي، حتى الآن، لم يقل شيئا ولم يفعله، ولذلك استبشرت خيرا باعتزامه تدشين مشروع «المثلث الذهبي»، لتنمية صعيد مصر عبر استغلال الموارد الطبيعية والثروة المعدنية في هذه المنطقة الواقعة بين قنا وسفاجا والقصير، والاستفادة من إمكانياتها السياحية والصناعية والتجارية والزراعية. وقد ظللت لسنوات أكتب عن التأثيرات الإيجابية لإنشاء مصنع واحد فى نجع حمادي وهو مجمع الألمونيوم، وكيف حول منطقة صحراوية جرداء كانت مأوى لقطاع الطرق وتجار السلاح والمخدرات الى منطقة صناعية وزراعية ساهمت في احداث نقلة نوعية فى حياة سكان كل القرى المحيطة للمجمع من خلال إعادة تأهيل القوى العاملة العاطلة وتدريبهم ليصبحوا فنيين وأسطوات متخصصين فى صناعة الألمونيوم، وكذلك عمال وسائقين لكل أنواع السيارات والجرارات واللودرات وتم تسكينهم مدينة المجمع واقاموا مدارس لأولادهم ونادى رياضى واجتماعى. وهذا ما يجب ان يكون عليه التفكير الاستراتيجى فى مشروع المثلث الذهبى بأن تقوم منظومة متكاملة من المشروعات الصناعية والزراعية والسياحة يكون هدفها التنمية الشاملة لجنوب الصعيد كله وتحويله الى كنز حقيقى يساهم فى الدخل القومى بنصيب اكثر بكثير من المتوقع من عائدات مشروع تنمية منطقة قناةالسويس، بالإضافة الى التنمية الحضارية التى يفتقدها الصعيد وجعلته مرتعا للارهابيين وتجار السلاح والآثار والمخدرات لسنوات طويلة واصبح عنوانا للتخلف بكل أشكاله وانواعه!! ويكفى القول إن الصعيد الذى يمتلئ بالخبرات من خريجى الجامعات والحاصلين على الدكتوراه فى كل التخصصات ومن الأطباء والمهندسين والمحاسبين والمدرسين كان يمثلهم فى مجلسى الشعب والشورى لسنوات طويلة اعضاء كان اكثرهم بلا مؤهلات بل بعضهم كان لا يعرف القراءة والكتابة.. وذلك بسبب واحد وهو التخلف والعصبية والقبلية. وأن التخلص من كل هذه الامراض لن يكون باجراء حظر سياسى مثلا على كل من كانوا اعضاء بالحزب الوطنى بل بالتنمية الشاملة للصعيد لتشمل كل نواحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبإتاحة الفرصة امام كل الشباب الصعيدى بمختلف فئاته للمشاركة فى مشروع «المثلث الذهبى» الذى يجب أن لا يكون مجرد مشروع صناعى تجارى زراعى بل نقلة حضارية لمجتمعات عانت كثيرا من التخلف إلى حد أن أهلها يحلمون ليل نهار بالنزوح عنها والهروب من جحيم الفقر والمرض والجوع.. والفساد!! ولهذا فإن تحويل الصعيد من مناطق طاردة للسكان الى مناطق جاذبة لسكان الصعيد ولكل ابناء مصر، ليس بالمهمة اليسيرة والبسيطة ولكنها ليست مستحلية على بناة السد العالى ومجمع الألمونيوم وعلى من تحدوا كل العالم وعبروا قناةالسويس وحققوا نصر أكتوبر العظيم فى ست ساعات.. وأخيرا جمعوا 60 مليار جنيه فى عشرة ايام لحفر قناةالسويس الجديدة! من الشارع: بالصدفة وجدت نفسى ومعى اسرتى محاصرا داخل تاكسى فى قلب مظاهرة لصبية الاخوان فى شارع الهرم، ويرددون شتائم قذرة للرئيس السيسى وللجيش والشرطة، ورأيت بعينى عدداً من هؤلاء الصبية يعلقون فى أعناقهم شنطا ممتلئة بزجاجات المولوتوف، وشاهدت أحدهم يخرج زجاجة ويشعلها ويلقيها على سيارة اعترض سائقها على قطع الطريق وتعطيل المرور.. وكادت هذه السيارة ان تحترق وتنفجر وسط السيارات بما فى ذلك التاكسى الذى استقله وأسرتى.. ويسمحون فقط بمرور أى سيارة يشير سائقها بعلامة رابعة.. وهذا نوع من الهبل على الشيطنة لن يغيره قانون التظاهر ولكن باعادة تأهيل هؤلاء العاطلين، ومشاركتهم فى مشروعات قومية تنقلهم من التخلف الى الحضارة!