أخيراً نزلت عدالة السماء.. على أرض الخيانة.. وبورصة بيع الأوطان.. فقبل عيد الأضحى بأكثر من عشرين يوما.. «ضحت» قطر بالخرفان مرة واحدة.. وهذا أقل جزاء للخيانة.. فمن يبيع بلده.. من السهل عليه أن يبيع كل بلاد العالم..فلا آمان لجاسوس.. ولاعهد لخائن!! هذا ما توقعناه فى كل مقالاتنا واحاديثنا الاعلامية.. وقلت فيها ان قطر ستضحى بالإخوان.. بعد أن تسلبهم أعز ما يملك الانسان.. ونعنى به شرفه ووطنه!! وأخيراً - وبأسرع مما توقعنا - حدث ذلك.. وها هى قطر تقول لكل اخوانى..انتهى درس الخيانة.. ياغبى!! فعلى شبكة «رصد» الإخوانية جاء الخبر الآتى.. تحت عنوان.. قطر تطلب رسميا من القيادات الاخوانية مغادرة أراضيها.. وجاء فى نص الخبر أن الحكومة القطرية طلبت رسميا من القيادات الإخوانية ضرورة مغادرة الأراضى القطرية فوراً!! ويأتى على رأس هؤلاء محمود حسين الأمين العام للجماعة، ووجدى غنيم، وعمر دراج، وحمزة زوبع، وأشرف بدر الدين، وعصام تليمة، وجمال عبد الستار وآخرون!! اللهم لا شماتة.. ولكن هذا هو الجزاء العادل للخيانة.. والثمن الطبيعى للعمالة.. فقد قبل هؤلاء المصريون - بالاسم فقط - على انفسهم ان يكونوا «السكينة» التى يستخدمها اعداء الوطن لذبح بلادهم.. هانت عليهم مصر بعد أن تملكتهم شهوة الانتقام.. من مصر والمصريين.. وسال لعابهم أمام ملايين الدولارات القطرية..فوضعوا أيديهم فى يد الشيطان.. وهم لايدرون بأن العدو سيتخلص منهم.. وينفض يده من عارهم عند اقرب طريق!! فبعد الحصار الخليجى لدولة «تل ابيب» العرب.. المسماة قطر.. وبعد قيام الدول الخليجية الثلاث الكبرى السعودية والامارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر.. جاء أميرها الشاب «الأرعن» زاحفا على ركبتيه الى الرياض.. وقدم فروض الطاعة لسادته.. بعد ان طلب السماح على سياسته الخرقاء فى تمزيق أواصر البلاد الشقيقة.. وسفك الدماء البريئة.. ووقع على «وثيقة الرياض»..والتى كان على رأس بنودها.. التخلى عن دعم الجماعة الارهابية فى مصر وكافة البلاد العربية. وهنا لم يصدق هؤلاء الخونة أن أسيادهم فى قطر يمكن ان يتخلوا عنهم بهذه السهولة.. وظنوا أن الشيطان القطرى الذى «رضع» الخيانة وتشبع بها من الآباء والأجداد.. ظنوا أن توقيعه على وثيقة الرياض مجرد مناورة.. وخطوة للخلف.. حتى يهرب من الحصار الخليجى الذى بات يهدد عرشه!! ولكن كما يقولون تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. فقد جاءهم المندوب القطري الذى يمر عليهم شهريا داخل الفندق ذات الخمس نجوم الذى يقيمون فيه منذ ان زالت دولتهم فى مصر.. والذى يسلمهم الدولارات ثمنا للخيانة والعمالة.. فاطمأنت نفوسهم.. وهدأ روعهم.. وتحلقوا حول المندوب القطرى.. والكل يتزاحم من أجل الفوز بالدولارات.. فإذا بالرجل يفتح حقيبته ليسلمهم أمرا «أميريا» بضرورة مغادرة البلاد خلال أقل من 24 ساعة!! أسقط الأمر فى يد عملاء الاخوان.. ومادت الأرض تحت اقدامهم.. شلت المفاجأه تفكيرهم.. وبعد أن استعاد كبيرهم رباط جأشه.. صرخ قائلاً: مافيش إلا الشيخ القرضاوى!! وهنا امسك بتليفونه المحمول وهاتف الشيخ.. والذى جاء صوته مرعوبا.. وصرخ فى محدثه.. سيبونى فى حالى الله يخرب بيوتكم.. أنا الآخر منتظر الترحيل إن لم يكن اليوم فغدا!! هرولوا مسرعين إلى أجنحتهم وغرفهم بالفندق.. وبدأوا فى جمع متعلقاتهم ونقودهم وفجأة وجدوا جميعا أن هناك شيئا واحدا فقد منهم!! فنزلوا مسرعين الى ادارة الفندق.. وصرخوا فى وجه مديره «اتسرقنا».. فطلب منهم الرجل الهدوء وسألهم عن الشىء الذى سرق منهم.. فقالوا فى نفس واحد «شرفنا».. فضحك المدير الأجنبى للفندق وقال لهم بلهجة عربية مكسرة: ياخبيبى.. شرفكم لم يسرق.. أنتم اللى بعتوه.. وقبضتم الثمن فى كروشكم.. وطردهم من مكتبه وهو يقول لهم: ياخبيبى.. الشرف والدولارات.. لايجتمعان فى حقيبة واحدة!! هذا المشهد «التخيلى».. يقينى أن شيئاً منه - أو كله - قد حدث على أرض الواقع بأحد الفنادق الفخيمة بالدوحة.. أرض الخيانة.. وبورصة بيع الأوطان!!