كان السواد هو السمة البارزة فى منزل الشهيد أيمن محمد محمود أبو النور شهيد كفر الزيات الذى راح ضحية الغدر والإرهاب الغاشم والسافل والذى شهده طريق "رفح- العريش" بشمال سيناء. خيم الحزن منذ سماع النبأ الحزين باستشهاد "أيمن" على يد الإرهاب الأسود وبصعوبة بالغة تحدثت زوجتة السيدة "فاطمة بدر" وسط دموع لا تتوقف "تزوجت أيمن منذ 5 سنوات ورزقنا الله بطفل توفى قبل أن يكمل عامه الأول وظللنا نحلم بطفل آخر يعوضنا عما فقدناه ومنذ أربعة شهور فقط رزقنا بطفل آخر أسميناه على." وتابعت "كان زوجى يقضى معه إجازته"، وأنه أوصاها قبل سفره الأخير إلى عمله برفح بطفلهما طالبا منها ألا تحرمه من شيء وتضمن حوارهما الأخير نفس الوصية، والذى كان قبل أقل من ساعة من وفاته حيث أبلغها أنه مكلف بمأمورية وطلب منها الدعاء له ولزملائه بالتوفيق. وأشارت إلى أن القدر لم يمنح الشهيد فرصة لرؤية ابنه الرضيع سوى مرات قليلة لا تتجاوز 4 مرات، وأكدت أنها شعرت فى حديثه فى نهاية المكالمة الأخيرة بأنه مخنوق، لافتة أن مدة خدمته 7 سنوات وتتوقع حصولها على معاش ضئيل، إضافة إلى أن الشقة التى تقيم بها ورث الشهيد عقد إيجارها عن والده، وبوفاة زوجها أصبح بموجب القانون لا يحق لها الإقامة بالشقة، وباتت مهددة بالطرد منها فى أى لحظة، مطالبة بالحصول على وظيفة تمكنها من مواجهة أعباء الحياة وتضمن بها مستقبل أفضل لطفلها، حيث أنها حاصلة على دبلوم المدارس الصناعية". وأكد" ياسر" شقيق الشهيد أيمن أنه لم يكن مجرد أخ له، وكان يعتبر نفسه أبا له، حيث توفى والدهما فى مرحلة مبكرة من عمر الشهيد، وتولى رعايته وكان الشهيد يأخذ مشورته فى كل أمور حياته وآخر حديث بينهما كان قبل الحادث بساعات ولأول مرة لا ينهى حديثهما الهاتفى بالسلام، فقط قال له "خلى بالك من نفسك" وكانت تلك هى المرة الأولى التى يطلب فيها من شقيقه أن يكون حريصا على نفسه. وتساءل "ما ذنب طفل لم يتجاوز 4 شهور من عمره أن يصبح يتيما بسبب غدر أشخاص لا يعرفون الله". وأضاف بدر محمد سليمان، والد زوجة الشهيد، أنه كان يعتبر "أيمن" ابنا له وأن وفاته كانت صدمة كبيرة، مشيرا إلى أنه كان يتصل به كل ليلة خلال فترة إجازته ويتابع أخباره وكانت آخر مرة التقى به يوم الجمعة قبل سفره إلى رفح حيث مقر عمله، موكدا أنه كان على غير العادة وسلم على معظم أصدقائه قبل سفره المرة الأخيرة واصطحب طفله وخرج معه لأول مرة خلال إجازته قبل استشهاده. وأخيرا نتمنى من اللواء دكتور محمد نعيم محافظ الغربية تحقيق أمل أم على فى الحصول على شقة واللواء اسامة بدير مدير الأمن فى تدبير وظيفة لها وهذا ليس بكثير على زوجة الشهيد الذى دفع حياته فى سبيل الواجب الوطنى.