ثلاثة أسابيع أردتها إجازة للقارئ العزيز والشخصي.. ولكني –والحمد لله– أمضيتها بالمستشفى.. حيث اكتشفت أن «مصر الغالية» لا يمكن أن تغيب عنى.. بحلوها.. ومشكلاتها.. وأفضالها.. وريادتها..!! وعلى مدى الأسابيع الثلاثة وقعت في مصر أحداث وأحداث راح ضحيتها من أبنائنا جنود وضباط من قواتنا المسلحة ومن قوات الشرطة ولكن الإرهاب يدفع الثمن غالياً..!! وقريباً –بإذنه تعالى– سيتم إعلاننا على القضاء النهائي على ذلك الإرهاب وذيوله من المأجورين والمرتزقة.. والعملاء..!! وعلى مدى الأسابيع الماضية استمعنا إلى أكثر من حديث للرئيس عبدالفتاح السيسى.. أثبت لنا جميعاً أننا أحسنا الاختيار.. وأن الرجل «يتنفس» حباً لمصر..ولشعب مصر.. ولفقراء مصر..!! بل إن بعض أحاديثه كانت تتضمن فلسفة إيجابية في حكم الدولة والخروج بها إلى المستقبل المضيء الذي نأمله جميعاً..!! وتحيا مصر..!! والمطلوب من أطياف الشعب المصري جميعها الكثير.. أبدأها بالمطلوب من الشعب: 1- المشاركة الإيجابية في الحرب ضد الإرهاب.. حراسة.. ويقظة.. ورصداً لأي تحركات حربية.. والإبلاغ الفوري عن أي حركات تثير الشكوك..!! مطلوب مشاركة إيجابية.. وليس الاكتفاء بالمراقبة وانتظار وقوع المحظور..!! 2- العمل ليل ونهار.. كل في مجاله.. فمن غير المعقول أن يتولى الرئيس البناء بمفرده.. وعلينا جميعاً أن نشاركه العمل.. فهكذا تصل الشعوب إلى مراتب الحياة السعيدة..!! 3- وعلى كل الشعب أن يعي أن الواجبات تأتى قبل الحقوق..!! وعلينا أن نلتزم بالواجبات في كل جوانب الحياة اليومية.. وذلك تمهيداً للوصول إلى ما نستهدف من حقوق..!! هذا المطلوب يتضمن تعديل الكثير من سلوكياتنا اليومية.. والعودة إلى بعض قيم الماضي..ومنها احترام الغير.. واحترام الكبير.. والتمسك بالأسلوب اللائق في المخاطبة..!! 4- مطلوب من كل الشعب.. ومن كل الأسر.. ومن كل الأطياف.. أن يعوا بأن مصر «فوق الجميع» وأن «المواطنة المصرية» هي مفتاح الأمان للمستقبل..!! وعلينا جميعاً أن نعى بأن «مصر وطن يعيش فينا» –رحم الله البابا شنودة الثالث..!! وعلينا أن ندرك وأن نعمل من أجل «البعض» وللهوية المصرية.. ولكل ما فى مصر..!! أما المطلوب من المسئولين عن وضع السياسات الاقتصادية والمالية وكل من يساهم في ذلك.. مطلوب منهم: (1) الكشف عن البحث عن تسمية تقليدية للاقتصاد المصري.. ذلك أن الاقتصاد الوحيد اللازم لمصر في هذه المرحلة هو «اقتصاد صنع في مصر» هذا الاقتصاد يتمثل في العمل الجدي والمتواصل للتوصل إلى أمثل إنتاج –وأقول أمثل وليس المثالي فلكل مرحلة متطلباتها وإمكاناتها– وذلك كما وكيفا.. وبالتالي فهو «أمثل إنتاج» من حيث القدرة التنافسية داخلياً وخارجياً..!! (2) الارتفاع بمعدل النمو الاقتصادي لا يكفى.. وإنما يتحتم أن يكون نتائج وعوائد ذلك المعدل في متناول كل طبقات الشعب مستهدفاً تقليص دائرة الفقر والعوز وكذا دائرة الثراء المتزايد.. مع العمل على توسيع نطاق «الطبقة المتوسطة» بالمستوى اللائق بهذه التسمية!! ومؤدى ذلك أن المعدل المرتفع للنمو الاقتصادي يمهد إيجابياً لعملية التنمية الشاملة والمستديمة التي نستهدف..!! (3) درس يجب أن نكون قد تعلمناه من الأزمة المالية التي أصابت العالم فى منتصف العقد الأول من القرن الحالي.. وهو أن الحكومة لها دور رئيسي فى وضع السياسات والرقابة المستمرة.. بل إن الحكومة قد تضطر في بعض الأحوال إلى التدخل مباشرة باستثمارات تعويضية وهو ما اتبعته الحكومة الأمريكية فى ذلك الوقت بالنسبة لعدد من البنوك والشركات الكبرى. (4) يؤدى ما سبق أن اقتصادنا يجب أن يأخذ فى حسبانه –مع الوعي الكامل بكل ما يربطنا بالعالم الخارجي– أن نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي قد أبرزت عدداً من الاتجاهات الاقتصادية الجديدة فى مقدمتها: يجب أن يكون للاقتصاد الحر أنياب إنسانية، بصرف النظر عن الخصخصة نهائياً ليحل محلها مبدأ جديد يتمثل فى «المشاركة بين القطاعين العام والخاص Public Private Partnership...، لا «مطلق» فى السياسات الاقتصادية اشتراكية كانت أو ليبرالية وإنما يتحتم الجمع بين بعض مقدمات كل من هذه الأنظمة وهو ما أطلق عليه «تونى بلير» مسمى The Third way....!! (5) لدينا من المقدمات ما يجعلنا قادرين على الوصول إلى الهدف.. فلدينا مساندة عربية مطلقة.. ولدينا الشريان الرئيسي للتجارة الدولية.. ولدينا السوق العربية.. ولدينا السوق الأفريقية التى تذكرنا بشركة النصر أيام الرئيس جمال عبدالناصر والتي اكتسبت للمنتج المصري سوقاً كبيرة فى القارة الأفريقية...!! أما المطلوب بصفة عاجلة من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الحكومة فهو الكثير.. ولو أنني –مرحلياً– اقتصر على ما يأتي: 1- مراجعة التنظيم الهيكلي للوزارات بحيث تتمشى مع مسئوليات الوزارة المعنية بالنسبة للمرحلة..!! 2- التوسع فى الاستعانة بالشباب المؤهل ذي الكفاءة والقدرة..!! 3- إنشاء إدارة للمتابعة فى كل وزارة بحيث تتم المتابعة والتقويم أولا بأول..!! 4- إدخال نظام التدريب الدوري والمستمر للعاملين بكل وزارة من مختلف المستويات..!! وبقي الكثير من المطلوبات.. من العديد من الجهات المتنوعة.. أرجو أن أتمكن فى عرضها فى مقالات قادمة..!! أما الآن.. وبعد غياب 3 أسابيع من المرض.. فقد وجدت نفسي أهرول للحاق بالمسيرة اليومية التى يقودها «أحمس المصري» الشهير بعبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية المنتخب.. ونحن نردد معه هتافنا: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا..!!».