إلزام المؤسسات التعليمية بقبول 5% من ذوى الإعاقة في المنظومة.. اعرف التفاصيل    رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: إدخال الخيام في هذا التوقيت مؤامرة ومقدمة للتهجير وغزة تواجه نكبات متتالية    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    رئيس شئون القران بالأوقاف: مسابقة دولة التلاوة رحلة لاكتشاف جيل جديد من القراء    وزيرة التخطيط تناقش تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين مصر وهيئة «جايكا»    التعليم العالي: انطلاق أولى فعاليات التدريب لطلاب مبادرة كن مستعدا بجامعات مصر    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    محافظ كفر الشيخ يدشن مبادرة لزراعة الأشجار المثمرة ضمن مبادرة 100 مليون شجرة    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    بكتيريا قاتلة مرتبطة بصابون أطباق تحصد حياة رضيعين فى إيطاليا والسلطات تحقق    الأمم المتحدة: مقتل 1760 من الباحثين عن المساعدات    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    ميدو: الزمالك أفضل دفاعياً من الأهلي وبيراميدز    على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟    أزمة الراتب.. سر توقف صفقة انتقال سانشو لصفوف روما    رئيس هيئة قناة السويس يوجه بصرف مليون جنيه دعما عاجلا لنادى الإسماعيلى    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    مصرع وإصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بطريق بنها – كفر شكر    انخفاض طفيف فى درجات الحرارة بكفر الشيخ اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    الداخلية تكشف ملابسات تداول منشور تضمن مشاجرة بين شخصين خلافا على انتظار سيارتيهما بمطروح    عاجل| قرار وزاري جديد بشأن عدادات المياه المنزلي والتجاري    أمن قنا يكثف جهوده لضبط مطلقي النيران داخل سوق أبودياب    رشا صالح تتسلم منصبها مديرا للمركز القومي للترجمة    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    انطلاق العرض المسرحي «هاملت» على مسرح 23 يوليو بالمحلة    25 باحثا يتناولون تجربة نادي حافظ الشعرية بالدراسة والتحليل في مؤتمر أدبي بالفيوم    أحمد سعد يغني مع شقيقة عمرو «أخويا» في حفله بمهرجان مراسي «ليالي مراسي»    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    وزيرة البيئة تستعرض تقريرا حول مخرجات مشاركة مصر في مفاوضات التلوث البلاستيكي    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة NILE وتنجح في أول تغيير لصمام أورطي بالقسطرة بالسويس    «يوم أو 2».. هل الشعور بألم العضلات بعد التمرين دليل على شيء مفرح؟    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    إعلام فلسطيني: مستوطنون إسرائيليون يقتحمون بلدة أم صفا شمال غربي رام الله    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع الإمارات ويتابع تنفيذ فرع جامعة الإسكندرية بأبوظبي    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    إصلاح الإعلام    ما الذى فقدناه برحيل «صنع الله»؟!    7 بطاركة واجهوا بطش الرومان وقادوا الكنيسة المصرية ضد تيار الوثنية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    «ميلعبش أساسي».. خالد الغندور يهاجم نجم الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    راحة للاعبي الزمالك بعد التعادل مع المقاولون واستئناف التدريبات الاثنين    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    الأونروا: معظم أطفال غزة معرضون للموت إذا لم يتلقوا العلاج فورًا    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    أخبار 24 ساعة.. إطلاق البرنامج المجانى لتدريب وتأهيل سائقى الشاحنات والأتوبيسات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعائر ومشاعر
نشر في الوفد يوم 14 - 09 - 2014

"وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".. إن المسلم بحج بيت الله الحرام وتعظيم شعائر الله، وعقد العزم على طاعة الله، واتباع سنة نبيه تقوم وتتحقق مصالح المسلم في الدنيا والآخرة، وفي الحج يغفر المولى سبحانه للحجيج، ومبالغة في إكرامهم يلقي في روعهم أنه قد غفر لهم، فيعودون مطمئنين، وقد أزيحت عنهم هموم كالجبال، حيث يلقي الله في روع عباده الذين يؤدون مناسك الحج أنه قد غفر لهم، لذلك يشعر الحاج الصادق بأنه عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
الصفا والمروة
الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، أما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الصفا لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، وسمي المروة مروة لأن حجارتها من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار.
