السمنة من المخاطر التي تواجه القرن الحادي والعشرين حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن السمنة هي من أهم خمسة أسباب تؤدي إلي الوفاة في العالم، في سنة 2008 نسبة السمنة في العالم أكثر من 10٪ أي 540 مليون فرد في العالم وأن 308 ملايين فرد يتوفون سنوياً بسبب السمنة. يقول الدكتور شريف حافظ، أستاذ أمراض الباطنة واستشاري الغدد الصماء والسكر بطب قصر العيني، الرئيس الشرفي للجمعية المصرية لدراسات السمنة: إن منظمة الصحة العالمية اعتبرت السمنة مرضاً مزمناً ويحتاج إلي علاج مزمن، وعلاج السمنة ليس بالضرورة أن يكون أدوية ولكن بتنظيم أسلوب الحياة والتغذية، والوقاية من السمنة لابد أن تبدأ منذ الصغر لأنه من يتعلم شيئاً يستمر عليه، وكل دول العالم تتجه إلي التثقيف الغذائي والحياتي للنشء منذ بداية حياتهم ولابد من تغيير طريقة مكافأة أطفالنا وأحفادنا وبدلاً من أن نعطيهم حلوي تكون المكافأة عبارة عن ساعة ممارسة رياضة أكثر أو إهداء كتاب أو أي شيء آخر وليس من الضروري أن تكون المكافأة حلوي لأن الطفل عندما يكافئ من عائلته بإعطائه حلوي يشب علي ذلك، وفي أي لحظة من لحظات التوتر والانبساط أو الفرح يبدأ الشخص البالغ أن يكفئ نفسه بنفسه بتناول الحلوي ذات السعرات الحرارية الزائدة، والسمنة تعتبر أم الأمراض، وهناك خلاف بين الأطباء والمرضي المصابين بالسمنة من وجهة نظر ووجهة نظر الشخص المصاب بالسمنة وجهة نظر جمالية ولكن وجهة نظر الأطباء أنها علاج للوقاية من أمراض قد تتسبب السمنة فيها، وأعراض السمنة كثيرة ومضاعفاتها أيضاً بداية من صعوبة شديدة في التنفس حتي الوفاة المبكرة ومضاعفات السمنة والأمراض التي تتسبب فيها وتشمل معظم أعضاء الجسم مثل خشونة المفاصل وضيق في التنفس وارتفاع ضغط الدم وخلل في كوليسترول ودهنيات الدم وتصلب الشرايين ومرض السكر والأزمات القلبية والسكتة الدماغية وبعض أنواع الأورام مثل أورام الثدي والبنكرياس والقولون. ويضيف الدكتور شريف حافظ: أسباب السمنة كثيرة منها أسباب جينية ووراثية وأسباب مكتسبة من طريقة التغذية وعدم الحركة، ويعتبر مرض السمنة وباء موجوداً حالياً وازدياد حدوث السكر من النوع الثاني سببه السمنة، لذلك نسمي مرض السكر من النوع الثاني الوباء القادم الذي يتبع وباء السمنة، وقديماً كلمة وباء كانت مختصرة علي الأوبئة المعدية، وحالياً تطلق علي أي مرض مزمن تزداد نسبة حدوثه. ويؤكد الدكتور شريف حافظ أن السمنة في الأطفال تعتبر مؤشراً خطيراً لأنه قد يؤدي إلي إصابتهم بأمراض الأوعية الدموية والسكر في سن مبكرة، وأسباب السمنة في الأطفال تعود إلي النظام الحياتي الخاطئ، وأثبتت الإحصائيات أن ازدياد نسبة الإصابة بالسمنة ازدياداً مضطرداً مع زيادة عدد ساعات مشاهدة التليفزيون أو اللعب علي الكمبيوتر، وفي البلاد النامية انتهبوا إلي خطورة إصابة الأطفال بالسمنة، وفي بعض الولايات في أمريكا منعوا وجود «كانتين» يقدم أغذية سابقة التجهيز للأطفال. ويوصي الدكتور شريف حافظ بكتابة السعرات الحرارية علي المواد الغذائية ومكوناتها من نسبة البروتينات والنشويات والدهون، والبعد عن الأغذية المحتوية علي سعرات حرارية زائدة مثل المحتوية علي سكريات ودهنيات واستبدال هذه الأغذية بالخضراوات والفواكه وزيادة نسبة الألياف الطبيعية في الطعام، وممارسة الرياضة وليس بالضرورة أن تكون الرياضة مكلفة، فأثبتت الأبحاث أن ممارسة الرياضة مثل المشي السريع لمدة نصف ساعة في اليوم خمسة أيام في الأسبوع تقي الشخص الذي عنده استعداد للإصابة بالسكر بنسبة 58٪ وهذه دراسات أجريت في أمريكا وفنلندا، وتعتبر السمنة في منتصف البطن من أنواع السمنة الخطيرة التي تساعد علي الإصابة بتصلب الشرايين والأزمات القلبية والسكتات الدماغية من ناحية، والإصابة بأمراض السكر وخلل الكوليسترول ودهنيات الدم من جهة أخري، لأن تجميع الدهون في هذه المنطقة يساعد علي إفراز مكونات بيولوجية في الجسم نفسه وتؤدي إلي مخاطر صحية.