الوقت أعظم وأهم قيمة يجب استثمارها فى هذه الآونة، دون الاستهتار به مهما كان ضيقاً وقليلاً، خاصة بعد اكتشاف العالم المصرى العربى الدكتور أحمد زويل للوحدة الزمنية المعروفة ب«الفيمتوثانية» وهى جزء من مليون مليار جزء من الثانية، مما يؤكد أهمية الوقت، وجعل المستحيل ممكناً فى المستقبل. وبحسب أهمية وقيمة الوقت الذى بيَّنا قبلاً، نشير إلى التباطؤ الذى يتعامل به كل من المجلس العسكرى، ومجلس الوزراء، بصفتهما مسئولين عن تلك المرحلة الانتقالية وحارسين للثورة، حتى تصل سفينة الوطن الى بر الأمان والاستقرار، إن هذا التباطؤ يحمل فى طياته فقدان الثقة بينهما وبين الشعب، ويعمل على توسيع الفجوة فى العلاقة بينهما، وهذا بدوره يجعل الجميع يدور فى حلقة مفرغة، فلا تتحقق الأهداف المرجوة، ولا تعكس قرارات المجلسين أى استراتيجيات، بل لا تخرج على كونها ردود أفعال فقط لما يدور فى الشارع من مليونيات وتظاهرات، في حين أنهما تركا الشارع المصرى فريسة للبلطجية وفلول النظام البائد وغول الأسعار وجشع التجار، مما جعل الحياة أشد قسوة على المواطن، وكأن الثورة لم تكن، ولم تغير أى شىء عن النظام السابق سوى الى الأسوأ. فليسمح لى المجلس العسكرى بأن أذكره بما أكده مراراً وتكراراً، والذكرى تنفع المؤمنين، بأنه حمل الأمانة تجاه هذا البلد الطيب، ونعلم جميعاً أن الجيش منزه عن الشبهات وقادر على حمل الأمانة بحق ما زكاه الله ورسوله، فهم خير أجناد الأرض، وما جاء المجلس العسكرى إلا ليتمم الثورة ويحرسها حتى تصل البلاد للاستقرار وإلى حكم مدنى وهذه هى مهمته التى حمل نفسه إياها، فلابد أن يعمل المجلسان العسكرى والوزراء على الاستفادة من أى وقت مهما كان قليلاً لإنقاذ البلاد، فالحكومة القائمة برئاسة «شرف» إنما جاءت لمرحلة انتقالية لكى تنهض البلاد من كبوتها وعثراتها، ولم تأت بعد فى حكم مستقر، تحتاج فيه إلى خطة خمسية لينتظر الجميع ماذا تأتى به من نتائج. الأمر الآن جد خطير، فإن الوطن أصبح على المحك ووقع بين مطرقة فلول النظام البائد وسندان البلطجة والفوضى، فالشعب المصرى صاحب أطهر ثورة، لا يرتضى بديلاً من المجلسين العسكرى والوزراء الا ان يتعاملا مع المرحلة الراهنة على قدرها، ويتخذا قرارات تفاعلية مع ما يحدث فى الشارع المصرى دون تجاهله، كما كان يفعل النظام السابق حتى نستشعر اختلافاً مبشراً، ويضعا سياسات جديدة واستراتيجيات تعمل على استقرار البلاد، فالمسألة خرجت على كونها تغيير أشخاص فوق السبعين بآخرين فوق السبعين أيضاً، وإنما الحقيقة التى أضحت كضوء الشمس هى أن الأيام المقبلة أيام الشباب وأن المواطن المصرى هو فرس الرهان وصاحب الكلمة. [email protected]