وذكر القرطبي في تفسيره أن أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس وهو جبل بمكة معروف، وكذلك المروة جبل أيضاً.. وذكر الصفا لأن آدم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقف عليه فسمي به، ووقفت حواء على المروة فسميت باسم المرأة فأنثت لذلك.
ولا شك أن للصفا والمروة أهمية عظيمة في نفوس العرب ومكانة كبيرة في تاريخ المسلمين، بل وفي تاريخ البشرية كلها، فهما من الآثار العظيمة والمشاعر المقدسة، والذكريات التاريخية التي خلدها الإسلام في كتابه العزيز، وفرض على المسلمين السعي بينهما والوقوف عليهما تخليدا لذكرى وقوف آدم وحواء عليهما، كما جاء في بعض الأخبار، وشكراً لنعمة الله تعالى على هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام وعلى البشرية من بعدهما، عندما نبع ماء زمزم لهاجر بعد سعيها سبع مرات بين الصفا والمروة.
جبل عرفة
جبل عرفة هو جبل يقع على بعد 20 كيلو متراً شرقي مكة، تقام عنده أهم مناسك الحج، والتي تسمى بوقفة عرفة وذلك في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، حيث تعد الوقفة بعرفة أهم مناسك الحج كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة"، وقد قيل إن جبل عرفة سمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيه أو لأن جبريل طاف بسيدنا إبراهيم عليه السلام وكان يريه المشاهد فيقول له:"أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟"، فيرد الخليل إبراهيم: "عَرَفْتُ، عَرَفْتُ"، أو لأن سيدنا آدم وسيدتنا حواء "عندما هبطا من الجنة" التقوا فعرفها وعرفته في هذا المكان.
وكلمة عرفة تعني المشعر الأقصى من مشاعر الحج، وهو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم، كما أنه يعتبر المشعر الذي يقف عليه الحجيج بعد صلاة الظهر من يوم التاسع من ذي الحجة، وهي سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال على شكل قوس كبير، ويطلق على جبل عرفة أسماء أخرى منها القرين، جبل الرحمة، النابت، جبل الآل.
مِنى
المبيت بمشعر مِنى هو أحد واجبات الحج، والمقصود هو المبيت بها ليلتي الحادي عشر والثاني عشر من ذي‏الحجّة بما يُسمّى مبيتاً، كأن تبيت هناك من أوّل الليل إلى منتصفه، أو من منتصفه حتى طلوع الشمس، وذلك تسليماً لأوامر اللَّه تعالى وتقرّباً إليه.
والواجب على الحاجّ مكثه في منى خلال تلك الفترة من دون‏ فرق بين أن يكون راقداً أم ساهراً، كما يجب على الحاجّ فدية شاة عن كلّ ليلة ترك فيها المبيت بمنى‏عمداً.
ويستحب البقاء في أيام التشريق بمنى كما يستحبّ التكبير بالمأثور: "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَللَّهِ‏ِ الْحَمْدُ، اللَّهُ أَكْبَرُعَلى‏ مَا هَدَانَا، اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى‏ مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ‏ِعَلى‏ مَا أَبْلَانَا"، وهذا شعار أهل منى يردّدونه عقيب الصلوات وفي أي محلّ وزمان شاؤُوا.
المزدلفة
وادي المزدلفة سمي بذلك لأن الناس يأتون إليه في زلف، أي: ساعات من الليل، ويقال له: جمع لاجتماع الناس به، والمزدلفة من الحرم، والمشعر الحرام جبل بالمزدلفة، وسمِّي بذلك لأن العرب في الجاهلية كانت تُشعِرُ عنده هداياها، والإشعار هو الضرب بشيء حاد في سنام الجمل حتى يسيل الدم، والمبيت بالمزدلفة يكون ليلة النحر بعد الإفاضة والنزول من عرفات.
وقد عُرف أن المزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر.
الهَدْي
الهَدْي هو كل نعم يهديه الحاج للحرم قربانا لله تعالى وفداء عن النفس وهو من بهيمة الانعام التي ذكرها الله تعالى في سورة الانعام على سبيل الامتنان على بني الانسان حيث قال سبحانه وتعالى «ومن الأنعام حمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين».
والهَدْي واجب على كل حاج متيسر له سواء كان متمتعا أو مقرنا لقوله تعالى "فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهَدْي"، وإن لم يجد الهدي أو ثمنه فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة اذا رجع هذا ان لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وإلا فلا هدي عليه لقوله تعالى "ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام".
