قال العالم المصري الدكتور أحمد زويل أن ثورة مصر التي أسقطت النظام الحاكم وخلعت الرئيس مبارك حضارية وعلمية خالصة نظراً لما قامت عليه من استخدام التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية مثل "فيس بوك". وأضاف زويل أن أجمل ما في الثورة الشعبية عدم وجود أي توجه سياسي أو نوعي أو ديني، كذلك الوحدة الوطنية التي شملت المسلمين والمسيحيين، معتبرا"أنها ثورة تدرس في التاريخ بعد أن أصبح العالم بأسره ينظر إلي مصر". جاء ذلك خلال الحوار الذي أجراه الإعلامي محمود سعد مع العالم الكبير علي شاشة التليفزيون المصري في حلقة أمس من برنامج "مصر النهاردة". وحرص زويل قبل بداية حديثه علي الصمت لمدة دقيقة قرأ خلالها الفاتحة علي أرواح الشهداء ال400 الذين دفعوا ضريبة الحرية، موجهاً التحية والتقدير لموقف الجيش خلال الأزمة، وحرصه علي الوصول بالبلاد إلي بر الأمان. ورداً علي سؤال حول إمكانية ترشحه للرئاسة قال زويل "قلبي وعقلي مع مصر وتركت أعمالي في أمريكا من أجلها ومستعد لخدمتها في أي موقع". وأعرب عن سعادته بخطاب تنحي الرئيس مبارك قائلاً "إن الغليان داخل صفوف الشعب والشباب كان متفاقماً" مشيراً إلي أن هناك طاقة رهيبة داخل شباب مصر لابد من استخدامها لأن رؤية مصر في السنوات القادمة لن تكتمل إلا بإشراك الشباب فيها. ودعا زويل إلي تفكير المصريين في مستقبل الوطن بعد أن انتهي عصر الرجل الواحد، سواء كان ذلك في موقع الرئيس أو أي مؤسسة أخري. وانتقد وجود 40% من الشعب تحت خط الفقر كذلك الإنفاق المتدني علي الطالب الجامعي والمقدر بحوالي 300 إلي 400 دولار في الوقت الذي تنفق فيه تركيا قرابة 10 آلاف دولار سنوياً وبالتالي لا توجد مقارنة. ووصف زويل الفترة القادمة بالصعبة والحرجة ولا سبيل للخروج من الأزمة إلا بالتفكير العلمي إلي جانب الديمقراطية كذلك من الصعب علي مجتمع التقدم نحو العلم في ظل وجود 30% أميين. كما وصف زويل استيلاء بعض الشخصيات علي أراضي الدولة وتسقيعها بالفساد الرهيب بعد أن أصبح الوزراء "قرايب ونسايب" علي حد تعبيره. ورداً علي تقييم فترات الرؤساء السابقين لمصر قال زويل إن الرئيس جمال عبد الناصر زعيم وطني عربي وكانت مصر في عهده تمتلك حلم وهو أول من فكر في مشروع الطاقة النووية، واصفاً إياه بزعيم الأمة العربية. وقال عن الرئيس السادات أنه بطل قومي خاصة قراره بخوض حرب 1973، مضيفا "أنه بطل مهما وجه له من انتقادات". وعن فترة الرئيس المخلوع حسني مبارك قال إن أول عشر سنوات في حكمه كانت مصر تحتاج إلي بنية أساسية من خدمات ومرافق وتم عمل جزء منه، إلا أن الخطأ الجسيم تمثل في عدة أمور أهمها أن نظام الحكم خلال العقد الأخير ظل قائماً بين ما يسمي الحرس القديم والحرس الجديد والتوريث، في الوقت الذي انعدمت فيه الرؤية وجذب الاستثمار في ظل وجود الإنسان الفقير الكادح. ولفت زويل إلي أن أحد أساتذة الجامعة قال نصاً "هل يعقل أن زويل حصل جائزة نوبل وقدرها مليون دولار دفع نصفها كضرائب في أمريكا بعد عمله لمدة 30 سنة، وهناك شخص لم يظهر ولم يعمل سوي 5 سنوات ولديه مليارات الجنهيات. وأعرب زويل عن اندهاشه من كمية الفتاوي التي تظهر علي شاشات الفضائيات قائلاً "لا أري تصادم بين العلم والدين" وبعض الفتاوي التي تصدر لا تليق بالقيمة الدينية الحقيقية لمصر، مشيراً إلي مبادرة وضع أسسها مع د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر. واختتم زويل تصريحاته بجملة "أنا متفائل بمستقبل مصر".