أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مكافحة الإرهاب بحاجة إلى دراسة ومعرفة جذوره .. واصفا التحالف الذي أطلقته أمريكا لمحاربة داعش بأنه مضحك نوعا ما لأن فيه من دعم ومازال يدعم الإرهاب بالمال والسلاح. وذكرت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية عبر موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أن روحاني أدلى بذلك في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية قبيل توجهه إلي نيويورك للمشارکة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتناول في تصريحاته أهم مواقف الحكومة والشعب الإيراني فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ومن ضمنها الإرهاب وکيفية مواجهته المؤثرة والعلاقة بين إيرانوأمريكا وکذلك القضية النووية الإيرانية. ولفت الرئيس الإيراني ، إلي خطابه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام الماضي وتحذيره من العنف والإرهاب وضرورة بناء عالم خال منهما وقال :"أعتقد أن ما قيل العام الماضي يظهر اليوم بوضوح أکبر سواء في المنطقة أو العالم بأسره". وأکد أن الذين يرتكبون الجرائم اليوم باسم الإسلام هم أبعد ما يكونون عن الدين الإسلامي الحنيف وهم کاذبون في مزاعمهم هذه. وقال الرئيس روحاني بشأن التحرکات الأخيرة للإدارة الأميرکية لمحاربة داعش والإرهابيين،: إن منطقتنا والمجتمع البشري يعاني منذ أعوام طويلة من معضلة باسم التطرف والإرهاب والأميرکيون وآخرون يدّعون منذ أعوام طويلة أيضا بأنهم يريدون محاربة الإرهاب إلا أن السؤال هو أنه لماذا لم يحققوا النجاح لغاية الآن؟ لماذا لم ينجحوا في أفغانستانوالعراق؟ ولماذا ازدادت المشاکل والاضطرابات الأمنية؟. وأوضح الرئيس روحاني في الرد علي ذلك بأن محاربة الإرهاب بحاجة إلي دراسة ومعرفة جذوره، وإذا کانت هناك في منطقتنا مشكلة ما فإن شعوبها وحكوماتها تشعر بها أکثر بکثير من غيرها وتعرف جذورها من آخرين بعيدين عن المنطقة آلاف الكيلومترات وقد أثبتت تجارب الأعوام الماضية بأنهم لم يحققوا نجاحا في محاربة الإرهاب. وتابع قائلا، : إنه لو کان من المقرر القضاء علي الارهاب في المنطقة فالضرورة إلي ذلک هو أن تتخذ شعوبها الي جانب حکوماتها القرار والتخطيط وإذا کان الآخرون راغبين فبإمکانهم المساعدة في هذا الطريق. وأضاف الرئيس روحاني، أنه لا ينبغي علي الآخرين أن يتصوروا أنهم يمکنهم قيادة حل مشاکل المنطقة، وإذا کانوا يريدون حل قضية الإرهاب فعليهم التفکير بالمساعدة وليس القيادة. وحول مدي تأثير الغارات الجوية الأمريکية ضد داعش في العراق، قال: يعلم الجميع ما هي القوة التي لم تدع داعش يصل الي بغداد وسامراء، وما هي القوة التي وقفت سدا منيعا أمامه علي بعد فراسخ من بغداد، وحينما أبعد الشعب العراقي داعش عن بغداد کانت أمريکا تقول إنها لن تتدخل في قضية العراق وحتي لم تکن عازمة علي شن غارات جوية. وأضاف روحاني إن طريق الحل الأساسي لمکافحة المجموعات الإرهابية هو تقوية الشعب، وأن المجتمع القوي والمثقف وصاحب الروح المعنوية العالية يمکنه حل مشاکله بنفسه وبطبيعة الحال يمکن للآخرين أيضا مساعدته. وقال إن الشعب العراقي شعب عظيم جدا وصاحب حضارة ممتدة آلاف الأعوام وکذلک الشعب السوري، وعلينا أن نسألهم ماذا يريدون منا لا أن نحرر الوصفة لهم مسبقا. وردا علي سؤال حول عدم دعوة إيران للتحالف ضد الإرهاب من جانب أمريکا، قال: لقد جري لغاية الان تشکيل العديد من التحالفات ومن بعد فترة من ذلک اضطروا للخروج من المنطقة من دون تحقيق نتيجة. اننا لسنا بحاجة إلي أن يدعونا أحد، بل نعمل إزاء الإرهاب بواجبنا الإنساني ونشعر بالمسؤولية تجاه جيراننا. وأضاف ان هذا التحالف مضحک قليلا لأن فيه من أوجد هذه المجموعات الإرهابية، وهنالك في داخل هذا التحالف دول وفرت المال لهذه المجموعات ومازالت کذلك، وهنالك في داخل هذا التحالف من قدم الدعم السياسي وحتي التسليحي لها. وقال روحاني" :إنه ومع هذه الظروف من يصدق بأن الذين أوجدوا ودعموا ووجهوا هذه المجموعات الإرهابية وزودوهم بالمعلومات والمعدات، ان يبادروا اليوم الي محاربتها بصورة حقيقية؟ ان لنا شكوکا کثيرة تجاه نواياهم لکننا واقفون الي جانب شعوب العراق وسوريا وفلسطين ولبنان وافغانستان في مکافحة الارهاب". واضاف " اننا لم نال جهدا في دعم الشعب العراقي او سائر الشعوب، الا ان الجميع يعلم بأن من تمکن من الوقوف امام داعش ليس الطائرة والقنبلة بل المرجعية الدينية في العراق التي تمکنت من الوقوف امام داعش بفتوي واحدة. لقد رأي الجميع کيف ان المرجع الديني آية الله السيستاني غيّر بفتواه ظروف العراق تماما". واعتبر الرئيس روحاني العتبات المقدسة اي الأماكن المقدسة من الشيعة وبغداد، خطا أحمر. واضاف: سنستخدم کل قدراتنا لمنع وقوع هذه المدن بيد الإرهابيين ولن نسمح بسقوط بغداد او المدن المقدسة مثل کربلاء والنجف بيد الإرهابيين. وفي الشأن النووي والعقبات الأساسية القائمة أمامها، قال ان القرار جاء من جانب ايران بمواصلة المفاوضات لحل وتسوية القضية النووية عبر التفاوض، ولا نعرف ولا نري سبيلا سوي المفاوضات علي النقيض من البعض الذين يقولون بأن هنالک الکثير من الخيارات علي طاولتهم وانها مزدحمة للغاية، فطاولتنا ليست مزدحمة وعليها فقط صفحات المنطق والتفاوض والاستدلال والتعامل.