أنواع الهدي هي الإبل أو البقر أو الغنم (المعز والضأن) لقوله تعالى "ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام".. وذبح الهدي يكون في منى ويجوز في مكة وبقية الحرم إذا كان في حدود وقت الذبح وهو يوم العيد بعد الصلاة وثلاثة أيام بعده، لأن يوم العيد يوم النحر حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل أيام التشريق ذبح) أي وقت للذبح.
الطواف
الطواف يعني الطواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة.. ومن حكمة الطواف بالبيت أنه إقامة لذكر الله تعالى وهذه الحكمة قد نصت عليها السنة المطهرة "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله".
من حكمة الطواف أنه طاعة وقربة لله، وهو الركن الأعظم الذي لا يسقط بحال ومن عجز عنه طِيْفَ فيه محمولاً، "ثم لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"، كما أن في الطواف حوله تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي طاف حوله، وبيت الله والطواف حوله هو أعظم مكان للتضرع والدعاء، ففيه يلتجئ الطائف إلى حمى الله تعالى ويقرع باب إحسانه يلتمس العفو عن السيئات ويسأله الفوز بالجنات فهو مكان تسكب فيه العبارت وتقال فيه العثرات وتتنزل فيه الرحمة على العباد من الرب الكريم.
الحجر الأسود
يعد الحجر الأسود أشرف حجر على وجه الأرض، وهو أشرف أجزاء البيت الحرام.. قال صلى الله عليه وسلم "إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".
مقام إبراهيم
مقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين ارتفع بناؤه للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وإسماعيل عليه السلام يناوله الحجارة.
كما قام عليه أيضاً "خليل الرحمن" للنداء والأذان بالحج في الناس.
وفي هذا الحجر المكرم أثر قدمي إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، حيث جعل الله تعالى تحت قدميه من ذلك الحجر في رطوبة الطين حتى غاصت فيه قدماه ليكون ذلك آية بينة ظاهرة.
والمقام هو الحجر الذي يعرفه الناس إلى اليوم عند الكعبة المشرفة الذي يصلون خلفه ركعتي الطواف "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى".
حِجْر إسماعيل
يسمي حِجْر إسماعيل أيضًا بالحطيم, هو بناء مستدير على شكل نصف دائرة، أحد طرفيه محاذٍ للركن الشمالي، والآخر محاذٍ للركن الغربي، ويقع شمال الكعبة الشريفة، ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 1.30 متر.
اعتبر "الحِجْر" منزلًا لإسماعيل وأمه عليهما السلام, وقد ذكرت بعض الأخبار أن إسماعيل وأمه مدفونان في هذا المكان لهذا سمى بحجر إسماعيل.
ويعد حِجْر إسماعيل في الأساس جزء من الكعبة المشرفة, فحين أعادت قريش بناء الكعبة بما لديها من أموال قصر بهم الحال إلى ما هي الكعبة اليوم وأحاطوا باقي المنطقة بجدار مقوس ليطوف المعتمرون من حوله.
وقيل سمي بهذا الاسم؛ لأن إسماعيل عليه السلام قد اتخذ إلى جوار الكعبة حجرًا، وهو عريش من أراك، وهي الشجرة التي يتخذ منها السواك، وقيل سُمِّي بذلك؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم -عليه السلام-، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة.
بئر زمزم
يُعَدُّ بئر زمزم أحد المشاعر المقدسة داخل المسجد الحرام، وهي أشهر بئر على وجه الأرض لمكانتها الروحية المتميزة وارتباطها في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة.
بئر زمزم هي تلك البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه عليهما السلام، حيث تركهما خليل الله إبراهيم عليه السلام في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء، وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت السيدة هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها، فلما آيست من الخلق أغاثها الله عز وجل بفضله ورحمته.
ولبئر زمزم من الفضل ما لا يعد ولا يحصى، فهو سيد المياه وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس.. ماء زمزم لما شُرب له"، و"خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم"،
سميت بئر زمزم بهذا الاسم لكثرة مائها، وقيل: لاجتماعها؛ لأنه لما فاض منها الماء على وجه الأرض قالت هاجر للماء: زم زم، أي: اجتمع يا مبارك، فاجتمع فسميت زمزم، وقيل: لأن هاجر زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينا وشمالا، فقد ضمت هاجر ماءها حين انفجرت وخرج منها الماء وساح يمينا وشمالا فمنع بجمع التراب حوله.
رمي الجمرات
رمي الجمرات اقتداء بنبي الله الخليل ابراهيم عليه السلام، لما رواه أحمد وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاء جبريل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام ليريه المناسك، قال: ثم أتى به منى فعرض له الشيطان عند الجمرة الأولى، فقال له جبريل عليه السلام خذ سبع حصيات فارمه وكبر مع كل حصاة، ففعل ذلك فساخ الشيطان أي دخل الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثانية وجمرة العقبة، فأمره بمثل ذلك ففعل فساخ الشيطان".
وبذلك يتبين أن سبب الرمي هو رمي إبراهيم عليه السلام للشيطان الرجيم في هذه المواضع، ثم بقي الرمي منسكاً يتعبد به بعده عليه الصلاة والسلام، وقد شرعه لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وهو كالسعي.
المواقيت
من حكمة الله تعالى أنه جعل للحج مواقيت، مواقيت مكانية ومواقيت زمانية، فالمواقيت الزمانية أجملها الله بقوله: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" أي: زمن الحج إنما يكون في أشهر معلومات، معلومات للأمة، أعلمهم بها النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بها الناس أيضا قبل الإسلام مما ورثوه؛ فلذلك لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره.
وفي ما يتعلق بمواقيت الحج المكانية فقد بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن لأهل كل جهة ميقات، فمن جاء من نجد وجهة المشرق جعل ميقاتهم قرن المنازل الذي يعرف الآن بالسيل الكبير، ومن جاء من جهة المدينة وجهة الشمال فميقاته من ذي الحليفة، ومن جاء من مصر والشام والمغرب فميقاتهم من الجحفة ومن جاء من جهة الجنوب من اليمن والتهم وتلك الأماكن فميقاتهم من يلملم.
وقد جعل الله تعالى هذه المواقيت محيطة بالحرم من جهاته الأربع، وإن كان هناك جهات لا تمر بالميقات فإنهم يحاذون أقرب ميقات إليهم ويحرمون منه، فأهل العراق لهم ميقاتًا اسمه ذات عرق ويعرف الآن بالضريبة، وأهل خراسان وأهل الهند والسند وأهل البلاد الشرقية يحرمون من قرن المنازل.
فهذه المواقيت محيطة بجهات الحرم "الأربع" فمن مر معها وهو قاصد مكة لأجل حج أو عمرة فعليه أن يحرم، ولا يتجاوز الميقات إلا بعدما يحرم، ومن كان من دونها فإنه يحرم من بيته إذا كان منزله أقرب منها.
الأشواط السبعة
حكمة هذه العدد أنه لما كان للوترية أثر عظيم في التذكير بالوتر الصمد الواحد الأحد، وكان للسبعة منها مدخل عظيم في الشرع، الذي جعل تكبير صلاة العيد وترًا، وجعل سبعًا في الأولى لذلك، وتذكيرًا بأعمال الحج السبعة من الطواف، والسعي، والجمار تشريفًا إليها، وتذكيرًا بخالق هذا الوجود بالتفكر في أفعاله المعروفة من خلق السماوات السبع والأرضين السبع وما فيها من الأيام السبع.
التحلل من الإحرام
المقصود بالتحلل هنا الخروج من الإحرام وحل ما كان محظورًا عليه وهو محرم.. وهو قسمان: تحلل أصغر، وتحلل أكبر، ويكون التحلل برمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق أو التقصير.. ويحل بهذا التحلل لبس الثياب وكل شيء ما عدا النساء بالإجماع، والطيب عند البعض، والصيد عند المالكية.

الحلق والتقصير
الحلق أو التقصير من واجبات الحج والعمرة، "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ"
وشرع الله عز وجل الحلق أو التقصير بعد اكتمال أعمال العمرة؛ ليتحلل به المحرم من إحرامه، ويحل له ما كان محظوراً عليه من قبل إحرامه.
كما شرعه الله بعد غالب أعمال الحج؛ ليتحلل به المحرم من إحرامه بالحج، وإنما عجل به قبل الانتهاء من أعمال الحج خشية الوقوع في محظورات الإحرام إذا طال به أمد المنع، وفيه إشعار بتسليم الرقاب لرب العباد بعد حلاوة الطاعة.

يوم التروية
يوم التروية، هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت بها، وسمي بذلك لأنهم كانوا يتروون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة، وقيل: سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.